عطرُ الرّوضة الحسينيَّة.. نسمات يتوقُ لها الزائرون

ريبورتاج 2021/12/29
...

 زهراء جبار الكناني
 
ريحٌ من الجنة تمر عليهم كل ما هبوا لزيارته، حينما تكون ضيفا في حضرة سيد الشهداء الحسين بن علي (عليهما السلام)، ينتابك الشعور وكأنك تتجول في أروقة الجنة لما يحمله المكان من جمال عمراني وقدسية، وأجملها العبق الذي يملأ أرجاء المكان، والذي يتوق اليه الزائرون الوافدون من مختلف بلدان العالم ومن العراق واصفيه بريحٍ من الجنة.
 
عطرٌ مميز
تقول ام رفل إحدى الزائرات: من أجمل الطقوس المحببة لقلبي هي زيارة مولاي ابي عبد الله الحسين (عليه السلام)، فكلما دخلت الى الضريح المقدس يمتلأ صدري بعطر الضريح المميز فترتاح روحي، حيث اني لا أشمُّ هذه الرائحة الزكية في مكان آخر سوى في الروضة الحسينية المقدسة.
ختمت حديثها: أسأل الله ألا يحرمنا من زيارة إمامنا الحسين (عليه السلام) في الدنيا وشفاعته في الآخرة.
من جانبٍ آخر حدثنا الحاج عباس نوري من اهالي مدينة كربلاء قائلا: اثني على الجهود المبذولة لكل من سعى في شرف العمل والخدمة داخل الحرم الحسيني ولو كان بشيء ضئيل، ومن جملة الخدمات المقدمة هي تعطير الضريح المقدس بأجمل العطور، ليضيف لجمال المكان جمالاً آخر يتفنن به المختصون بهذا المجال، فليبارك الله لهم هذه الخدمة. 
 
شعبة التعطير
وفي جولتنا هذه توجهنا الى مسؤول شعبة التعطير التابعة لقسم حفظ النظام في العتبة الحسينية المقدسة علاء عبد الكريم الميالي، ليحدثنا عن المهام التي تقدمها الشعبة: إنَّ الشعبة تستخدم أنواعاً خاصة ومميزة من العطور لتعطير ضريح الامام الحسين (عليه السلام)، وهي من أفخر وأجود الأعواد ومن مناشئ عالمية، وهناك عطر خاص لجميع الأخشاب الموجودة داخل الضريح الشريف، وعطور خاصة بالمرمر والصحن الحسيني ومدن الزائرين والأروقة الخاصة بالزائرين. 
واضاف: كما هناك أنواعٌ من العطور المختلفة تستخدم لجميع مرافق العتبة الحسينية من مكاتب ومدن زائرين والامانات والكشوانيات والمدارس الدينية والصحيات، وكذلك عجلات نقل زائري العتبة الحسينية.
 
المصدر والتصنيع
وعن مصادر العطور وتصنيعها قال الميالي: إنَّ العطور المستخدمة هي خاصة لهذا الغرض، حيث هنالك متبرعون من محبي الإمام الحسين (عليه السلام) يهدون مجموعة من العطور ويتم استخدامها في الصحن الحسيني الشريف وبقية أقسام العتبة الحسينية المقدسة، اما المستوردة يتولى أحد الاشخاص المؤمنين بالتبرع بها والتكفل بإيصالها من خارج العراق الى مرقد الامام، كما هناك مختبرات خاصة تقوم بتحضيرها وتجهيزها ثم توزيعها بين الامكان المخصصة لها  في الأضرحة الشريفة للاستخدام. 
 
أوقات العمل
تستخدم عملية التعطير بواسطة الطرق اليدوية، اذ تنقسم مهام الشعبة بأوقات خاصة، حيث تتم عملية تعطير مرقد الإمام الحسين (عليه السلام) من الداخل نهاية كل شهر، بالتزامن مع فتح الشباك الشريف لغرض القيام بأعمال الادامة وصيانة الكهرباء مع رفع الغبار والأتربة عن الضريح الشريف.
هذا ما أوضحه لنا مسؤول الشعبة وتابع قائلا: اما من ناحية الحرم والصحن الشريف يكون العمل يوميا ودوريا على مدار الساعة بعطور خاصة  للحرم والصحن والاروقة.
كما هناك جدول يومي للبخور، اذ تكون عملية التبخير على ثلاثة أوقات، أي قبل كل صلاة اضافة الى الممارسة العبادية، وكل ما اقتضت الحاجة من استقبال الزائرين والمعزين، وبالنسبة لمناسبة الوفيات يستخدم نوع خاص بالعتبة الحسينية حصرا يصلنا من الاخوة المتبرعين من خارج
البلاد.
 
أنواع العطور
وأضاف الميالي: جميع العطور طبيعية ومركزة تدوم لفترة طويلة يتم خلطها من قبل مختصين في مجال التعطير، كما نستخدم نوعين من العطور لتعطير الضريح الشريف من الداخل أحدهما (مجموعة الأمير) والآخر عطر (فاطمة)، وهناك انواع اخرى منها (الدنهل الأحمر)، ومجموعة مميزة تسمى (التل الزينبي) مع نوع آخر يسمى (الهافوك) و(الوردة
 الحمراء).