الحجامةُ.. علاجٌ فعالٌ منذُ أكثر من ألف عام

ريبورتاج 2021/12/15
...

 سها الشيخلي 
بالرغم من مرور قرون عدة على العلاج بالحجامة ما زالت هذه الطريقة تلاقي القبول والقناعة في جدواها، وما زال كبار السن يجدون عبرها الراحة والشفاء، وقد تكون هذه المشاعر احد اسباب الشفاء العاجل، اذ تساعد قناعة المريض بالعلاج في سرعة شفائه.
 
بلا أعراض
تحدث لـ «الصباح» المعاون الطبي قصي فاضل عن تاريخ هذه الطريقة بالعلاج فقال: في عهد الرسول محمد (ص) لم يعرف أجدادنا القدماء أنواع الأمراض ولا أسبابها، فكانت الحجامة هي دالتهم على معرفة أنواع الأمراض وطرق الشفاء منها، ولقلة الأدوية وندرتها تركز اهتمامهم على مزاولة الحجامة، وقد أوصى رسولنا الكريم (ص) باللجوء اليها لما تحمله من فوائد صحية جمة، ما زاد من انتشارها في العهد الاسلامي، وهي على نوعين، الحجامة الرطبة والحجامة الجافة، ويعد النوع الاول من اهم الطرق العلاجية القديمة، ويستخدم بواسطة كاسات زجاجية، فبعد احداث الجروح البسيطة في جسم المريض بواسطة مشرط طبي معقم يتم الضغط على الجروح، فيخرج الدم الفاسد وفيه شوائب اخرى في الجسم، وتحل مكانه كريات الدم الجديدة. 
ويواصل فاضل «اما الحجامة الجافة فتتم بدون اجراء جروح في الجسم، وبدل الجروح يتم الضغط الداخلي والخارجي بواسطة الكاسات الزجاجية، فتتكون بقع حمراء في مكان الكاسات، لكنها تزول في فترة قصيرة وتستخدم الحجامة الجافة لتنشيط الدورة الدموية، وكذلك في احتباس البول وامراض الروماتيزم، ويؤكد الحاج علوان (60 عاما) الذي وجدناه في عيادة المعاون الطبي قصي، أنه وجد الشفاء عند هذه العيادة، وكان يعاني من الدوار وداء الشقيقة وقد تعافى من الاثنين معا، ويلفت الحاج الى أن فائدة الحجامة هي زيادة تقوية مناعة الجسم وحيويته، وكذلك علاج الدوالي والتبول اللاارادي، والاصابة بالشلل النصفي، والعمل على تنظيم الهرمونات، وتساعد في تحسين الحالة النفسية، وعلاج ارتفاع الكولسترول في الدم، وتخلص الجسم من السموم، وكذلك تخفض نسبة البولينا في الدم، وانه يشعر الآن بصحة جيدة، ويبين أن الأدوية والعقاقير تشفي جزءاً من المرض، لكنها تخلف مشكلات عدة وخاصة امراض الكلى وهذا ما حدث
معي. 
 
فوائد
ويواصل المعاون الطبي قصي حديثه عن فوائد الحجامة فيقول: تفيد في التخلص من السموم والآثار الجانبية لبعض الأدوية التي تتراكم بين الجلد والعضلات نظرا لإحداث بعض الجروح الخفيفة على الجلد للتخلص من الشد العضلي من خلال تحفيز حامض اللاكتيك وتخفيض نسبة البولينا في الدم وتحفيز عمل الغدد الليمفاوية والغدد الاخرى، وخاصة الغدة النخامية أو الغدة الأم ومساعدة أجهزة المخ والحركة والإدراك والكلام من أجل القيام بأنشطتها الطبيعية، وعلاج مرض النقرس وبعض الأمراض الخاصة بالبطن، مثل عسر الهضم والإمساك والقرحة وعلاج التهابات المفاصل والروماتيزم من خلال تحفيز إنتاج الكورتيزون الطبيعي في الدم، والفئات الممنوعة من إجراء الحجامة هم: مرضى السكر، المرأة الحامل، المصابون بمرض السرطان، المصابون بمرض الكبد، المرضى المصابون بتمزق في الأربطة، ومن لديه ارتفاع في درجة الحرارة، أو من يعاني من الرشح،  والمرأة أثناء الدورة الشهرية، وأفضل وقت للحجامة  في فصل الربيع وتشفي الحجامة عرق النسا، وتعد علاجا فعالا لمرض
الشقيقة. 
 
فئات
وفي حال الإحساس بهبوط ضغط الدم أثناء القيام بعملية الحجامة ننصحكم بتناول عصير طبيعي طازج أو أخذ القليل من العسل المذاب في ماء، ومن شروط الحجامة للرجال، اجراؤها بعد بلوغ الشاب سن العشرين ولمرة واحدة في العام، ولكن في حال إصابته ببعض الأمراض يتم علاجه كل شهر من خلالها، وضرورة إجرائها على الريق، وممنوع تناول مشتقات الحليب كلها، ويفضل أخذ راحة جيدة وكافية قبل القيام بها وبعد إجرائها لتجنب تعرض الجروح للهواء، مع عدم تناول الأطعمة التي تحتوي على الدهون لمدة 24 ساعة بعد إجرائها، والإكثار من تناول الخضراوات والفواكه، وتجنب التدخين والمشروبات الباردة مع الابتعاد عن الأطعمة التي تحتوي على التوابل والبهارات لمدة ثلاث ساعات بعد إجرائها، والراحة
التامة. 
 
العلاج الطبيعي
والى جانب الحجامة يقوم علي السيد بالعلاج الطبيعي، وينصح السيد المرضى باللجوء الى الحجامة لكي يشعروا بالراحة، ووجدنا مريضة كانت عنده تشكو من انزلاق فقرات الظهر فقام بعلاجها، وكنا نشاهد خطوات العلاج وسرعان ما قامت السيدة متعافية ولا تشكو من ألم الظهر، ومن الغريب انه عالجها عن طريق رفع الحنك الى الاعلى بواسطة قطعة قماش وسحبه بسرعة وعادت الفقرات المنزلقة الى مكانها، ووقفت السيدة وهي لا تشكو ألماً في الظهر، ووجدنا في غرفة العلاج منضدة طويلة بثلاث قطع منفصلة ومتحركة تقوم بسحب فقرات الظهر لتعيدها الى مكانها.
ويلفت الحجام الى أنه ينتمي لجمعية ذوي المهن الصحية العليا التي تزوره احيانا، اما اجور الحجامة فأكد أنها تتبع الحالة المرضية التي يعاني منها الشخص سواء كان رجلاً ام
امرأة.