بيروت: غفران حداد
أكدت الفنانة اللبنانيَّة القديرة نجاح سلام، إمكانيَّة زيارتها للعراق قائلة {تشرفني زيارة العراق، وأتمنى ذلك، وأصلا العراق وحلب بدأت فيهما حياتي الفنيَّة}، مستذكرة بعض ذكرياتها: {لقد زرت بغداد وأنا صغيرة ثم عدت لزيارتها سنة 1986 وكنت أتمنى زيارتها الآن لكن ظروفي الصحيَّة تمنع ذلك والعراق العظيم في القلب والروح دائماً}.
سألناها ماذا تعني لك بغداد فقالت في حديث لـ{الصباح}: هذا السؤال يثير فيَّ الكثير من الحب والشجون، العراق بلد الحضارة منذ آلاف السنين وقد غنيت للعراق ولكل الأقطار العربيَّة لذلك يسمونني (صوت العروبة) وكل البلاد العربية هي بلادي حتى لو أنني أتيت من لبنان أنا قوميتي عربيَّة وأنا عربيَّة الهوى والانتماء وبغداد هي معقل العروبة والحضارة العظيمة والحديث عن بغداد ووصفها يحتاجان إلى مجلدات وليس حديثا عبر الهاتف.
عن إمكانيَّة العودة للساحة الفنيَّة أشارت {أنا منذ سبع سنوات سجلت للإذاعة المصريَّة أدعية دينيَّة وعملت حفلات في الأوبرا في مصر ولكن أكيد نشاطي ليس مثل الأول حيث كنا في زمن الأغنية الثقيلة، وليس الآن زمن الشباب والله يهنئهم ويوفقهم بأعمالهم وهم يجب أنْ يأخذوا دورهم مثلما نحن أخذنا دورنا فلذلك الآن ليس دورنا والنشاط يحتاج إلى الصحة}.
تبيّن الفنانة سلام رأيها بمستوى الأغنية العربية اليوم فتؤكد {هذا سؤال جميل عندما يسأل لجيلي ولكن فيه ظلم للجيل الجديد؛ لأنَّ هذا عصرهم وزمانهم، ولكل عصر دولة ورجال، فأنا لا يمكنني أبخس حق الجيل الحالي فهو يعبر عن طموحه ولكني بذات الوقت لست راضية عن كل ما يقدم، رغم وجود أصوات جميلة جداً، ولكنْ لا يمكن أنْ تطلب منهم أنْ يعودوا إلى الوراء ويغنوا مثل جيلنا فهذا سيكون ظلماً وإجحافاً بحقهم}.
توجه نصيحتها للجيل الغنائي الجديد بالقول: {أكيد من خلال خبرتنا كجيل قديم أنصح الجيل الجديد بالصدق وحب الفن وألا يجعلوا من الفن وسيلة للكسب والتجارة، أنصحهم أنْ يعشقوا الفن وأنْ يتأنوا في اختيار الكلمات والألحان وأنْ يبتعدوا عن الإسفاف}.
الأصوات العراقيَّة والعربيَّة، مَن مِن الأصوات تطرب الفنانة نجاح سلام: {العراق بلد الفن والموسيقى وأنا لا أنسى صديقي الفنان الراحل ناظم الغزالي وسليمة مراد وعفيفة اسكندر وكل الأصوات التي ظهرت خلال فترة الخمسينيات وفي فترة جيلي أنا كانت كلها أصواتاً عظيمة وبالنسبة الأصوات العربية القديمة كلها جيدة سواء كانت السيدة فيروز أو صباح أو الأستاذ وديع الصافي كلها أصواتاً عظيمة، والآن أيضا توجد أصوات شبابيَّة مميزة مثل معين شريف وملحم زين وآمال ماهر لكنْ نحتاج إلى العمل المتكامل وإلا فإنَّ الأصوات الجيدة موجودة}.
عن سر خلود أغنياتها مثل (ميّل ياغزيل وبرهوم حاكيني) فتؤكد {أغانينا لا تزال الناس تحبها وتسمعها سواء لي أو لغيري من المطربين من جيلي لأننا كنا جيلاً جَدّياً ومثابراً وكانت لدينا دقة في اختيار الكلمات والألحان وكان في صدقٌ كبيرٌ جداً والعمل الصادق يدخل إلى القلب مباشرة ويبقى خالداً ومن يعبر عن المجتمع وعن طموحات وأحلام ومشاعر الناس ستخلد؛ لأنَّ الإنسان إنسان في كل زمان ومكان}.
يومياتها في ظل جائحة كورونا كيف تقضيها فتشير بالقول: {تعيش الفنانة نجاح سلام مثل كل الناس، لقد التزمت الحجر المنزلي، والحمد لله حولي أولادي وأحفادي، ويا رب ترفع هذه الغمة عن كل بلادنا العربيَّة والعالم}.
أما حقيقة خلافاتها مع الفنانة سميرة توفيق وهل هي حقيقة أم إشاعة فتؤكد سلام {طبعاً إشاعة أنا ليس لدي أي خلاف مع الزملاء الفنانين وفي جيلنا كان هنالك التنافس الشريف، كنا نغار من العمل الجميل، وضمن الزمالة المحترمة، والتنافس المحترم، ولا توجد غيرة شخصيَّة لا مع الست سميرة توفيق ولا غيرها من الفنانين}.
خاتمة حديثها {أشكر دولة العراق الشقيق الذي أرسل ويرسل عدة مساعدات إلى لبنان في ظل هذه الظروف الصعبة التي نمرُّ بها وهذا ليس غريباً على العراق وأنا باسم الشعب اللبناني أشكر العراق على وقفته
معنا}.
ونجاح سلام مطربة وممثلة لبنانية اشتهرت أغانيها في معظم البلاد العربية من أشهر أغنياتها الخالدة في ذاكرة الجمهور العربي أغنية {الشاب الأسمر}، {حول يا غنام حول}، وأغنية {يا جارحة قلبي}، {برهوم حاكيني}، وكانت انطلاقتها السينمائيَّة مع أول أفلامها وهو {على كيفك} مع السيدة ليلى فوزي، كان فيلمها الثاني {ابن ذوات} ثم مثلت فيلم {الدنيا لما تضحك} مع شكري سرحان وإسماعيل ياسين، ثم فيلم {الكمساريات الفاتنات} مع كارم محمود وغيرها الكثير من الأعمال المميزة الأخرى.