في «كهوة وكتاب» .. الشعراء العرب يصدحون في ليالي بغداد

الصفحة الاخيرة 2021/11/16
...

 الصباح: نوارة محمد
كان كل شيء هادئاً ومحبباً في تلك الليلة، القلوب تتقافز بهجة، وتعابير الوجوه توحي بشيء من الاسترخاء، لم يكن الأمر عادياً، كأنها بغداد تتزين والعراق شاب فتي، مستعيدين ذاكرة الشعر والغناء.
في جلسة تنبض بالحياة و بحضور شعراء عرب وبعض الموسيقى والأغنيات، احتفت بغداد نهاية الاسبوع الماضي، في مقهى «كهوة وكتاب» الثقافي، بالشاعرين العربيين السوري هاني نديم والتونسي سامي الذيبي بمشاركة الشاعرين العراقيين احمد عبدالحسين وآلاء عادل، في جلسة فريدة من نوعها اضاءت ليالي بغداد.
الشاعر هاني نديم عبر عن شكره للعراق قائلا: «شكرا للأحبة الأكثر من العدّ والمدّ، شكرا للعراق الذي يظللنا بظله الهائل في كل حين». اما الشاعر التونسي سامي الذيبي فلفت الى أن «الحياة في بغداد شعر خالص لا يفهمه غير من هام بها عشْقا، ولا أعتقد ان هنالك من لا يهوى بغداد، المدينة التي لطالما تطايرت النيران فوق سمائها ولا تزال تنبض بالشعر والحياة، انه العراق المعادلة الأصعب في التاريخ الشعري العربي في جميع أزمنته التاريخيّة،  في احد نصوصي الشعرية كتبت: لو قُدّرَ لي أن أختار بلادي، لكنتُ اخترتُ العراق».
الذيبي صاحب الرواية الشعرية: «كأنّي أرمم هذا الخلود» عن دار افريقية للنشر بتونس، في حديث لـ «الصباح» بين أن «الأدب بوابة كل المدن، اذ يعلقنا الادب بشعوبه سواء الشعري أو الروائي، إنّ الأدب جواز سفر يأخذك حيث تشاء، وإن القارئ مسافرٌ دائمٌ، وعشاق القراءة والكتابة والسفر يعرفون جيدا العلاقة التي يبينها الأدب بين الشعوب والثقافات المختلفة والمتباعدة، وهو ما يفتح آفاقا أرحب للكتابة وعوالمها التخييليّة والجماليّة ويسهم أيضا في تطوّر التجربة الإبداعية».
وبشأن مشاركته في مهرجان المربد الذي اختتم الاسبوع الفائت في البصرة، اكد أن «دور المهرجانات الشعرّية حاسمٌ في زمن تطوّر فيه العالم الافتراضي بشكل وحشي وهيمن على كل أشكال الحياة، هي في الحقيقة معادلة صعبة ولكنها محاولة لمواصلة الدفاع عن الإبداع رغم كل التهميش».
في حين كشفت آلاء عادل «نحن بحاجة كبيرة لممارسة الشعر وجلساته البسيطة في المقاهي وبين رواده من كل الأجيال والمستويات الثقافية،  فلا سبل رفاهية لدينا سوى الفن والأدب وما يرتبط بهما من رقي روحي، أجد في تجربتي مع الشعر ارتباطا روحيا، انا لا طاقة لدي سوى الخوض بتلك المشاعر».