الثقافة والنشر الكردية تحتفي بالفنان محمود ابو العباس

الصفحة الاخيرة 2021/10/23
...

 بغداد: نوارة محمد
برع بتقديم الحب و تشبث بقليل من الحياة، كأن المسرح بوصلة روحه والتلفزيون كل أدواتها، فتنه الفن منذ صباه ليحصد ما زرعته البصرة بروحه من جمال، وما خلفته اكاديمية الفنون الجميلة وبغداد بذاكرته، لم يكن يوماً عادياً في خارطة حياته، فهناك ثمة سحرٌ يدب بين ملامحه، يشعر به كل من حوله. 
عن تجربة المسرح والسينما والتلفزيون، وجنون أفكاره وملاحقته للأمنيات، عن أحلام السنين وتجارب الموت والحياة، وما يدور خلف الأبواب الموصدة وطريقه المليء بالخوف والنجاحات، عن المسرح الكردي وجمالياته، انبرى الفنان محمود ابو العباس الذي ولد في البصرة عام 1956 والتحق ببغداد بعد أن انهى دراسته الثانوية فيها، ليحدثنا في جلسة ثقافية مريحة، أقيمت امس الأول الخميس بدار الثقافة والنشر الكردية وفي قاعة شيركو بيكس، بحضور مديرها العام ئاوات حسن امين والدكتور والاكاديمي والمسرحي عقيل مهدي وجمهور 
غير قليل كان هنالك إبداع ينبض بالحياة في جلسة ادارها جواد العقابي. 
ابو العباس بدأ حديثه عن المسرح الكردي ورواده، ومدى ارتباط الفنون الكردية بطبيعة الأمكنة وجمالها، وعن متعة الأداء، مبينا «نحن ولشدة دهشتنا لأول مرة، نسينا أننا مختلفو الهويات، ولم نشعر حتى بالفارق اللغوي، فالمسرح مليء بالدلالات وهذا ما شعرت به هناك». 
 وفي حديث لـ «الصباح» كشف أن «هنالك نية للمشاركة في مهرجان المسرح الكردي للمونودراما، فهو زاخر بالنجوم والابداع»، ومن المسرح ننتقل مع ابي العباس للحديث عن البصرة التي شهدت أولى خطواته، مستذكرا «برفقة اخي الأكبر، شاهدت اول عرض مسرحي، وكنت في الثامنة من عمري، إذ لمعت عيناي وأصبت بالدهشة، وشعرت بعدها بأن هنالك رحلة شاقة ومثيرة تنتظرني». 
ابو العباس يشير الى صعوبة نقل المشهد الواقعي  ومعالجة المسرح والتلفزيون لموضوعات الحياة وصراعه الدائم في هذه التجربة، لافتا الى أن «اليوم نعيش أزمة، نعم لقد فقدنا الدهشة وصرنا دمى في بلد الفانتازيا الواقعية، فأيّ صورة ننقلها لنشعر بلذة الفن حين يترجم شعور الحياة، وهذا ليس كافيا بل غياب حرية التعبير عن الرأي له الدور الأكبر». 
وبشأن تجربته مع حادثة موت صديقه الفنان عبدالخالق المختار، التي تركت بروحه جرحا لا يندمل، سفح ابو العباس دموعا ساخنة حرقت خديه وقلبه، مرددا «لقد تَرك ندبة في روحي ورحل، رحل وبقيت انا أصارع وحدي مع الذكريات». 
انتهت الندوة التي حملت عنوان «المسرح الكردي وقصة البحث عن الذات»، وانتهى الحديث عن الفن وجمالياته، عن ابي العباس ورحلته المليئة بالإبداع، تاركاً بأرواحنا شيئاً من الدهشة قد يطول كثيرا. 
السيد ئاوات اهدى لابي العباس درع الابداع وخرجنا ولا يخطر في أذهاننا سوى شخصيات قدمها وبحرفة بدءاً من (ستار كوسج) وصولاً  الى (ساجت الفالح) شريط مر امامنا يلخص رحلة الثلاثين عاماً، التي كانت شديدة الالتصاق بذاكرتنا.