نهضة المشهد الفلسفي

منصة 2022/01/11
...

 الدكتور حسين الهنداوي
يشهد المشهد الفلسفي العراقي الراهن نهضة كبيرة تعبر عن نفسها في 3 مجالات أساسيَّة هي أولا، الزيادة اللافتة في عدد حاملي شهادات، إذ تشير تقديراتنا الى وجود نحو 250 متخرجاً عراقياً مع شهادة الدكتوراه في الفلسفة مع تخصصات تغطي جميع الفترات، وجميع مجالات البحث (فلسفات الدين والعلم والسياسة والجمال والتاريخ ونظريَّة المعرفة وما قبل الفلسفة)
الشيخ محمد رضا المظفر
 فقيه وعالم ديني مجدد. ولد في النجف ونشأ في بيئة دينيَّة عريقة. 
درس الفقة والمنطق مبكراً وحضر حلقات الدراسة العالية فتخرج على يد كبار مراجع التقليد والتدريس في الفقه والأصول، لا سيما الشيخ محمد حسين النائيني، والشيخ محمد حسين الأصفهاني. تولى بعدها قيادة حركة تحديث طرق تدريس حلقات الدراسة الدينيَّة العالية عبر إدخال الطرق الحديثة، إذ أدخل علوم الرياضيات والفلسفة والمنطق في مناهجها، كما نجح في مواجهة الضغوط والمضي بطريقته الإصلاحيَّة حتى أصبحت مؤلفاته تدَّرس ضمن الدروس الفقهيَّة في الحلقات الدينيَّة العليا، لا سيما في مدينة النجف ومنها كتابه (المنطق)، وهو وهو سلسلة محاضرات ألقاها في كليَّة الفقه في النجف و(أصول الفقه).
أما أبرز مؤلفاته فهي كتاب {المنطق} بثلاثة أجزاء، وكتاب {أحلام اليقظة} الذي عرض فيه فلسفة الفيلسوف ملا صدرا الشيرازي. وكتاب {فلسفة ابن سينا}، وكتاب {الفلسفة الإسلاميَّة} (مجموعة محاضرات ألقاها على طلابه)، وكتاب {فلسفة الإمام علي}، وكتاب {فلسفة الكندي}، وكتاب {المثل الأفلاطونيَّة عند ابن سينا}، وكتاب {مجموعة رسائل في علم الكلام} والعديد غيرها.
 
الدكتور عبد الجبار الرفاعي
ولد الدكتور عبد الجبار الرفاعي في العام 1954، في محافظة ذي قار بجنوب العراق، وتلقى علومَ الدين في النجف منذ 1978، وفي 1980 انتقل إلى قم، حيث أكمل دراستَه الدينيَّة، وأصبح أحدَ الأساتذة فيها. وهو حاصلٌ على شهادة الدكتوراه في الفلسفة الإسلاميَّة في 2005. وعلى الماجستير في علم کلام عام 1990. وقبلها على البكالوريوس في الشريعة الإسلاميَّة في 1988.
أصدر مجلة (قضايا إسلاميَّة) ورأس تحريرها بين 1994 و1998، ثم مجلة (قضايا إسلاميَّة معاصرة) المستمرة بالصدور منذ 24 عاماً. وله نحو خمسين مؤلفاً فكرياً من بينها "حركة القوميَّة العربيَّة: دراسة نقديَّة في بواعثها الأيديولوجيَّة" (1985)، و"مصادر الدراسة عن الدولة والسياسة في الإسلام" (1986)، وترجمة كتاب "شرح المنظومة في الفلسفة الإسلاميَّة" لمرتضى المطهري، (أربعة أجزاء 1992 - 1993)، وترجمة كتاب: "محاضرات في الفلسفة الإسلاميَّة" لمرتضى المطهري، 1994، و"موسوعة مصادر النظام الإسلامي" (10 مجلدات، 1996)، و"منهج السيد محمد باقر الصدر في تجديد الفكر الإسلامي (1997)، و"تطور الدرس الفلسفي في الحوزة ال (2000)، و"مبادئ الفلسفة الإسلاميَّة (مجلدان 2001)، و{علم الكلام الجديد وفلسفة الدين} (2002)، و{الاجتهاد الكلامي: مناهج ورؤى متنوعة في الكلام الجديد} (2002)، و{مقدمة في السؤال اللاهوتي الجديد} (2005)، و{الدرس الكلامي والفلسفي في الحوزة العلميَّة} (2005) (اطروحة دكتوراه في نحو 1000 صفحة). 
و{تمهيد لدراسة فلسفة الدين} (2011)، و{الدين والظمأ الأنطولوجي}(2015)، و{الحب والإيمان عند سورن كيركگورد} (2015)، و{علم الكلام الجديد: مدخل لدراسة اللاهوت الجديد وجدل العلم والدين} (2016)، و{الهرمنيوطيقا والتفسير الديني للعالم} (2017)، و{الدين والاغتراب الميتافيزيقي} (2018)، و{الشيخ أمين الخولي: الهرمنيوطيقي الأول في عالَم الإسلام} (2020)، و{مقدمة في علم الكلام الجديد} (2021)، و{الدين والكرامة الإنسانيَّة} (2021).
 
