الـ «دي جي» يزيح موسيقى الفرق الشعبيَّة عن مناسبات العراقيين

الصفحة الاخيرة 2021/11/14
...

 الكوت: محمد ناصر
منذ القدم والموسيقى الشعبية ترافق أفراح العراقيين، هذه الموسيقى التي عرفت في بلاد النهرين تتغير من جيل الى اخر، بدءا من آلاتها الوترية والايقاعات مرورا بالجالغي والمقام والدبكات والجوبي، وتشمل على العديد من الآلات الموسيقية الشرقية مثل القانون والسنطور والمزمار والعود والبزغ والطبلة والجوزة وغيرها من الآلات. حتى وصلت الى استخدام آلات راقصة مثل الطبل والبوق، لكنها وبعد العام 2003 ودخول التكنولوجيا الحديثة تغيرت واتجه محبوها الى «الدي جي» الذي صار يلازم الافراح.
المعزوفة العراقية باتت حاضرة في كل المناسبات العراقية والعربية لما تنثره من فرح يرافقها وصلات رقص وصخب.
وفي الكوت ضمن محافظة واسط تكاد تكون الموسيقى الشعبية «ابو الطبل»، قد شارفت على الانقراض رغم انها كانت منتشرة في الاحياء الشعبية وشاركت في جميع أفراح ومناسبات الأسر العراقية في حفلات الزفاف وختان الاطفال وعقد القران وعودة الحجاج من الديار المقدسة.
يقول الفنان والعازف حسن الواسطي إن «الموسيقى الشعبية لا غنى عنها في كل المناسبات.. خصوصا في فترة التسعينيات اذ كانت تحضر الفرقه العازفة في الاحياء الشعبية وتقام الاعراس بنصب مسرح في الشارع يغني عليه المطرب مع فرقته لساعات طويلة، لكن الحال تبدل فأكثر الأسر التزمت باقامة المناسبات في المنزل سواء بطريقة شعبية راقصة او اسلامية يغلب عليها طابع الدفوف والاناشيد، التي تصدح بحب الرسول (ص) وآل بيته الاطهار».
مضيفا» اما الان» الدي جي» هو اكثر ما يستخدم، بسبب ان الجميع لديه سماعات ستيريو تفي بالغرض وغير مكلفة، الا اذا أراد العريس أن يقيم حفلا يغني فيه مطرب، اذ تبدلت المسارح الى كوشات وصارت تقام الافراح في قاعات مخصصة لذلك».
وفي هذا الصدد يقول محسن يونس صاحب تسجيلات كان قد اغلقها منذ اكثر من ثلاثة اعوام ان» الموسيقى الشعبية اصبحت من الماضي، على الرغم من ان هناك فرقة او اثنتين تعزفها في الكوت احيانا».
واستدرك» الكثير من التسجيلات الصوتية تأثرت واغلقت بسبب حضور التكنولوجيا والاعتماد على آلات حديثة، وقد يكون الموبايل وتطبيق يوتيوب هو الاكثر حضورا، لأن الجميع ترك استخدام الاشرطة الصوتية ومن ثم الاقراص (السي دي)، فاصبحنا لا نستطيع مجاراة هذا التطور، واعتمدنا على انشاء محال لتاجير كوشات الاعراس وسماعات الاستيريو وتزيين السيارات».
وبخصوص قاعات المناسبات اكد صاحب احدى القاعات انه يقيم الحفلات تقريبا على مدار العام الا في شهر محرم، الذي لا تقام فيه اي من مراسم الفرح».
مشيرا الى ان» الاسعار تتراوح بين 750 الفا الى مليون دينار، شاملة كل التكاليف والسعر يرتفع حسب متطلبات اهل المناسبة».