مشكلة مستمرة متمثلة بضعف وتدهور المنظومة الصحية في البلاد، وفي ظل انتشار جائحة كورونا وتزامناً مع دخول السلالة الجديدة الأكثر فتكاً «أوميكرون»، أصبح النظام الصحي على مشارف الهاوية، اذ قضت كورونا على آخر أنفاس الواقع الصحي بالكامل، نتيجة تزايد الإهمال من قبل المواطنين في الالتزام بالإجراءات الوقائية، وكذلك التهاون في أخذ اللقاح ما ادى إلى زيادة عدد الإصابات، وبالتالي فإن عدم الوعي الصحي للمواطن وارتداء الكمامات، واستخدام الكحول المعقمة واكمال اخذ جرعات اللقاح بالكامل ستؤدي إلى نتائج كارثية.
سكون البركان
تعد المنظومة الصحية في البلاد من المنظومات المهمة جداً كونها مسؤولة على مدار الساعة عن الواقع الصحي، فضلاً عن تقديم الخدمات الصحية والتوعوية، اذ يقف الجيش الأبيض اليوم في أتم الاستعداد لمواجهة جميع المهام، وعلى ضوء انتشار جائحة كورونا تم تشكيل فرق ولجان صحية لإيقاف المد الوبائي، هذا ما تحدث به الدكتور محمد كاظم أحد أعضاء الفريق الطبي في وزارة الصحة، وبيّن أن ما يحدث في العراق بالوقت الراهن جيد نسبياً، اذ إن عدد الاصابات أخذ بالانخفاض الى النصف وإلى أقل من النصف تقريباً مما كان عليه سابقاً، لكن هذا دائماً يحدث قبل بداية كل موجة من الجائحة، اذ يكون هناك هبوط في عدد الاصابات يستمر لأيام، ثم تبدأ موجة أخرى، خاصة ونحن بموسم الشتاء، اذ إن حدوث موجة وباء جديدة يعني زيادة كبيرة جداً في عدد
المصابين.
تعزيز الإجراءات
ويضيف كاظم «إن وزارة الصحة أوصلت كل العلاجات المضادة لكورونا، وايضاً فتحت منافذ كثيرة ومعامل للأدوية، وكذلك مصانع للأوكسجين، اذ وصل عددها الى (94) مصنعاً، وكذلك قامت بزيادة عدد المستشفيات الميدانية التي عزلت فيها مرضى كورونا عن المرضى العاديين، وبعد ما تمت الموافقة على اللقاح بدأنا بتوفير كل أنواع اللقاحات نتيجة لتكاتف وزارة الصحة وجميع منتسبي الجيش الأبيض، والجهود التي بذلوها بدأنا بحصد ثمارها المتمثلة بقلة الاصابات.
كمامة ولقاح
بينما يؤكد المواطن ياسين التميمي أن: «أخذ اللقاح غير كافٍ لتقليل خطر الاصابة بفيروس كورونا».
ويذكر التميمي «قبل شهرين ذهبت لأحد المراكز الصحية لأخذ اللقاح، لكنني بعد اخذ الجرعات كاملة لم ألتزم بالاجراءات الوقائية ما أدى إلى إصابتي بفيروس كورونا، وذلك بسبب اهمالي في لبس
الكمامة».
خطط 2022
أما المتحدث باسم وزارة الصحة الدكتور سيف البدر فقال: «خُططنا لعام 2022 هي توفير اللقاحات بنسبة عالية للأمراض الانتقالية، وكذلك استئناف اللقاحات الروتينية للأطفال من جديد، فنحن مستمرون الى الآن باعطاء اللقاحات جميعها»، واضاف البدر «خرجت وزارة الصحة بنظام تلقيحي دوري لدعم الصحة العامة في المجتمع، اضافة إلى توفير الأدوية للأمراض المزمنة الاخرى».
الواقع الصحي
وفي السياق ذاته يصف لنا مجيد محسن (57 عاماً) الوضع ليقول: إن ما يشاهده داخل احدى دوائر الدولة هو عدم التزام المواطنين بالاجراءات الوقائية، ومنها ارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي.
وترى الدكتورة هناء الشمري أنه يجب الالتزام بأخذ اللقاحات وجرعاتها المحددة، واتباع الاجراءات الوقائية ضد الفيروس، لأنها مهمة لإنهاء اي وباء سواء كان وباء كورونا او غيره، وإن التاريخ حافل بأوبئة انتهت بمجرد اخذ اللقاحات اللازمة، ومثال على ذلك فيروس (Poliomyelitis) المسبب لشلل
الأطفال.
ليست مزحة
وأوضحت الشمري بخصوص الفترة الزمنية القصيرة لإنتاج لقاحات كورونا، أن هذا بسبب التطور الطبي والقفزات العلمية الهائلة التي حدثت للطب منذ النصف الثاني من القرن العشرين ولغاية الآن.
ولو أعدنا النظر في تاريخ أول لقاح وتقنيته وهو(لقاح الجدري) الذي اكتشفه جينر الذي يعد الأب الروحي للمناعة عام 1796 والمعتمد على فيروسات مضاعفة ولقاحات كورونا التي تعتمد على الـ (RNA) الخاص بالفيروس مثل لقاح فايزر- بيوانتيك ومودرنا، لوجدنا فرقاً هائلاً وكمية معرفة متراكمة لأكثر من 200 سنة.