الحسين (ع).. الشمس الأزلية

الصفحة الاخيرة 2021/10/24
...

حسب الله يحيى 
لم يكن سيد الشهداء الحسين (ع) ليستشهد لو انه اختار بنفسه طريق الحق الذي اتخذه نبراسا في حياته ومجده وخلوده.
 لم يكن الحسين (ع) اماما في سلوكه وقيمه وبسالته وعزة نفسه حسب وانما في نضاله الباسل ضد الطغيان كذلك، من هنا كانت كل الملاحم التي كتبت عن سيرة حياته واستشهاده، بدءا من عبد الرحمن الشرقاوي مرورا بمحمد علي الخفاجي وصولا الى رؤية د.عقيل مهدي في عرضه المسرحي (الحسين (ع) كما نراه) الذي تم تقديمه مؤخرا في كلية الفنون الجميلة ـ بغداد، ويعرض دراما انسانية خالدة، لا يمكن الا أن تكون الانموذج الانقى في حياة البشرية بوصفها سبيلا اثيرا من سبل اختيار الشهادة مقابل الاستسلام للطغيان الذي بسط ظلاله من معاوية الى كل سنوات الجمر والفجيعة في حياتنا المرة عبر زمن  القهر والدمار والمرض والفساد والقتل..
د.عقيل مهدي صاحب التجارب المسرحية والسيرية - منها على وجه الخصوص تجاربه مع الجواهري ويوسف العاني وعلي الوردي - مثلا.
ومع شخصية الحسين (ع) (الثائر الشهيد)، يعتمد كما هي طبيعة مسرح د. عقيل، البساطة في الديكور الذي لا يهيمن على كثافة الحوار وانتقاء كلماته بدقة، وذلك باستعادة المأساة ذاتها 
عبر شخوص حية.
في رؤية د. عقيل نجد الاجواء العربية الاسلامية الحافلة بالمأساة والشخصيات التي تتعامل مع الفجيعة لا بمنظور الرثاء والبكائية، وانما بمنظور الفن الذي يرقى بالحدث ويجعل منه واقعا آنيا يمكن أن نجده في كل ميدان يتعلق بدراما الحق والباطل، والشمس والظلام، بتجسيد من الثلاثي (د. جبار خماط، د. عبلة التميمي، د. كاظم العمران).
كان العرض سبيلا لاستعادة صورة نور الشهداء الحسين (ع)، بينما يراه د.عقيل مهدي ويشركنا معه في هذه الرؤية الانسانية الحية والانموذج الخالد لشمس لا تغيب ولا تأفل قدمها الى جمهور المسرح والنخبة التي تتفاعل مع هذه الشهادة الانسانية الخالدة.