قرنٌ من التضحيات .. الشعب في حب الشرطة

ريبورتاج 2022/01/09
...

 ذوالفقار يوسف
تمرُّ اليوم ذكرى تأسيس الشرطة العراقية والذي يوافق في التاسع من كانون الثاني من كل عام، الا أن ما يميز اليوم هو مرور العيد المئوي على هذه المناسبة، ففي العام 1922 نهضت الشرطة العراقية بتشكيلاتها مناصرة الجيش العراقي بمهماتها داخل الوطن، فهي القوة الماسكة التي سطرت أعظم البطولات منذ تأسيسها والى الآن.
فقد تمَّ تشكيل مديرية الشرطة العامة في نطاق وزارة الداخلية، والتي ترأسها خريج الكلية الحربية بالاستانة المرحوم العقيد نوري سعيد الباشا مديرا عاما لها، أما مقرها فقد تمَّ اتخاذ مبنى الوالي العثماني في السراي مقرا لها آنذاك.
 
ملاحم
وبالرغم من مهام أعمال الشرطة وتشكيلاتها كقوة داخل المدن العراقية، إلا أنها لم تتوانَ عن تقديم كل ما يلزم في حروب العراق المتكررة، فتارة تراها تواجه العجلات المفخخة والأحزمة الناسفة والتي راح ضحيتها الآلاف من منتسبي شرطتنا، وتارة اخرى تواجه جرذان داعش الارهابية، لتحقق الانتصار مع الجيش والحشد الشعبي.
 سعد خلاف أحد هؤلاء فهو يخوض معاركه منذ أكثر من خمسة عشر عاماً ولا يزال يمسك بندقيته للدفاع عن وطنه العراق، يقول سعد "بالرغم من الويلات التي يعانيها منتسبو شرطتنا الباسلة، الا أن عظيم مهمتهم كان له الأولوية في نفوسهم، فمنذ الأمد والعراق يعاني من الحروب المتكررة وهجمات من يريد بالعراق الخراب، لذلك كان لا بدَّ من أن تكون هناك قوة تتصدى لمثل هؤلاء، وهذا الهدف هو ما يجعلنا نستمر ونحارب ولا نستسلم، ومن منبركم هذا أبارك لأخوتي من منتسبي الداخلية على مرور مئة عام على تأسيس الشرطة، ورحم الله الشهداء منهم".
محمد مؤيد هو الآخر أحد منتسبي وزارة الداخلية يحدثنا عن بطولاته في الموصل والرمادي وغيرها من المدن، التي كانت محتلة من قبل الارهاب، محمد يبيّن أنهم قوة لها واجباتها في داخل المدن، الا أنهم لم يتوانوا عن الالتحاق باخوتهم من الجيش والحشد الشعبي عندما اقتضى الامر، وبالرغم من شدة وقوع الحرب والصدامات هناك، الا أنه كان واثق الخطى عندما يتعلق الامر في تراب وطنه وتدنيسه من قبل الارهاب، محمد يدعو الله أن يحفظ جميع زملائه من منتسبي قوى الشرطة ويهنئهم بهذا العيد.
 
جريحٌ ولكن
وبين شهيدٍ ومصابٍ تناقلت أحاديث التضحيات والبطولات، إنَّ هذا ما يميزنا عن باقي الشعوب الأخرى، فلكل يوم هناك نصيب من الشهداء في وطننا الذي خاض معاركَ ضاريةً ومستمرةً، أحمد عبد الله الذي جُرِح أثناء تأديته لواجبه في منطقة الطارمية يحدثنا والابتسامة تعلو على وجهه ويقول: "لم تكن اصابتي بالشيء العظيم، لقد أحزنني عدم مواصلتي القتال مع أخوتي آنذاك، كلُ ما يربطنا هو حب الوطن، لذلك كنا نقاتل ونحن متأكدون من النصر، ورغم الجراحات الا أنني متيقنٌ أنَّ هناك من سيسد فراغ وجودي من أخوتي، فلقد منَّ الله عليَّ برؤيتهم مرة اخرى، وهم يحتفلون بالنصر المؤزر، لذلك أبارك لهم ولي ولكل العراقيين بهذه المناسبة وأدعو الله أنْ يحفظَ العراق وأهله، وأنْ نحتفلَ في العام المقبل بهذه المناسبة وبلدنا بأفضل حال".
 
أبطال التقاطعات
ويلتزم أحد تشكيلات وزارة الداخلية التي لا تقل أهمية عن القوات الماسكة والتي تحافظ على الأمن في البلاد، ألا وهي شرطة المرور المختصة بتنظيم سير العجلات في البلد، سعد جسام المنتسب في مديرية المرور العامة يحدّثنا وهو يقوم بتأدية واجبه في أحد تقاطعات العاصمة يقول: "نحن معرضون كما قوات حفظ الأمن الأخرى كالجيش والشرطة لكل واقعة تحدث للبلد، عاصرنا المفخخات والعبوات الناسفة وغيرها من أفعال الإرهاب بحق بلدنا العزيز، لنا من الشهداء مثل ما للجيش والقوات الاخرى، وكل ذلك اضافة الى واجباتنا في تنظيم حركة سير المركبات، لذلك نحن جزءٌ لا يتجزأ من المنظومة الأمنية في العراق، لذلك احتفالنا بهذا اليوم احتفالٌ عامٌ بكل أصناف القوات الأمنية، أما سعادتي فهي أن نحتفل بمرور مئة عام على تاسيس الشرطة العراقية، وأهنئ جميع المنتسبين من قواتنا الباسلة في هذا اليوم عسى أن يحفظ الله العراق وأهله".
 
اتحاد
اما علي موزان هو الآخر يحاول التمسك بكبريائه رغم أنه قد فقد أخاه في إحدى المعارك التي خاضتها الشرطة الاتحادية في الموصل، فعلي قد تطوع مع أخيه حسين منذ 9 أعوام، إلا أن القدر قرر أن يسقط حسين شهيدا وهو يدافع عن الوطن والمقدسات، يؤكد لنا علي أن قوته لم تهتز مطلقاً، بل إنَّ وقع خبر استشهاد اخيه جعله يتمسك بقضيته اكثر من قبل، ولعطاء هذين الأخوين طلبنا من علي أن نختم هذه السطور بكلمة منه، ليقول: اكتبوا، اخي حسين عيدك بالجنة أجمل.