صورة العرب في السّينما التركيَّة

منصة 2021/10/25
...

 غفران حداد 
كانت لبنان وسورية والمغرب وتركيا أرضاً خصبة للتلاقي الفني والفكري بين الفنانين العرب، وخصوصا الفنانين المصريين، ففي أواخر ستينات القرن الماضي هاجر الكثير من السينمائيين إلى هذه الدول، منهم؛ فاتن حمامة ورشدي أباظة ويوسف شاهين وبركات، ووجد بعضهم فرصا فنية جيدة للعمل أضافت الكثير لمشوارهم الفني.  وحين نقلب ذاكرة السينما التركية بين عقد الثلاثينات والسبعينات من القرن الماضي
 نجد أن عشرات الأفلام أنتجت بين عدد من الممثلين الأتراك والعرب البارزين في مقدمتهم فريد شوقي، صباح ودريد لحام، ومن الفنانيين الأتراك: هوليا كوتش يغيت، جنيد آركن ومراد صويدان وغيرهم.
وقد اعتمد المنتجون الأتراك على طريقة مربحة  لتسويق أعمالهم بين تركيا والبلاد العربية من خلال دبلجة حوار الممثلين الأتراك إلى العربية ودبلجة حوارات الفنان العربي للتركية.
كان الفنان المصري الراحل فريد شوقي على سبيل المثال قد شارك ببطولة خمسة عشر فيلما في تركيا بل قام بتمصير التجربة ومنحها روحا مصرية وعربية بمشاركة الكاتب المتفاهم بالعمل معه ورفيق دربه عبد الحي أديب الذي أعاد كتابة نصوص تركية بحوار سينمائي باللهجة المصرية المحلية العامية.
فقد اقتبس عبد الحي أديب قصة الفيلم التركي «بابا» إخراج عاطف يلماظ، وتم تحويله إلى فيلم مصري باسم «ومضى قطار العمر» عام 1974.
كان صنّاع السينما التركية قدموا نماذج مذهلة ووسائل إعلام من دعاية وإعلان للترويج للأفلام التركية العربية المشتركة أقرب للمدرسة الإيطالية منها إلى المصرية، بل اعتمدوا على عناوين
تركية بعيدة عن عناوين الأفلام المصرية التي اعتاد عليها محبو الفن السابع مثل فيلم «عثمان الجبار» بطولة فريد شوقي وهوليا كوشيت ومراد سويدان وقد نجح الفيلم في قاعات السينما المصرية 
ليكرر الفنان شوقي تجربته في أفلام أخرى منها فيلم «بعت حياتي»، و «شيطان البسفور»، وأما أشهر فيلم تركي - عربي بعد أفلام فريد شوقي فكان فيلم «طريق بلا نهاية» عام 1968 إخراج سيف الدين شوكت.
وكان للفنان اللبناني مشاركات متعددة في السينما التركية ففي عام 1968 شاركت الفنانة صباح الى جانب الفنان التركي جونيت أركين في فيلم «عصابة النساء» إذ قامت الشحرورة بدور عميلة سرية على طريقة جيمس بوند، وقد شاركها التمثيل في هذه العصابة النسائية الفنانة مديحة كامل وطروب.
أيضا كانت هناك تجربة سينمائية سورية منسية ووحيدة وهو فيلم «غوار لاعب كرة» عام 1973 إخراج خلقي سائر، بطولة دريد لحام وطروب ونهاد قلعي بالاشتراك مع ملكات جمال السينما في اسطنبول، وقد اتسم الفيلم بالكثير من السذاجة ولم ينجح جماهيريا وقصته عن توأم، أحدهما لاعب كرة قدم معروف، والثاني مواطن عادي، ويقابل الناس الثاني ويعاملونه بالكثير من الاحترام والمحبة ويتصورنه الاخ المشهور، فيغيب الأخ لاعب الكرة، ويضطر الثاني ان يحل مكان أخيه في مباراة مهمة ومثيرة ونجح في فوز فريقه.
وحديثا كانت هناك تجربة سينمائية تركية- مصرية في عام 2003 في فيلم «هروب مومياء» إخراج إردال مراد أكداش، تأليف هالوك أوزنيش، وشارك في البطولة نيللي كريم وفتحي عبد الوهاب وماجد المصري، واما البطولة التركية من خلال مشاركة الفنانين تيومان، نورغول يشيلتشاي وسلامة شاهين.
وكانت تدور أحداث الفيلم عن شاب يدعى «حسن» يعمل هو ومعاوناه «ماجد»، و «داليا» كباحثي آثار لدى «صلاح مهران» وهو رجل ملياردير، وعند توصلهم لمومياء رمسيس الرابع في الأقصر يطمع فيها «حسن» ويحاول الاستيلاء عليها بمفرده.
وهكذا على الرغم من أن تجارب الفنانين العرب في السينما التركية قصيرة وأعمال متفرقة، لكنها كانت مثمرة وبقيت الكثير من الأعمال في ذاكرة الجمهور العربي، وتعاد متابعتها عبر منصة اليوتيوب.