إيران تصعّد لهجتها التفاوضية لتحقيق مكاسب

قضايا عربية ودولية 2022/02/21
...

 طهران: محمد صالح صدقيان
 
صعدت إيران، أمس الأحد، من لهجتها حيال المفاوضات الجارية حاليا في فيينا، بالتأكيد علی شروطها التي وضعتها أمام إحياء الاتفاق النووي، في الوقت الذي حمّل فيه وزير خارجيتها حسين أمير عبد اللهيان الجانب الغربي مسؤولية انهيار المفاوضات التي وصلت لمرحلة حساسة، ما لم تتخذ الدول الغربية خطوات مشجعة لإنقاذ الاتفاق النووي.
ففي خطوة تحمل العديد من الدلالات وقع 250 عضواً في مجلس الشورى الإيراني (البرلمان) علی عريضة دعت الحكومة الإيرانية إلى أخذ الضمانات اللازمة من الجانب الأمريكي قبل التوقيع علی أي اتفاق محتمل في مفاوضات فيينا.
ونبهت العريضة الحكومة الإيرانية إلی عدم قبول استخدام "آلية الزناد" في أي اتفاق يمكن التوصل إليه مع الإدارة الأمريكية والأطراف الغربية بسبب تخلي الأطراف الغربية عن التزاماتها في المرحلة السابقة، والعمل علی إلزام الجانب الغربي برفع الحظر عن الشعب الإيراني، ومن ضمن ذلك العقوبات التي فرضت بموجب قوانين "كاتسا" و"يوترن" و"أيسا"، مشددة علی الالتزام بالآليات التي تسمح لإيران بالتحقق من إجراءات رفع الحظر مقابل التزام إيران بتعهداتها النووية . 
ودعا أعضاء البرلمان الحكومة الإيرانية لتقديم أي اتفاق يتم التوصل إليه في فيينا للبرلمان للمصادقة عليه قبل أن تقوم بخفض التصعيد في البرنامج النووي استنادا لخطة "العمل الستراتيجي لرفع الحظر وحماية مصالح الشعب الإيراني"، التي أقرها البرلمان عام 2019 . 
هذه الخطوة التي فسرها البعض بأنها تصعيدية رأت فيها المصادر أنها تريد تعزيز موقف الفريق الإيراني المفاوض في فيينا، الذي يحاول وضع البصمات الأخيرة علی الاتفاق الذي يراد منه إحياء الاتفاق النووي الموقع عام 2015 .
وقال وزير الخارجية الإيراني أمير عبد اللهيان علی هامش مشاركته في "مؤتمر ميونيخ للأمن" الذي أنهی أعماله أمس إن إيران مستعدة لدراسة الحوار المباشر مع الجانب الأمريكي إذا أبدت واشنطن حسن النية وأقدمت علی الإفراج عن ديون إيران المجمدة وإزالة العقوبات . وهذه المرة الثانية في غضون أسبوعين يلوح فيها إلی إمكانية الحوار المباشر مع الحكومة الأمريكية شريطة تقديم الأخيرة إشارات تثبت حسن النوايا الأمريكية.
 وخلال لقائه مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في ميونيخ شدد عبد اللهيان علی خطوط إيران الحمر؛ "وقد حان الوقت لأمريكا والدول الأوروبية الثلاث أن تظهر الإرادة الحقيقية للتوصل إلى اتفاق في أقرب وقت ممكن من خلال اتخاذ القرارات السياسية اللازمة" .
وقال عبد اللهيان لقناة سي إن إن الأمريكية إن الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين مسؤولون عن أي فشل محتمل في محادثات فيينا، لكنه قال إن بلاده تعمل بتفاؤل وجدية للتوصل إلی اتفاق جيد.
وفي هذه الأثناء تتواصل أعمال مفاوضات فيينا لحل ما تبقی من مشكلات عالقة، حيث كتب مندوب الجانب الروسي في المفاوضات ميخائيل أوليانوف بعد لقائه منسق الاتحاد الأوروبي انريكي مورا أمس الأحد: "لقد استمتعت بالمحادثات الجذابة والمهنية والعميقة جدا مع الوفد الإيراني في المفاوضات، وركزنا على القضايا العالقة التي يجب حلها وتسويتها قبل الوصول إلى الاتفاق."
إلی ذلك استبعد قائد هيئة الأركان في القوات المسلحة الإيرانية محمد باقري أن يقوم العدو بمهاجمة إيران بسبب قوة ومهارة إيران العسكرية، متهما "الاستكبار العالمي والصهاينة" بقتل الأطفال لأنهم "يفتقدون للأخلاق الإنسانية والالتزام بحقوق الإنسان".