الدكتور صالح مهدي الهاشم
 ولد الدكتور صالح مهدي الهاشم السعدي عام 1933 في قضاء النعمانيَّة بمحافظة واسط. وفيه أكمل تعليمه الابتدائي ثم انتقل إلى بغداد ليكمل تحصيله العلمي العالي في كليَّة أصول الدين، ليتخرج فيها عام 1969. ثم حصل على شهادة الماجستير من معهد التاريخ العربي والتراث العلمي للدراسات العليا التابع لجامعة الدول العربيَّة عام (2002م)، عن رسالته الموسومة بواكير الفكر الفلسفي في بغداد.
كتب الدكتور صالح مهدي الهاشم أول ما كتب بحثه عن مناهج البحث العلمي عند فقهاء الفقه الجعفري، في مجلة رسالة الإسلام، العدد (5 + 6)، السنة 5، 1972. 
ثم أعقبه بمقدمة لكتاب {الأسرار الخفيَّة في العلوم العقليَّة} للعلامة المحقق الحلي، طبعها في بيروت عام 1974. ومن مؤلفاته الأخرى {كتاب مدرسة بغداد الفلسفيَّة}، و{كتاب الفكر الفلسفي في بغداد (دراسة في الأصول والأتباع)، و{كتاب المشهد الفلسفي في القرن السابع الهجري (دراسة في فكر العلامة ابن المطهر الحلي ورجال عصره)، وكتاب {فلسفة التاريخ دراسة مستقبليَّة}، وكتاب {الدخول من الباب الآخر} الذي ضم مجموع أبحاثة ودراساته التي كتبها على مدى ربع قرن، فضلاً عن تحقيقاته لكتاب العلامة الحلي الموسوم بـ{الأسرار الخفيَّة في العلوم العقليَّة}، والذي صدر أحد أجزائه بالتشارك مع الأستاذ الدكتور حسام الآلوسي، وكان الدكتور الهاشم يطمح لإصدار بقيَّة أجزائه في قابل الأيام لولا وفاته في 
العام 2007. 
الدكتور ميثم الجنابي
أستاذ العلوم الفلسفيَّة والفلسفة الإسلاميَّة في الجامعة الروسيَّة وجامعة موسكو الحكوميَّة من 1990 حتى وفاته في تموز 2021. ولد الدكتور ميثم محد طه الجنابي في مدينة النجف عام 1955، وفيها أكمل دراسته الأوليَّة والإعداديَّة، ثم البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في الفلسفة من كليَّة الفلسفة بجامعة موسكو الحكوميَّة. عمل بعدها مدرساً ثم للفسفة الإسلاميَّة والتصوف وتاريخ الأديان المقارن في الجامعة الروسيَّة وكان رئيس مركز الدراسات العربيَّة في الجامعة. 
له عددٌ كبيرٌ من المؤلفات في الفلسفة أشهرها: {التآلف اللاهوتي الفلسفي الصوفي} أربعة أجزاء (بيروت 1998). و{علم الملل والنحل- ثقافة التقييم والأحكام} (دمشق. 1994)، و{الإمام علي بن أبي طلب- القوة والمثال}(بيروت 1995)، و{الإسلام السياسي في روسيا} (الرياض، 1999)، {الغزالي} (نيويورك، 2000 بالروسيَّة)، و{حكمة الروح الصوفي} جزءان (دمشق، 2001)، و{الحضارة الإسلاميَّة – روح الاعتدال واليقين} ج1 (دمشق 2006)، و{فلسفة الثقافة البديلة} (بغداد 2007)، و{هادي العلوي-المثقف المتمرد} (بغداد 2009)، و{الفلسفة واللاهوت عند الغزالي} (موسكو، 2010، بالروسيَّة)، و{فلسفة الهويَّة الوطنيَّة} (بغداد 2012)، و{ثورة الربيع العربي} (فلسفة الزمن والتاريخ في الثورة العربيَّة)، (بغداد 2013)، و{فلسفة الإصلاحيَّة الإسلاميَّة الحديثة} (موسكو 2014 بالروسيَّة)، و{الإسلام: حضارة وثقافة وسياسة} (موسكو 2015 بالروسيَّة)، و{المركزيَّة الإسلاميَّة الحديثة – الظاهرة الإسلاميَّة} (كولن ألمانيا 2016)، و{العقلانيَّة واللاعقلانيَّة في الفكر العربي الحديث}، (بغداد 2018)، و{الفكرة الإسلاميَّة المعاصرة وآفاقها} (بغداد 2018)، و{فلسفة الفكرة القوميَّة العربيَّة الحديثة} (بغداد 2018)، و{التآلف اللاهوتي الفلسفي الصوفي عند الغزالي} (موسكو 2018 بالروسيَّة)، و{محمد – رسول الإرادة} (بيروت، 2018)، و{الأشباح والأرواح - تجارب المثقفين والسلطة" (بيروت 2019)، {تأملات حول الحضارة الإسلاميَّة} (بيروت 2018)، والزمن والتاريخ - نقد الراديكاليَّة والأوهام {المقدسة} (بيروت 2018)، و{الاستشراق والاستعراب الروسي - المرحلة التأسيسيَّة}، (بيروت 2019).
 
