طلبة محو الأميَّة في كركوك أول الفيض قطرة

ريبورتاج 2021/10/19
...

 نهضة علي 
 
حقق قسم محو الامية التابع لمديرية تربية كركوك هدفه بمكافحة آفة الامية في المجتمع الكركوكي رغم التحديات، ويستعد في هذه الفترة للبدء بالسنة الدراسية الجديدة للوجبة العاشرة بجميع مراحلها باعداد المراكز وتزويدها بالمحاضرين، وحصر اعداد الاميين الجدد لانضمامهم، وتعد خطواته سبلا نحو نشر العلم والقراءة والكتابة من اجل التثقيف والبناء لشخصية الافراد غير المتعلمين، بما يحقق ايجابيات مجتمعية بالتحرر من آفة الامية.
بدايات الحملة
مدير قسم محو الامية في كركوك قيس عبد احمد اكد لـ «الصباح» انه بعد صدور قانون 23 لمكافحة الامية في سنة 2011 تم حصر اعداد من الاميين، رجالا ونساء، ما اضطرنا الى فتح عدد من المراكز في مناطق المحافظة بضمنها الاقضية والنواحي، وضمهم اليها فقد بلغت النسبة  16 % آنذاك وتكاتفت الجهود للقضاء على الامية، وتقليل النسبة عبر افتتاح 700 مركز لمحو الامية وادخال 40 الف دارس ودارسة بضمنها مراكز للدراسة الكردية ومراكز للدراسة التركمانية واخرى السريانية، الا ان النسبة المذكورة تصاعدت بعد العام 2014 وظهور عصابات داعش الارهابية بسبب الظروف الصعبة من النزوح والتهجير والتشرد وقلة الاهتمام والدعم من الجهات المسؤولة لتصبح 20 بالمئة. 
وبعد طرد داعش واستقرار المحافظة والمناطق التي سيطر عليها الارهاب اولى القسم وبموافقة الوزارة اهتماما اكثر بحملة القضاء على الامية خاصة وان الكثير من ابناء الاسر النازحة اضطروا الى ترك الدراسة او عدم الالتحاق، وتم افتتاح 135 مركزا في مخيمات النازحين، والاهتمام بها وبضمنها مخيمات السليمانية ودهوك، وتولى قسم محو الامية في كركوك تقديم الدعم لهم بالقرطاسية والكتب والدعم
اللوجستي.
 
المتحررات من الأميَّة
واضاف: ان القسم استمر بتواصل سنواته الدراسية رغم التحديات ومراكزهم لم تتوقف عن تعليم الاميين، الا في فترة ظهور جائحة كورونا ما ادى الى تخرج عدد منهم من مرحلة التكميل نحو الخامس الابتدائي، واكمال الصف السادس الابتدائي وحتى مرحلة المتوسطة حسب رغبة الدارسين، وحصلت الموافقة على استثناء دارسيهم من شرط العمر للامية والتعليم
المسرع.
 وشهدت مراكزهم اقبالا عاليا حتى من اعمار كبار السن، وبذلك تحققت نتائج ايجابية، وبين أن حصول احدى الدارسات من القسم على الجائزة الاولى للمتحررات من محو الامية على مستوى الوطن العربي هو دليل تميز عملهم.   
وتواصلت جهودهم بشمول بعض الدوائر بحملة القضاء على الامية، فقد خرجوا اعدادا من الشرطة على وجبات من دوراتهم التي اقيمت في مديرية شرطة كركوك، وافتتحوا مراكز في الشركات النفطية، جامعة كركوك ومؤسسات اخرى لضم غير المتعلمين وتعليمهم، وتهدف حملاتهم الى التعليم  ومحو انواع الامية الاخرى، وتسهم في القضاء على الفكر التطرفي والارهابي، والتثقيف نحو التطور
والايجابية.
 
مراكز مجتمعيَّة
المشرفة التربوية مها ستار هندي اكدت لـ «الصباح» بانهم ومن اجل مساعدة الدارسات اقتصاديا وللترغيب في التعلم فقد افتتحوا 18 مركزا مجتمعيا، تتضمن تعليم المهن كالخياطة والطبخ، وكذلك عرض نتاجاتهن، فضلا عن وجود محاضرات لتعلم قراءة القرآن وتحفيظه. 
مشيرة الى أن المراكز المتواجدة في المناطق الريفية كان لها اثرها بمساعدة الكثير من النساء بعد فترة سيطرة داعش، وتخفيف حدة الظروف الصعبة والوضع النفسي المتأزم نتيجة الارهاب وكانت بمثابة مراكز للتأهيل النفسي بسبب قتل الزوج او فقدان احد من ذويهن والتشرد وفقد المصدر المعيشي والنزوح والخوف.
 فقد كانت بمثابة مراكز تأهيل نفسي من خلال تواجد الضحايا في مراكز محو الامية للتعلم وتلقي المحاضرات التعليمية والتوجيهية، والاختلاط بمثيلاتهن وقيام مديري المراكز وخاصة النساء بابداء استعدادهم لتقديم المساعدة والمشورة في حل مشكلاتهن. 
واضافت: بان حملة محو الامية ايضا كانت لها نتائج ايجابية باضافة التثقيف الاسري والمجتمعي للنساء الاميات في ادارة المنزل وتربية الاولاد، وهناك توجه لاضافة باحثين اجتماعيين في
 المراكز. 
 
التعليم المسرع
هندي بينت أن التعليم المسرع اوجد في العراق من اجل مساعدة الاسر من ناحية التعليم بعد ظروف داعش او ظروف
اخرى. 
فقد تم ايضا افتتاح مركزين للتعليم المسرع في المحافظة، ما ساعد الكثيرين على تخطي مراحل دراسية وحتى التخرج من التعليم الجامعي، ويتم قبول الطالب وفقا لتقييمه من قبل
 لجنة.