هايدن وايت والاهتمام العربي المتـأخر

بانوراما 2022/02/22
...

لم يكن هايدن وايت (ت 2018) حاضرا في الثقافة العربية. 
لم يصدر كتابه «محتوى الشكل، الخطاب السردي والتمثيل التاريخي»بترجمة د.نايف الياسين، إلّا في العام 2017، على رغم انه صدر في الثمانينيات.
أما كتابه الأساس «ما وراء التاريخ» فبحسب علمنا صدر قبل أشهر بترجمة شريف يونس بمصر، بعنوان «ما بعد التاريخ»، في حين أن هايدن وايت اصدر كتابه في العام 1973.
ما هذا الماوراء؟
حتى صارت شركة الفيس بوك اسمها ميتا Meta  وما هذه الميتافيزيقا؟
 ملخص الحكاية ان تلامذة أرسطو لم يجدوا مصطلحا لمحاضرات أستاذهم عن الطبيعة فسموها ما بعد الطبيعة او ما وراء الطبيعة اي المحاضرات التي تلت محاضراته عن الطبيعة. 
حين اصدر هايدن وايت كتابه “ما وراء التاريخ” اعترض المعترضون على الرجل: لسنا مجرد حكواتيين، لسنا أدباء نحن باحثون ومؤرخون، لأنه كشف التقنيات السردية أو الأدبية في التدوين مثل الرومانس والتراجيديا والكوميديا والسخرية أو
الهجاء.
في الترجمة ثمة مقترحات لم تنل نصيبها من الشيوع.
التاريخ والتأريخ مثلا. 
الأولى تعني المبحث أو التخصص في العلوم الإنسانية الذي اسمه التاريخ، أمّا التأريخ فهو التدوين.
وحينها سندخل إلى قلم الكاتب أو المدون للتاريخ وفي اللغات الأوربية التاريخ History ليس بعيدا من حيث اللغة عن Story، أي الحكاية أو القصة أو الروي.
أما مصطلح Fiction الذي ترجمناه بمصطلح الخيال الروائي لأن  Fiction يختص بخيال النثر والسرد ولا ننسى أن كتاب ميلان كونديرا فن الرواية هو بالأساس عنوانه The art of fiction، ولا نقصد هنا المخيلة Imagnation وهي في الأساس تقترن بصناعة الصور الشعرية Images، ولو أن الأخيرة وبحكم الانزلاق اللغوي صارت تعني حتى صورة الفوتو. ع
كس هايدن وايت مسار التدوين التاريخي من ادعاء العلم إلى البلاغة والتقنيات الأدبية.
التدوين التاريخي في النهاية فعل سردي، يروي حكاية ويستعمل تقنيات أدبية يشرحها هايدن وايت بتفصيل لا مزيد
عليه.