المربد والسؤال الثقافي

ثقافة 2019/03/12
...

عالية طالب
 
بعد تحضيرات ونقاشات ومباحثات مالية ولوجستية وتشنجات وتقاطعات وحوارات  لا تنتهي، امتدت لاشهر، تم عقد المربد 33 بحضور  اكثر من 300 مدعو عراقيين وعرب واجانب، في بصرة تعاني كثير ازمات ملموسة واخرى مستترة وتستند على قوة تاريخ مدينة يليق بها كل جديد مميز. عقد المربد متضمنا جلسات شعرية وبحثية ، تميزت الثانية بعناوينها المهمة التي تبحث في الواقع العراقي المتداخل ما بين السياسة والثقافة والباحث عن حلول تستوجب احداث التغيير المجتمعي لمتبنيات اثبتت عدم صلاحيتها ، فيما جاء الشعر متأخرا عن البحث بعد ان اختار بعض الشعراء تذكيرنا بقصائدهم القديمة وكأن الزمن متوقف في الذاكرة العراقية، وتميز قلة قليلة منهم في انثيال صور شعرية مميزة استحقت الاشادة من جمهور حرص على متابعة الشعر اكثر من الجلسات البحثية ، وتلك مفارقة لم تكن في مصلحة المتلقي .. !!
الشاعرة العراقية والعربية والاجنبية ، شاركت بحضور رقمي ولم تكن بمستوى الطموح الشعري لكامل قصيدتها بل حاز بعض منها على الاشادة وغاب النص الكامل المتكامل من التواجد على منصة المربد الابداعية ، وتلك خيبة لا يستحقها الشعر خاصة وان هناك  الكثير من الواقع المجتمعي الذي يستحق الغوص في مستجداته شعريا وفكريا وابداعيا.
الملفت للنظر حجم الجهد الكبير الذي بذله اتحاد ادباء البصرة سواء من كان منهم ضمن الهيأة الادارية المنتخبة او من خارجها ، التواجد مع الضيوف و تذليل اية مستجدات صعبة والبحث عن كل ما يمكن تلافيه من تعقيدات لوجستية قد تظهر في كل المهرجانات الكبيرة، لكن حرص ادباء البصرة وادباء المركز العام على التواجد في كامل المشهد اسهم في النجاح المتحقق. وزارة الثقافة بشخص وزيرها ووفدها الاداري والمالي والاعلامي ،المتواجد طوال ايام المهرجان ، كان له الاثر في سرعة ايجاد الحلول لاية متغيرات تحدث،  وهو ما اسهم في ايجاد ارضية جيدة في مد جسور توافقية  ما بين المؤسسة الرسمية واتحاد ادباء المركز وفرع البصرة. على هامش اعمال الجلسات الشعرية والبحثية كانت هناك معارض تشكيلية وفنية ومعرض كتاب دائم لدار الشؤون الثقافية وحفلات توقيع كتب وجلسة لكتاب انانا – الجزء الثاني الذي ضم نتاجات الاديبة العراقية وبإشراف الاعلامية الالمانية بيرغيت سفنسون حيث تم عقد جلسات تعريفية نقدية وقراءات من المتن حازت على اهتمام المتلقي وحرصه على متابعة الكتاب. المربد يحتاج كثير اهتمام ليس لكونه ظاهرة تجمع ثقافي مميز فقط ، بل لانعقاده في البصرة التي تحرص على الاحتفاء به وتأمين احتياجاته التي ساهمت فيها محافظته ومجلسها واغلب دوائرها وشركاتها الاستثمارية، وهو ما يؤكد حرص المدينة على استمرار نجاح المؤتمر بكل الامكانيات المتاحة وكذلك يستوجب اهتمام الدولة بتخصيص ميزانية جيدة لتخليصه من اية ارتباكات مالية قد تترك اثرا سلبيا على حجم المشاركين ومساهمتهم الفاعلة . انتهى المربد وستبدأ البصرة منذ الان بالتحضير لمربد 2020 ، وستثبت دوما انها قادرة على النجاح رغم اي ظرف صعب تمر به.