جيلٌ بعد جيل
يشهد المشهد الفلسفي العراقي الراهن نهضة كبيرة تعبر عن نفسها في ثلاثة مجالات أساسيَّة هي أولاً، الزيادة اللافتة في عدد حاملي شهادات أو بعضهم من أرقى جامعات العالم، إذ تشير تقديراتنا الى وجود نحو مئتين وخمسين متخرجاً عراقياً مع شهادة الدكتوراه في الفلسفة مع تخصصات تغطي جميع الفترات (القديمة والوسيطة والحديثة والمعاصرة)، وجميع مجالات البحث (فلسفات الدين والعلم والسياسة والجمال والتاريخ ونظريَّة المعرفة وما قبل الفلسفة). فعلى سبيل المثال هناك في العام الدراسي الفائت (2020 – 2021) ما مجموعه 24 تدريسياً نصفهم من السيدات في قسم الفلسفة بجامعة بغداد من بينهم 21 مع شهادة الدكتوراه وثلاثة مع الماجستير. أما في جامعة المستنصريَّة، فهناك 33 تدريسياً في قسم الفلسفة من بينهم 32 يحملون شهادة الدكتوراه وبينهم ثماني سيدات فقط.
وثانياً الزيادة الكبيرة في عدد أقسام الفلسفة أو دروسها في الجامعات والمعاهد التي تكاد تغطي جميع مناطق العراق بلا استثناء، الأمر الذي أضاف بشكلٍ كبيرٍ عدد طلاب مادة الفلسفة والمتخصصين فيها في مختلف أنحاء العراق.
وهناك أخيراً تضاعف مبيعات الكتب الفلسفيَّة لا سيما المترجمة الى اللغة العربيَّة خلال السنوات الأخيرة، إذ سجل بيع الكتب الفلسفيَّة قفزة كبيرة في معرض بغداد الدولي للكتاب، بينما ارتفع بشكلٍ ملحوظ عددُ الكتب الفلسفيَّة أو المهتمة بالفلسفة الصادرة عن مؤلفين عراقيين. 
ويقوم {بيت الحكمة} بدورٍ أساسيٍ وفعال في نشر وتطوير الفكر الفلسفي حالياً في العراق عبر مطبوعاته المتخصصة والكثيرة والمتميزة التنوع، ومؤتمراته الدوريَّة المتخصصة وكذلك عبر مجلة {دراسات فلسفيَّة} التي يصدرها. 
و{بيت الحكمة} مؤسسة فكريَّة علميَّة، ذات استقلالٍ مالي وإداري مرتبطٍ برئاسة مجلس الوزراء، تعنى بالبحوث والدراسات ومهمتها العناية بدراسة تاريخ العراق والحضارة العربيَّة والإسلاميَّة وتوظيف ذلك لصالح الحاضر والمستقبل وإرساء منهج الحوار بين الثقافات والأديان، بما يسهُ في ثقافة السلام وقيم التسامح الديني والتعايش بين الأفراد والجماعات، وكذلك الدراسات التي تعزز من ممارسة المواطن لحقوق الإنسان وحرياته الأساسيَّة وترسيخ قيم الديمقراطيَّة والمجتمع المدني ومن ثم محاولة تقديم الرؤى والدراسات التي تخدم عمليَّة رسم السياسات واتخاذ 
القرارات.
وأعيد تأسيس بيت الحكمة سنة 1995 بغية إحياء دور بيت الحكمة العباسي أو كما سمي في حينها (خزانة الحكمة) الذي تأسس في بغداد 
(754م - 775م).