تتضافر جهود العاملين في أروقة متحف التاريخ الطبيعي لمواكبة كل جديد من أجل الحفاظ على هذه الأيقونة العلمية التاريخية المهمة.
تصيبك الدهشة وأنت تدخل للمتحف الذي تأسس سنة 1946 لما ستشاهده من كائنات ومخلوقات عديدة محنطة منذ عشرات السنين تبدو وكأنها تطلب العودة إلى الحياة من جديد. معاون مدير المتحف د.هناء الصفار تحدثت لـ”الصباح” قائلة: “يضم المتحف الكثير من قاعات العرض والورش الفنيَّة التي تحوي قسم النباتات والحشرات واللبائن والأسماك والطيور، إضافة إلى بانوراما الأهوار”.
يعتمد المتحف على البحوث والكشف الميداني من خلال باحثين ومختصين لتجديد المعلومات وإحصائيات كائناته وآخرها في الأعوام الماضية عندما قام فريق من باحثي المتحف بمسح ميداني لجبل (هلكرد) في أربيل، علاوة على المسح الجيولوجي لأهوار العراق في ميسان وذي قار للتعرف على المزيد من كائنات الطبيعة التي اندثر بعضها بسبب التغيرات المناخية مثل النعام والطاووس. وتابعت الصفار: “يصدر المتحف مجلة نصف سنوية باللغة الإنكليزية تهتم بالبحوث العلمية الحديثة من قبل باحثين عراقيين وأجانب، وأنها تصدر بجهود ذاتيَّة”. يجذب الزائر للمتحف حوتٌ عملاقٌ يزن عشرات الكيلوغرامات ممتد على مساحة 20 م من السقف والذي تحدثت عنه انتصار جمعة جاسم رئيس المهندسين الزراعيين قائلة: “تم اصطياد هذا الحوت عام ١٩٦٤ بعد دخوله شواطئ البصرة وهو يعدُّ علامة فارقة للكائنات المائيَّة في المتحف”.
يضم المتحف بين أرجائه مكتبة عريقة بـ 33 ألف كتاب ووثيقة، إضافة إلى الأطاريح، بينها كتب منذ القرن الثامن عشر.
وعبرت مديرة المكتبة نهى ماجد عن أسفها بسبب تراجع وانحسار رواد المكتبة عما كانوا عليه في سنوات ما قبل التطور الإلكتروني.
مؤكدة “مقاومة المكتبة لكل الظروف العصيبة واستمرارها بالعطاء رغم النهب والسرقة والحرق التي تعرضت لها في العام 2003”.