في العام 2017، بادر حسين السومري، البالغ من العمر الآن 32 عاماً، بتأسيس جريدة (الوطن الجديد)، قبل أن يتولى رئاسة تحريرها بمقرها الكائن في شارع النضال ببغداد. عمل السومري لأعوام في مجال الصحافة وخاصة في البينة الجديدة، وهذا ما ألهمه إصدار جريدة شبابية واعدة غاية في إرساء دعائم صحافة جديدة، من خلال مشاركة الشباب بتحريرها.
بغداد: مآب عامر
حصلت الجريدة في بداية مشوارها على الدعم والتشجيع من رئيس تحرير جريدة (البينة الجديدة) الأب الروحي عبد الوهاب جبار وكذلك الزميل والصحفي المخضرم عبد الزهرة البياتي.
وحققت نجاحاً كبيراً عبر إيرادات نشر الإعلانات التي تسهم في تسديد تكاليف الطباعة والعمل.
تعمل الجريدة الآن على تحقيق حزمة من الأهداف في مقدمتها تنوير الرأي العام وفضح كل مظاهر الفساد المالي والإداري ونشر شكاوى وهموم الناس ومطالبهم محاولة في ايصالها إلى الجهات المعنية، وكذلك إجراء حوارات مع وزراء ومسؤولين، غاية بإطلاع القرّاء على ما يجري في الوزارات الحكومية وخاصة الخدمية منها.
تعد تجربة السومري نادرة في الوسط الإعلامي، فهو أول شاب يرأس جريدة لم تتوقف عن الصدور طيلة الأعوام الماضية، إذ أن غالبية الجرائد تواجه مشكلات تتمثل بالتمويل المالي، الأمر الذي يدفع إلى ايقاف إصدارها.
تبقى مهمة توزيع الجريدة واحدة من أهم المشكلات، يقول السومري، نتيجة افتقارنا إلى وجود مؤسسات متخصصة بالتوزيع، فضلاً عن انحسار أكشاك باعة الصحف اليومية يتم إيقاف اصدار الكثير من الجرائد، ويضيف “رغم ذلك فقد سعينا إلى تجاوز هذه المعضلة باعتماد موزع من أصحاب الخبرة والتجربة وهو (السيد حسن هاشم- أبو قاسم) الذي يستلم الجريدة من مطبعة العدالة ويقوم بإيصالها إلى (البورصة)، لتأخذ طريقها نحو المحافظات كافة فضلاً عن وزارات ودوائر حكومية.
عمل السومري بجد وضحى بالكثير من أجل استمرارها، لذلك كان دائماً بحاجة إلى الدعم المالي لديمومة مسيرتها وتحقيق تطلعات الشباب المشروعة، كما يوضح “فالمدخولات المالية للجريدة لا تكفي لتغطية مجمل التكاليف اليومية”.
فهو يدرك أن طموح الشباب وأهدافهم في العمل الصحفي لا تكفي وحدها للاستمرار في إصدار جريدة ما، من دون التمويل المالي ودعم الجهات الراعية للصحافة وللثقافة في البلاد.
وينقل السومري مع فريقه المتكون من (4) شباب هموم الناس واحتياجاتهم وتطلعاتهم الاساسية، حيث ساهمت جريدة (الوطن الجديد) بتغطية تظاهرات تشرين، وابراز بطولات القوات الأمنية وصولات جيشنا الباسل الذي قارع التنظيمات الإرهابية، هي جريدة سياسية انطلاقا من أن المشهد السياسي هو الأكثر أهمية وارتباطاً بحياة الناس، “فالسياسة أشبه بـ (الغذاء) الذي يتناوله الفرد في كل ساعة”، ويضيف “مع التأكيد بأن جريدتنا لم تكتفِ بصبغتها السياسية، بل هناك الصفحات الثقافية والحوارات والتحقيقات والفنون والرياضة وغير ذلك من وآراء ومنوعات”.
وتعتمد جريدة الوطن الجديد الثوابت الصحفية ولا تحيد عنها، وتهتم بمصالح الشعب والوطن والدفاع عن الحقوق المشروعة التي أقرها الدستور، وتسعى أيضاً إلى الحفاظ على الوحدة الوطنية، وترفض أي شكل للطائفية أو العنصرية أو الانحياز لفئة من دون أخرى، كما يؤكد “ليس لدينا تابوهات تمنعنا من أن نقول الحقيقة”.
لا يزال الشاب الذي واجه الكثير من التحديات والمصاعب يتذكر جيداً موقفاً طريفاً حدث له: في أحد أيام العام 2019 حين أنجز مع فريقه صفحات الجريدة للعدد القادم، وقاموا بدفعها للطباعة ليتفاجؤوا بصدور بيان يعلن أن الغد هو عطلة رسمية.
يقول وهو يضحك: “لقد جعلنا هذا الموقف نعيش في حالة من الصدمة”.
يسعى السومري بكل جهد وإيمان لتناسب الجريدة أذواق القراء من مختلف المستويات، وليس هذا فحسب بل هو الآن بصدد التفكير جدياً بإطلاق وكالة إخبارية ينوي الإعلان عن اسمها
قريباً.