تحقيقُ الاكتفاء الذاتي لعددٍ من المحاصيل.. الأمطار تنقذ الزراعة الشتوية

ريبورتاج 2022/01/31
...

 أحمد الفرطوسي

أسهمت الأمطار الغزيرة التي هطلت على بادية المثنى، بنجاح الموسم الزراعي الشتوي من دون معاناة وخسائر مادية، كما أسهمت في زيادة المساحات الزراعية التي شهدت تقلصاً كبيراً جداً في السنوات الأخيرة، بسبب محدودية هطول الأمطار، بينما كان لهطول الأمطار في موسم الحصاد، في الوقت الذي تتم فيه تهيئة خطط ومقترحات متخصصة للاستفادة من الأمطار والسيول والمياه الجوفية، ويقول عدد من المزارعين ومربي الاغنام أن الأمطار شكلت منفعة كبيرة من حيث انتعاش الحشائش والنباتات العشبية في عموم مناطق البادية وبذلك توفرت مساحات رعي لأغنامنا مجانا، ما يبشر بزيادة فعلية لأعداد الأغنام وتحقيق الاكتفاء الذاتي من اللحوم وغيرها.
وقال مسؤول الإعلام في دائرة الموارد المائية، أحمد نعيم الأعرجي لـ(الصباح): "إن السيول الأخيرة التي هطلت على بادية السماوة، تمّ تحويلها، وفق الخط المحدد وصولاً إلى نهر العطشان، للاستفادة منها"، مشيراً إلى "أن المناطق المحاذية لهذا النهر، كانت تعاني من شحّ المياه الذي أصاب البلاد، لكنه بهذه الخطة انتعشت هذه المناطق، وتمّت الاستفادة من قبل المزارعين والأهالي".
 
خزين ستراتيجي
وبين الاعرجي "إن سقوط الأمطار بكميات هائلة خلال الموسم الحالي، كان مفيداً جداً، وقد ضمن الريّات الثلاث الأولى، التي ستؤمن الإنبات، في حين عدّت الأمطـار بأنها بادرة خير مبكرة لنجاح الموسم الزراعي الشتوي، من دون معاناة وخسائر مادية، وكذلك حصول زيادة كبيرة في المساحات الزراعية وشجّع  على الاستثمار في زراعة البادية"، مضيفاً "أن هذه الأمطار والفيضانات والسيول إذا تمّ توجيهها بالشكل الصحيح، سنشهد آثارها الإيجابية من خلال الاستفادة منها كخزين ستراتيجي للمياه  للأعوام المقبلة".
وأوضح "أن الأمطار أسهمت في نمو النباتات العشبية في مناطق البادية وتوفير مراعٍ جيدة لمربي المواشي وتشجيعهم على زيادة أعدادها، فضلاً عما تسهم به في تكوين غطاء نباتي، وعدم حصول العواصف الترابية التي تشهدها البلاد خلال مواسم الجفاف، وكذلك الاستفادة منها في الجانب السياحي".
 ويرى مسؤول مزرعتي الخضر والسلمان الإرشاديتين، المهندس الزراعي وسام عبد الزهرة "أسهمت هذه الكميات من الأمطار في زيادة الخزين الستراتيجي للمياه، مما يؤمن احتياجات البلد لسنين مقبلة، إضافة إلى زيادة المساحات المزروعة، وزيادة الإنتاج، إضافة إلى توفر مراعٍ جيدة وعودة الغطاء النباتي في البادية"، موضحاً "أن كميات الأمطار لهذا الموسم، سيكون لها تأثير بيئي إيجابي في المنطقة، نتيجة زيادة المسطحات المائية، مما يؤدي ذلك إلى تقليل الإجهاد الحراري الذي عانينا منه خلال الخمس السنوات السابقة".
 
أمطار موسم الحصاد
أما المزارع محمود غالب، فقال "إن هطول الأمطار الغزيرة مع بداية الموسم الزراعي، وبشكل غير مسبوق، أدى إلى إشباع الأراضي الزراعية بالمياه وسقي المحاصيل بمياه عذبة دون جهد قد ساعد كثيرا في نمو جيد ومحصول خالٍ من الأمراض"، مبدياً "تفاؤله بموسم زراعي يبشر 
بالخير".
 وأوضح" أن هطول الأمطار خلال الموسم الحالي، سيسهم في نمو الأعشاب والحشائش، مما يوفر مناطق رعي واسعة يستفيد منها مربو  المواشي وتخفيف الأعباء المالية على المربين، جرّاء توفير الأعلاف الخضراء".
وبيّن "أن أكثر المحاصيل الزراعية المستفيدة من الأمطار هما محصولا الحنطة والشعير، وكذلك الأشجار، حيث ساعدت على إزالة الغبار، وأسهمت في مكافحة بعض الحشرات، ولذلك تعتبر هذه الكميات مبشرة بموسم زراعي جيد على صعيد المحافظة".
 
انجاح الخطة الزراعية
من جانبه قال مدير زراعة المثنى المهندس عامر جبار الجابري لـ(الصباح) إن وفرة المياه وارتفاع الخزين الستراتيجي المائي في البلاد سمحا وبشكل كبير في تمرير الخطة الشتوية بكامل تفاصيلها، وبالتالي السماح للفلاحين بــزراعــة محاصيلهم من الحنطة والشعير والمحاصيل الحقلية، وكذلك زراعة 5 آلاف دونم مخصصة لمادة الشلب للموسم الحالي.
واضاف الجابري إن زراعة المثنى ماضية في انجاح الخطة الزراعية الشتوية  للعام  الحالي، وهي تبذل قصارى جهدها لديمومة نجاحها، ضمن إطار البرنامج الحكومي المعد من قبل الحكومة العراقية، حيث تقوم ملاكاتنا بأعمال توزيع الاسمدة والبذور على عموم مناطق المحافظة، والمساهمة بتأمين الحصص المائية للأراضي الزراعية، بهدف إنجاح موسم زراعة محصول الشلب"، مشيراً إلى أنه " تمّ إنجاز ‎ مجموع المساحة المقررة وأكثر بقليل لزراعة الشلب وبنسبة 105 بالمئة".
 ونوه بأنه "كما نفذّت المديرية صيانة 35 محطة ضخ في عموم محافظة المثنى، وبكفاءة  عالية من أجل ضمان وصول الحصص المائية لمستحقيها، وكذلك تقوم مديريتنا بالإشراف على أعمال تطهير الجداول والأنهر، التي تنفذها مديرية صيانة مشاريع الري والبزل"، مشيراً إلى أنه "نجحت  مديرية الزراعة في تطبيق الخطة المقررة بشكل كامل في زراعة والبالغة 5500 دونم ، زائداً عليها نسبة 5 بالمئة، حيث تمّت زراعة نحو 5602 دونم".