تجمع..

الصفحة الاخيرة 2021/10/17
...

حسب الله يحيى 
 
أن نلتقي ونجتمع مع آخرين؛ يعني أن يكون الجمع قد قرر أن يلتقي عند بوابات المعرفة او سبل الخير والمعروف او ازالة ضارة ما ..
لكن أن يعلن تجمع عن نفسه تحت عنوان شاذ وغريب وطارئ، لا ينم الا عن ذائقة غليظة وطبع اجوف وسلوك مشين، ويفخر بأنه يحمل عنوان (تجمع تافهين) وهذا ما تم الاعلان عنه في مواقع التواصل الاجتماعي على امل أن يتواصل معه عدد من (التافهين).
نعم.. لقد عرفنا من قبل (مقهى المعقدين) المقهى المتواضع في الباب الشرقي والذي كان ملتقى خيرة ادباء وفناني العراق وزوارهم من العرب والاجانب في فترة الستينيات والسبعينيات. 
اذ قدم رواد هذا المقهى افضل واعمق النصوص الابداعية والمقالات الثرية، وكذلك تعرفنا على مجلة (المهمشين) التي صدرت اعدادها بعد 2003، والتي نشرت نصوصا ومقالات تنم عن عطاء مجيد وفكر نابه وموهبة خلاقة، كما عرفنا في تراثنا العربي تجمعات معرفية سميت بـ (الشطار والعيارين) وكانوا يمثلون زخما مضيئا في عطائه المعرفي المتميز على الرغم من فاقة وهامشية اصحابه.
لكن أن يكون هنالك تجمع باسم (تجمع تافهين) فهذا يعني أن اعضاء هذا التجمع يفخرون بهوياتهم التافهة بل ويعتدون بها ويتباهون بهوية تافهة.
إن الهامشية التي يتصفون ويتباهون بها تجعل منهم تجمعاً لا يليق بانسان يفترض أن يعتد بسلوكه لا أن يعتد بـ (تفاهته) التي لا يقبل بها انسان سوي.
إن التفاهة كلمة جديدة تضاف الى قاموس المرض الهامشي الذي يحاصر به هؤلاء انفسهم والذين باتوا يطلقون على انفسهم (تجمعاً) يريدون عن طريقه توسيع رقعة هذا التجمع كي يحقق طموحات لا نعرف ولا نتقن كيفية التعامل معها لا حاضرا ولا مستقبلا بوصفها واحدة من الصفات السلبية التي يتسمون بها عن سابق ترصد واصرار واعتماد واعتزاز عدد من الناس الذين اختاروا لانفسهم صفة (التفاهة) التي باتت تأخذ سبيلها لاماكن لا يصح أن تشغلها او تشغلنا معها كونها صفات عابرة على الرغم ممن يعدها (نظاما خاصا بالتفاهة تجتمع عنده الحماقة والحضور الاجوف).