نهضة علي
تضم محافظة كركوك في مناطقها العديد من المواقع والتلول الأثرية، والتي تعاني التهالك والقدم، بينما تعد شواخص تدل على العمق التاريخي للمدينة، فضلا عن أن البعض منه يكون موقعا ذا اهمية لجذب السياح وتجمع الأسر اثناء المواسم معتدلة الأجواء، ولأن أغلب الآثار في المحافظة عند دخولك للوهلة الاولى الى أي موقع او إلقاء نظرة ترى أنها تعرضت للهدم، او تحاط بمجموعة من أكوام الانقاض سوى شواخص مركز المدينة، مثل القلعة والقشلة، او الاخرى خارج المدينة لذا، استطلعنا عنها من خلال المفتشية المسؤولة والآثاريين ايضا.
البيوتُ التراثيَّة
في قلعة كركوك بقيت العديد من الدور التراثية التي تجد فيها معمارا متكاملا، وقد كانت لدى القدماء ميزة المدينة بقصورها واقبيتها وزخرفتها الجصية الهندسية ذات الألوان الجذّابة، وتقف على أعمدة مرمرية ولكل دار منها ميزة تكاد تنفرد بها عن الأخرى، المختص الاثاري اياد حسين أكد لـ(الصباح) أنهم وفي سنوات سابقة تمَّ إجراء الصيانة لبعضها في القلعة من ذات المادة البنائية وبذات الهندسة والعمران للحفاظ عليها، ولم تشمل الصيانة الدار بالكامل وانما جزء يتم رفع ما تعرض منه من تهالك وتجرى عليه
الصيانة.
مضيفا أن العوامل الجوية أثرت في البعض منها، وتعرض للسقوط في أجزاء منه، من هذه الدور دار طيفور التراثية، وتتكون من ثلاثة طوابق، دور متداخلة الأولى ذات طابقين كل طابق بغرفتين، وفي الطابق العلوي شرفة تطل على صحن الطابق الاول من ثلاث جهات، وهي بأعمدة مرمرية دقيقة، ونوافذها مؤطرة بالزخارف وفيها باب ثانٍ يقضي الى الدار الثانية التي تضم غرفا كبيرة مقسمة الى اقسام، بينما يتكون البيت الثالث او ما يسمى بيت العريس وهو يحوي واجهة ذات شرفة صفيرة وغرفة مستطيلة.
وتطل الدور المذكورة من اعلاها الخلفي او بعض شرفها على السوق الكبيرة في كركوك، وتقع في مقدمة الجزء الجنوبي منها، وما زالت القلعة تحتفط بدائل تراثية على محلاتها الثلاث وأبوابها السبع وأجزائها الأخرى الجوامع والكنيسة القديمة والقيصرية والقبة
الخضراء.
جسورٌ ومراقد
وعن المواقع الأخرى أكد مدير الآثار في كركوك رائد عكلة لـ(الصباح) «أن المحافظة تضم مواقع آثارية أخرى في مناطق الجنوب والشمال والشرق، منها جسر داقوق او الجسر العثماني، وهو جسر للعبور من قضاء داقوق في جنوب المدينة الى قضاء الطوز التابع الى محافظة صلاح الدين اداريا، وهو من الجسور القديمة في المحافظة ويربط مدن شمال العراق بالعاصمة بغداد، بني على نهر من أحد تفرعات نهر العظيم من روافد نهر دجلة وليس بناؤه كاملا، فان جزءا منه مقطوع وقد أكمل بالحديد من قبل الانكليز، اما بناؤه فهو حجري بطراز قوسي، واسفل الجسر يتكون من بناء اقواس حجرية في الاسفل، ومن اعلى ممر المسير استعمل لسنوات كممر رئيس لانتقال المدنيين من كركوك باتجاه العاصمة ومقام الامام الباقر (ع)، ومئذنة داقوق في الجزء الجنوبي، ومرقد الامام زين العابدين (ع)، هناك موقعان أثريان وهما مرقد شيخ حماد وامام اسماعيل في قضاء الحويجة تعرضا للتخريب من قبل عصابات داعش الارهابية، الا أنه لم تجر عليهما أي اعمال اعادة او تاهيل، وتم تقديم موقف متكامل عنهما الى الهيئة في بغداد، وايضا مرقد لأحد الشيوخ في ليلان واخر في التون كوبري.
اجراءات دائرة الآثار
رائد عكلة مدير مفتشية اثار كركوك اكد لـ(الصباح) أن المفتشية تحرص على حماية المواقع والتلول الاثرية في المحافظة، ومنع التجاوزات عليها والتنسيق مع الدوائر عند وجود التعارضات لاحتفاظ الموقع الاثري بمساحته والحفاظ عليه من الانشاءات الحديثة، وتعمل حول الموضوع لجنة مختصة مع مفرزة شرطة الآثار في المحافظة، ويكون الاجراء
قانونيا.
مبينا أن من اجراءاتهم للحفاظ على بعضها ووفق ما متوفر من أموال تسييج مئذنة داقوق الواقعة جنوب كركوك، وتل ياس تبة في ناحية ليلان مؤخرا، فضلا عن مواصلة حملتهم وفق الابلاغات لازالة التجاوزات على التلول الاثرية في فترات متباعدة، وكذلك مواصلة العمل بالتنسيق مع المختصين وبالموافقات لاجراء الصيانة الدورية والتأهيل لبعض المواقع الشاخصة والتي سيكون التركيز عليها، وحاليا لديهم مشروع عمل لتنظيف القلعة من الانقاض، واضافة لمسات عليها، وادخال مواقع اخرى ضمن قائمة التأهيل سواء في القلعة او
القشلة.