لبنان يعلن عن توقيف جماعة إرهابية تجند شباناً لتنفيذ عمليات انتحارية في الضاحية الجنوبية

قضايا عربية ودولية 2022/02/24
...

بيروت: الصباح 
 
في الوقتِ الذي يمرُّ فيه لبنان بأسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه، ومع الحديث عن محاولة تنظيم داعش لاستعادة نشاطه في المنطقة، وبشكلٍ خاصّ بعد ذهاب بعض الشُبّان من مدينة طرابلس شمالي لبنان إلى العراق للانضمام إلى التنظيم، كشفت الأجهزة الأمنية اللبنانية عن إحباط مخطّطات إرهابية لـ"داعش" في لبنان، إذ أعلن وزير الداخلية والبلديات اللُّبناني القاضي بسّام مولوي في مؤتمرٍ صحفي حضرته "الصباح" في مقرّ المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي في بيروت، عن إحباطِ ثلاثِ عمليات تفجير كانت شبكة إرهابية تكفيرية مُرتبِطة بالتنظيم تعتزمُ تنفيذَها بأوقات متزامنة، ضِدّ ثلاثة أهداف في مناطق مختلفة من الضّاحية الجنوبية لبيروت، وهي مجمّع الكاظم في حيّ ماضي ومجمّع الليلكي ومجمّع الناصر في الأوزاعي، مؤكِدًا أنّ التفجيرات في حالِ حصولها كانت ستوقع الكثير من الضحايا. 
 
كما كشف الوزير مولوي عن تجنيد هذه الجماعات لشبانٍ في لبنان مِن الجنسية الفلسطينية لتنفيذِ العمليات بأحزمة ومتفجرات تحتوي على قذائف صاروخية، وذَكَر أن المُهاجمين المحتملين، اثنين منهم اعتقلا في وقت سابق من هذا الشهر، مُنوِهًا بدور الأجهزة الأمنية قائلاً: "أهنئ قوى الأمن وعميد شعبة المعلومات والمدير العام على الإنجازات، من ضبط المخدرات الى تفكيك شبكة التجسس، وقوى الامن الداخلي هُم ابطال هذه العملية". 
 
وفي أوّلِ ردِ فعلٍ رسميّ بعد الكشف عن العملية، نوّه رئيس مجلس النوّاب اللبناني نبيه برّي بالإنجاز الذي حقّقته شعبة المعلومات بكشفها الشبكات الإرهابية، ووجّه "التحيّة لعيونهم الساهرة ويقظتهم الدائمة صونًا وحماية للسلم الأهلي".
 
وفي حديثٍ خاصّ لـ"الصباح" حول ملف الإرهاب في لبنان، أشار عضو لجنة الدفاع الوطني والبلديات النائب شامل روكز إلى أنّ "الجيش اللبناني يعمل على هذا الملف بشكل رئيسي، ويتابع المُشتبه بهم سواء في المناطق الداخلية أو على الحدود أو داخل المخيّمات".
وأضاف انه "من الممكن أن يكون هناك شباب من لبنان أو جنسيات أخرى موجودة في لبنان مُغرّر بهم ماديًا بسبب الأزمة الاقتصادية التي يمرّون بها، فيتمّ تجنيدهم مع تنظيم داعش، ولكن بالتأكيد أنّ الأجهزة الأمنية تعمل على ضبط حركة هؤلاء بشكل دقيق، لأن لديها خبرات سابقة جيّدة وتمتلك الداتا المطلوبة". وردًا على سؤال حول موقف لبنان الرّسمي من ذهاب بعض الشّبان من شمال لبنان إلى العراق للقتال إلى جانب التنظيم، أكدّ روكز أنّه "على الرغم من الأوضاع السياسية الصّعبة في البلد، لا أحد يتجرّأ على القبول بهذا الأمر، ولا بتصرفات هذه الجماعات الإرهابيّة المتطرّفة". 
من جهته، قال النائب قاسم هاشم: إنّ: "لبنان لا يعمد أن يكون شبابه وقوداً للإرهاب ومشروعه التّدميري، فالبلد معني على المستوى الرسمي لمواجهة أية محاولة لتضليل الشبّاب، وهذا واجب الدولة اللبنانية، أن تتخذ كل الإجراءات للحفاظ على حياة الشباب اللبناني ومنعهم من الانخراط في هذا المشروع التكفيري أيًا تكُن الذرائع والحجج" مشددًا على "إقفال كل الأبواب أمام مثل هذه المحاولات في كافة الظروف والأحوال". ولدى سؤالنا بشأن معطياته عن كيفية متابعة القوى الأمنية لملف ضبط الحدود لمنع تهريب الجماعات المتطرفة إلى العراق، أكّد وجود العديد من الإجراءات المشدّدة خصوصًا في الفترة الأخيرة لاتخاذ كل التدابير العسكرية والأمنية والوقائية اللازمة لوضع حدّ لمثل هكذا عمليات.