طهران / صالح الشيخ خلف بغداد / الصباح / مهند عبد الوهاب
أكد رئيس الجمهورية برهم صالح، أهمیة زیارة رئیس الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة حسن روحاني المقررة الى العاصمة بغداد اليوم الأثنين، كاشفاً عن ملفات ستراتيجية مهمة سيبحثها مع الرئيس الضيف، في وقت أكد وزير الخارجية محمد علي الحكيم ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف خلال مؤتمر صحفي مشترك في بغداد، أن العراق وإيران عازمان على توقيع اتفاقيات ثنائية في شتى المجالات، إضافة لتعديل مذكرات تفاهم سابقة بين البلدين.
وقال الرئيس صالح في لقاء مع عدد من الصحفيين والاعلاميين الايرانيين في بغداد: إن «زیارة الرئیس روحاني إلى بغداد مهمة للغایة، كما تجری في أجواء مهمة للغایة»، وأضاف «أولا وقبل كل شيء، هذه الرحلة هي لتعمیق العلاقات بین البلدین والشعبین، كنت في طهران قبل ثلاثة أشهر، حیث رحب بي الرئیس روحاني وقائد الثورة الاسلامية، ومسؤولون آخرون في الجمهوریة الإسلامیة، وكانت لدینا محادثات طویلة ومفصلة حول الوضع في العراق والعلاقات بین إیران والعراق والوضع في المنطقة».
وبين صالح، «ستكون زیارة الرئیس روحاني لاستكمال المحادثات بین البلدین، ونأمل أن تكون هذه الزیارة محطة مهمة لتعمیق العلاقات بین البلدین، بما في ذلك الأمور الاقتصادیة، والتأكید على العلاقات القائمة بین البلدین والقضایا الأمنیة والسیاسیة وأیضاً من حیث نهجنا تجاه المنطقة».
وأضاف، «نحن وإیران نشترك في حدود مشتركة طویلة تبلغ حوالي 1400 كیلومتر، ولدینا روابط ثقافیة واجتماعیة وتاریخیة ودینیة مشتركة، لدى البلدین العدید من المصالح المشتركة، تأتي المصالح السیاسیة وتذهب، لكن المبادئ التاریخیة والاجتماعیة والثقافیة ومصالحنا المشتركة تتطلب التفكیر في علاقات أطول وأعمق مع بعضها البعض»، وأوضح «سوف نتحدث عن الحدود الطویلة وغیرها من المشتركات الثقافیة والسیاسیة، وسنناقش أیضا العلاقات الاقتصادیة والقواسم المشتركة بین البلدین والشعبین».
اجتماع في الخارجية
إلى ذلك، اجتمع وزير الخارجيَّة محمد علي الحكيم مع وزير الخارجيَّة الإيرانيِّ محمد جواد ظريف الذي يزور بغداد، وجرى بحث العلاقات بين البلدين الجارين.
وأفاد بيان لوزارة الخارجية تلقته «الصباح»، أن المباحثات بين الوزير الحكيم ونظيره الإيراني تأتي تمهيداً لزيارة رئيس الجمهوريَّة الإسلاميَّة الإيرانيَّة حسن روحاني إلى بغداد في إطار الحرص على استمرار التواصُل رفيع المُستوى، والتشاور حول كيفـيَّة التعامُل مع مُختِلف القضايا، والتحدِّيات الإقليميَّة بما يُسهِم في تحقيق الأمن، والاستقرار بالمنطقة.
وأعرب الوزير الحكيم -بحسب البيان- عن تطلـُّع بغداد لتعزيز مُختلِف مجالات التعاون مع طهران، ومنها: المجالات السياسيَّة، والاقتصاديَّة، والأمنيَّة، والثقافيَّة، مجدداً التأكيد على المبادئ الرئيسة المُحدِّدة للموقف العراقيِّ إزاء أزمات المنطقة التي تتأسَّس على أهمِّـيَّة فسح المجال للحُلول السياسيّة، واعتماد الحوار بين أطراف الخلاف، وعدم التدخّل في الشُؤُون الداخليّة للدول.
