المرجعية تحذر من انهيار الأخلاق وجر البلد إلى الفوضى

العراق 2019/03/08
...

كربلاء المقدسة / الصباح
حذرت المرجعية الدينية العليا، من استمرار انهيار المنظومة الأخلاقية عبر محاولات سلب الحياء عن أبناء مجتمعنا، منبهة إلى وجود نوايا مقصودة من أجل جر البلد إلى الفوضى بحجة الحرية، يأتي ذلك في وقت وجّه زعماء الطوائف الدينية العراقية المجتمعون في حرم الإمام الحسين «عليه السلام» في كربلاء المقدسة رسالة سلام تدعو للتعايش السلمي بين جميع مكونات الشعب العراقي.
وقال ممثل المرجعية الدينية العليا في كربلاء المقدسة، السيد أحمد الصافي في خطبة الجمعة التي ألقاها من داخل الصحن الحسيني الشريف: «لابد من دق ناقوس الخطر لانهيار بعض أسس المنظومة الاخلاقية في بلدنا، وإن بعضها بدأت تتأرجح وتنهار من دون اكتراث، والاعجب أن التصدي لها خجول جداً لا ينهض ولا يحل المشكلة، والبعض يقف موقفا متفرجا، ولعلنا نبقى نؤكد أهمية ما نستشعر وعلى الجميع أن يأخذ دوره».
وأوضح الصافي، أن هناك محاولات لسلخ الحياء من الشباب والنساء بدعوى الحرية، لافتا الى أن «الحياة في الحياء، وبدونه فلا حياة»، عادّاً أن «محاولات سلخ الحياء من المجتمع هي محاولات قتل للمجتمع».
ورأى ممثل المرجعية، أن «البلد يراد له أن ينتقل الى الفوضى»، معتبرا أن «الحرية هي أن تحترم الآخرين ونفسك ومجتمعك»، ودعا الى «ايجاد حصانة وحضانة للمجتمع من ان ينهار»، مؤكدا أن «المجتمع العراقي له اصالة وحضور تاريخي وتراث وعلماء واسر كريمة وشباب وفتوة ونساء ربت ابطالا وشجعانا»، محذراً من الانخداع بمصطلحات «هي أقرب الى السراب منها الى الواقع»، ودعا الى التصدي للفوضى، والرجوع الى «الحرية المنضبطة».
من جانب آخر، أفاد الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة، أنه بهدف ترسيخ مبدأ التعايش السلمي بين مختلف الطوائف والقوميات في العراق، شهدت العتبة الحسينية المقدسة أمس الأول الخميس انعقاد الملتقى الرابع لحوار الاديان في العراق بحضور عدد من زعماء الطوائف والأديان داخل العراق.
وعدّ ممثل المرجعية الدينية العليا في كربلاء المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة، الشيخ عبد المهدي الكربلائي، ان القيادات الدينية المختلفة التي اجتمعت في كربلاء تمثل رسالات السماء، لذا على الجميع تحمل نسبة كبيرة في تحقيق هذا السلام على الارض.
وقال بيان صادر من إعلام العتبة الحسينية واطلعت عليه «الصباح» ان الشيخ الكربلائي استقبل وفد القيادات الدينية العراقية المشاركة في الملتقى الرابع للقيادات الدينية المقام في العتبة الحسينية المقدسة، وأكد ضرورة ان يكون أي اجتماع أو مؤتمر او تجمع سواء يقام في داخل العراق او خارجه وتحضره مثل هذه الكوكبة من مختلف المذاهب والاديان، ينبغي ترجمة ما تطرحه من افكار الى واقع معاش على الارض من خلال تشكيل لجان خاصة تعمل على ذلك.
بدوره، قال مدير اعلام العتبة الحسينية المقدسة جمال الدين الشهرستاني لـ»الصباح» ان هذا هو الملتقى الرابع لحوار الاديان وسبق ان عقد في الكنيسة الكلدانية ومن ثم عقد برعاية الصابئة المندائيين ومن ثم عقد بمسجد ابو حنيفة النعمان وهو يهدف الى ترسيخ مبدأ التعايش السلمي بين مختلف الطوائف والقوميات في العراق واضاف ان الملتقى حمل شعار (ان الله يحب اشاعة السلام) من اجل نشر المفاهيم التي تدعو الى قبول الاخر والتعايش السلمي.
من ناحيته، أكد ممثل العتبة الحسينية طلال الكمالي: ان «الملتقى الذي انطلق تحت شعار (إن الله يحب إشاعة السلام) ضم الكثير من المفردات والمفاهيم التي تدعو الى قبول الآخر والتعايش السلمي»، وأضاف، «من خلال هذا الملتقى الذي عقد برعاية العتبة الحسينية المقدسة تم بحث الادوات والآليات التي يمكن من خلالها الوصول الى اشاعة السلام والمحبة بين ابناء الشعب الواحد»، مبينا ان «هنالك فكرة بإيصال ما تمخض عن هذه اللقاءات من توصيات ونقاط ايجابية الى الرئاسات الثلاث لكي تترجم هذه المفاهيم الى واقع».
وأشار الكمالي، الى أن «الملتقى شهد حضور زعيم الكلدانيين وزعيم الصابئة المندائيين وممثل الايزيديين ومسؤول المجمع الفقهي العراقي وإمام جامع ابو حنيفة النعمان وجمع من فضلاء الحوزة العلمية في النجف الاشرف».
من جانبه، بين مار لويس روفائيل الأول بطريريك الكلدان الكاثوليك، أن «وجودنا مع بعض بتنوع دياناتنا ومعتقداتنا هو رسالة لكل من أراد زعزعة وحدة العراق من المتطرفين والمنحرفين»، وأضاف، إن «ما تمخض عن هذا الملتقى وباقي الملتقيات حتما سيطبق ويناقش مع الرئاسات الثلاث».