شاعر العريف حسين

ثقافة شعبية 2022/02/17
...

كاظم غيلان 
لا يمكن للتاريخ أن يحكي دونما مقدمات، دونما جذور موصلة لكل ما هو سيئ وبذيء، ودونما هو شجاع ونبيل، كل المتضادات نجدها مجتمعة بالنتائج، وهكذا نجد العبقرية التي انتجت (للريل وحمد) وبمرور عقود على ولادتها تأتي قصيدة الدم والحروب والحزب القائد لتنال منها وبكل ما تمتلك من دعم وتمويل حكومي، ولربما بأسلحة فتاكة صارخة لكي تكمل مشهد الخراب الذي نعيشه، وتتلخص عقدة صدام حسين مع الرتبة العسكرية منذ رفض قبوله في الكلية العسكرية على النقيض من ابن خاله عدنان خير الله الذي اكتسب كاريزما تليق به وتدرجاً في مرتبات العسكرية حتى وصوله لاستيزار الدفاع وحتى مصرعه 
الغامض.
حسين كامل شخصية مشوهة تدرج من رتبة عريف حتى (فريق) واستوزر التصنيع العسكري والدفاع واستلم أخطر ملفات العراق الأمنية التي تسببت في حصاره الاقتصادي وتأهل لدرجة (منشق) او (متمرد) على (عمه) الرئيس.
افتتح حسين كامل معملاً لحليب الاطفال (رغم الحصار) وراحت شلة من (الشعراء الشعبيين) تمدح بطولته بوصفه (صانع الإنجاز) حتى إن أحدهم (صدحت) او (بحت) حنجرته وهو (يثغب) : فدوه لفريق حسين،
هذا العريف (الآلي) الذي صار(فريقاً) هو نفسه الذي أصبح رجل سلطة أعلى، ورجل دين، ووزير و.. الخ، والشاعر الذي امتدحه تناسل فأصبحوا (شعراء) وربما (كانوا معارضين) حسب ما اخبرتنا (الفضائيات) من خلال استضافتهم وطرق أحاديثهم المربكة، إنهم انفسهم من امتدحوا العريف والسيد والقائد وشيخ العشيرة، إنهم أنفسهم الذين (نتفوا شواربهم) لـ (عدي صدام حسين) من باب التعبير عن (الولاء) لحضرته واليوم وعبر وسائل إعلام شتى يدعون (معارضة صدام ونجله عدي)!
هذا القطيع المحشود بالقاذورات يمتلك قابلية عالية في التلون والارتزاق، ويغيب خجله حين يطل علينا عبر أي قناة فضائية حتى يتحول وبقدرة قادر إلى (بطل معارض) وهو نفسه الذي سال لعابه بالأمس في امتداح (فريق حسين) منذ كان (عريفاً).
هو نفسه الذي يتحول إلى (مهوال) يتقافز كما (القرد) أمام (الشيخ) وينتحب أمام (رجل الدين) في مقتل الحسين(ع)، كل هذا من أجل (حفنة فلوس)، ويحدثونك عن (الكرامة).