زيد الحلي
انتهت الانتخابات وبانت ملامح البرلمان الجديد، وسيكون اعضاؤه تحت محكمة التاريخ لمدة اربع سنوات، وعيون المواطنين ستبقى شاخصة على الخطوات التي ينتظرونها، متمنين أن يكون غدهم اكثر بهاءً واماناً، فالمرء يحتاج الى من يعيد اليه قوته الداخلية وإلى طمأنة نفسه من خلال شعوره برعاية البرلمان الذي انتخبه ومصارحته بكل شيء، حتى يدرك أنه مواطن خيّر، ويستحق العيش من دون إرهاق مزمن من خوف مسيطر عليه منذ بدء يومه وتوجهه لعمله، حتى عودته الى احضان اسرته. ولا شك أن بلوغ القوة الداخلية وعكسها على أنفسنا وحياتنا اليومية ليس بالأمر السهل، وعلى البرلمان، ولاسيما لجانه المتعددة، أن يسعى الى كبح كل ما هو سلبي، لأن الإحساس بالمناعة والتقدير للحياة يكسبنا نوعا من القوة، وهي الامتنان لما هو جميل وخير.
طموحات المواطن العراقي بسيطة وسهلة التطبيق، وهي الابتعاد عن البحار المتلاطمة والملأى بالمشكلات والتصريحات وعراك الفضائيات واخبار السرقات والسحت الحرام..
آمل من اعضاء البرلمان في دورته الجديدة، معرفة ان لغو الكلام والصراخ، ربما هو قارب شهرة مؤقتة، وان هدوء الحوار والمنطق الحقيقي هو شاطئ السلامة المجتمعية، فرحمة بالمواطن البسيط، ولا ننسى ان الوطن على صفيح ساخن، لاسيما حين يرى افواهكم تتبارى في حلبات امام شاشات التلفاز، وتتوقف تحت قبة البرلمان، فقد لاحظنا وجود عشرات من البرلمانيين في الدورات المنصرمة، يصرحون صباحا شيئا ثم ينكرونه مساءً ويعلنون اخباراً في المحطة التلفازية الفلانية، ويسربون ما يناقضها من الفضائية العلانية، وفي حومة مثل هذا الجو كان المواطن يعيش في فوضى حلبة صراع مؤذ.
إن السعادة العظيمة، هي أن يجمع عضو البرلمان بين عقله المدرب على فهم الحياة، وبين رؤية الحياة ذاتها وحقيقتها الموضوعية، ففي ذلك تطبيق لمجموعة من القواعد الذاتية لفهم الانسانية، وربط المفاهيم الجمالية التي يكشفها في الممارسة البرلمانية اليومية المليئة بالقيم المثلى في الحياة المتمثلة بالحق والخير، وان الوطن أمانة في أعناق المؤمنين بتربة العراق، وما اعظمها
من أمانة.