بوتين يفاوض المستشار الألماني «مطولاً» في العاصمة الروسية

قضايا عربية ودولية 2022/02/16
...

  كييف: أ ف ب 
 
أعلنت أوكرانيا، أمس الثلاثاء، أن جهودها الدبلوماسية المشتركة مع حلفاء غربيين نجحت في تفادي تصعيد روسي أكبر، وبينما تنتظر موسكو ردود الدول الغربية حول رؤيتها بعدم إمكانية تجزئة الأمن، تحتضن العاصمة الروسية مفاوضات "مطولة" بين الرئيس الروسي والمستشار الألماني.
وقال وزير الخارجية دميترو كوليبا للصحافيين: "تمكنا نحن وحلفاؤنا من الحؤول دون قيام روسيا بمزيد من التصعيد. نحن في منتصف شباط ونرى أن الدبلوماسية لا تزال مستمرة".
وتأتي تصريحات كوليبا غداة ترك روسيا المجال مفتوحا أمام مزيد من المحادثات مع دول الغرب، بهدف وضع حد لأزمة نجمت عن معارضة موسكو لتوسع حلف شمال الأطلسي في شرق أوروبا، واحتمال انضمام أوكرانيا للحلف.
في المقابل، قالت وزارة الدفاع الروسية الثلاثاء إن جزءا من القوات المنتشرة قرب الحدود مع أوكرانيا والبالغ عديدها أكثر من 100 ألف عسكري، باشرت العودة إلى ثكناتها بعد الانتهاء من مناورات عسكرية.
ويشكك مسؤولون أوكرانيون منذ أسابيع في تقارير للاستخبارات الأميركية تشير إلى أن روسيا تستعد لهجوم وشيك على جارتها الواقعة غربا.
غير أن كوليبا شدد على أن منسوب التوتر لا يزال مرتفعا عند الحدود الأوكرانية، وبأنه لا يزال يتعين على روسيا سحب قواتها المتبقية.
وقال: "لدينا قاعدة: لا تصدق ما تسمعه، بل ما تراه. عندما نرى انسحابا، سنصدق حصول خفض للتصعيد".
إلى ذلك، صرح دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الرئاسة الروسية أن المحادثات بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشار الألماني أولاف شولتس أمس الثلاثاء في الكرملين ستكون مطولة.
وأشار بيسكوف في تصريح للصحفيين إلى أن الكرملين يأمل إجراء مفاوضات بناءة وعملية ومفيدة إلى أقصى حد.
وبهذا الشأن قال المتحدث باسم الكرملين: "يمكن الافتراض أن مفاوضات بوتين وشولتس، ستكون طويلة، وهناك الكثير من الموضوعات للمناقشة، بما في ذلك التوتر غير المسبوق في أوروبا، وموضوع الضمانات الأمنية لروسيا"، مضيفا أن العديد من الموضوعات تمس أيضا العلاقات الثنائية بين البلدين.
ولفت بيسكوف إلى أن بوتين وشولتس يجريان محادثات كي يناقشا ويشرحا لبعضهما البعض مقارباتهما بشأن "القضايا الملتهبة"، ولا سيما في ما يتعلق بأوكرانيا.
وفي السياق نفسه، صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن روسيا تتوقع أن ترسل الدول الغربية ردودا موضوعية منفصلة على الرسالة الروسية حول موضوع عدم قابلية الأمن للتجزئة.
وفي مؤتمر صحفي عقب محادثات مع نظيره البولندي زبيغنيو راو الذي يترأس منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، قال لافروف: "من أجل توضيح موقف زملائنا، الذين وقع قادتهم على هذه الوثائق، بعثت برسائل إلى وزراء خارجية الدول المعنية في أوروبا، أطلب منهم توضيح كيف هم بأنفسهم يفهمون مجموعة هذه الالتزامات، التي تسمى مبدأ الأمن غير قابل للتجزئة. آمل أن يتم تلقي هذه الإجابات جوهريا. على الأقل، طلبت من السيد راو ألا ينسى القيام بذلك".
من جهته، طالبت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، لندن بالاعتذار عن تصريحات المسؤولين البريطانيين المختلقة بشأن "الغزو الروسي لأوكرانيا".
وكتبت زاخاروفا في صفحتها على "تلغرام": "ليحمهم (البريطانيين) الله كلهم مع ملكتهم. ونحن، مثلا، لم نحشد قواتنا على الحدود البريطانية، لكننا، برأي الجيل السابق من النخبة السياسية البريطانية، نجحنا في "مهاجمة" بريطانيا في منطقة أبراج سالزبوري".
وأضافت: "حان الوقت لكي يعتذر الجانب البريطاني عن كل الأكاذيب التي قالها مسؤولوه لرعاياهم وللمجتمع الدولي".