وعقد الوزيران الحكيم وظريف بمقر وزارة الخارجية في بغداد؛ مؤتمراً صحفياً لمناقشة عدد من القضايا بين البلدين.
وقال الوزير الحكيم خلال المؤتمر الذي حضرته «الصباح»: إن وفد وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف ضم فريقا فنياً متخصصا من مجموعة وزارات وذلك لأجل التوقيع على اتفاقيات ثنائية في مجال الزراعة والصحة والتجارة» مشيراً الى انه تمت مناقشة تسهيل سمة الدخول لرجال الاعمال بين البلدين وبحث العلاقات التجارية والصناعية».
وأضاف وزير الخارجية، «هناك تعديل على مذكرات تفاهم سابقة في مجالات الصناعة والتجارة»، لافتاً الى أن «الجانب العراقي عرض على الجانب الايراني تجربة المنطقة الصناعية مع الاردن وأهميتها وتوسيعها لتكون مشابهة مع ايران»، وثمن الحكيم، دور إيران في مساعدة العراق بالحرب ضد داعش الارهابي.
من جهته، قال ظريف خلال المؤتمر: إن «الوفد الايراني اجرى مباحثات جيدة تمهيدا لزيارة الرئيس الايراني حسن روحاني الى العراق المقررة (اليوم الأثنين)، حيث ركز الجانبان العراقي والايراني اهتمامهما على تفاهمات تصب في مصلحة البلدين في مجالات الزراعة والتجارة وتقديم التسهيلات».
وأكد ظريف، أن «هذه الاتفاقيات يمكن أن تسهم في مساعدة الشعبين العراقي والايراني خصوصاً بعد النصر على داعش والذي نعتز بوقوفنا الى جانب العراق في هذه الحرب لأن البلدين يمثلان ركنين مهمين لأمن المنطقة».
من جانب آخر، أوضح الوزير الإيراني، أنه «تمت مناقشة الشأن السوري في هذه الزيارة وضرورة وحدة الاراضي السورية والقضاء على داعش»، موكداً «ترحيب ايران بسعي العراق لإعادة سوريا للمحافل العربية
والدولية».
اتفاقيات مشتركة
وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، قد وصل إلى بغداد مساء أمس الأول السبت تمهيداً لزيارة الرئيس حسن روحاني المقررة اليوم الاثنين، ويترأس روحاني وفدا سياسيا اقتصاديا رفيع المستوى في زيارة تستغرق ثلاثة أيام يجري خلالها مباحثات مع كبار المسؤولين في العراق تتعلق بالعلاقات الثنائية التي تربط البلدين.
مصادر دبلوماسية نقلت لـ «الصباح»، أن «مباحثات الرئيس الايراني ستتركز على عدة ملفات منها الحقول النفطية المشتركة والغاز والكهرباء وتأشيرات الدخول والتبادل المالي والبنكي بين البلدين، اضافة الى تفعيل اتفاقية الجزائر الموقعة بين البلدين عام 1975».
وكان رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، قد أعرب عن استعداد العراق لحسم «ملفات ستراتيجية» مع ايران في اشارة منه لاتفاقية عام 1975 والتي تعد من الملفات الساخنة التي تربط البلدين.
رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي الذي زار طهران الاسبوع الماضي، طمأن الجانب الايراني على «عدم رغبة العراق السماح باستغلال أراضيه للاعتداء على دول الجوار».
وكان رئيس الجمهورية برهم صالح ونظيره الايراني حسن روحاني، قد اتفقا خلال زيارة صالح الاخيرة لطهران على زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين لتصل الى مستوى 20 مليار دولار ،حيث ارتفع حجم التبادل خلال العام الماضي من 2 مليار دولار الى 14 مليار دولار.
ورأى السفير الايراني في بغداد ايرج مسجدي، أن زيارة روحاني تشكل «انعطافة تاريخية» في تاريخ العلاقات الثنائية بين البلدين والتي تنعكس على مصالح الشعبين الايراني والعراقي، وتوقعت المصادر أن يتفق البلدان على كري وتنظيف ممر شط العرب المائي وتأهيل موانئ البلدين المطلة على الممر كجزء من تنفيذ اتفاقية الجزائر الموقعة عام 1975.