«أنتيكخانة أربيل».. أزمنة وإبداعات يدوية

ريبورتاج 2022/03/02
...

 خالد ابراهيم
 تعد انتيكخانة أو أنتيك اربيل من الأماكن التراثية الفولكلورية التي يقبل عليها السياح، وكل من يحمل شغف هواية الأنتيكات والأشياء الفولكلورية والتاريخية القديمة، حيث تضم مختلف الأشياء المصنوعة من الخشب والمعدن والنسيج، الى جانب مختلف الاكسسوارات الفولكلورية القديمة، ناهيك عن الأعداد الكبيرة من التحفيات والخزفيات، الى جانب كم هائل من الأنتيكات الضاربة في القدم والقطع الأثرية النادرة.
وللتطرق الى المزيد من التفاصيل حول أنتيك أربيل، التقينا السيد خالص يونس مصطفى الملقب بخالص انتيك الذي حدثنا قائلاً: بدأت هوايتي هذه من قبل سبعينات القرن المنصرم من خلال جمع المواد التراثية والفلكلورية والمواد اليدوية، ففي البدء كانت هواية، وبعد مرور سنوات طويلة أصبحت مهنتي لجمع الأنتيكات، وأصبح لدي مكانان لعرض الانتيكات، فأنا أملك أكبر متحف يضم الأنتيكات، اليوم ولله الحمد أملك ملايين القطع والمواد التراثية، لدي مكان في شارع التربية وسط مدينة اربيل وهو اكبر سرداب للانتيكات، ومكاني الآخر هو فوق قلعة أربيل التاريخية.
 
مشاركات
وفي اغلب المعارض الدولية المقامة في مدينة اربيل يكون لأنتيك اربيل جناح خاص لعرض مختلف المواد الفولكلورية القديمة، يضيف يونس حول هذا الموضوع قائلاً: شاركت في معظم المعارض في داخل العراق وخارجه، ويزورني الأجانب والعرب والمواطنون من مختلف المحافظات العراقية من وسط وجنوب العراق، وكذلك من الأتراك والايرانيين، وكذلك طلبة المدارس والمعاهد والجامعات، وأقوم بتقديم الشروحات الكافية والوافية عن هذه المواد، والتي تمثل تاريخ آبائنا وأجدادنا، فكل الشعوب يتباهون بتراثهم، فلماذا نحن ايضاً لا نتباهى بتراثنا، فالجيل الحالي في الحقيقة لا يعلم ولا يتطلع في قيمة هذه المواد، اما نحن جيلنا من الذين استخدموا هذه المواد نعرف ما قيمة هذه المواد، فأغلب المواد هي مصنوعة يدوياً، حتى المفروشات والمنسوجات كلها يدوية، وكذلك الخشبيات كالكراسي والتخم والكناتير والقنفات، فسابقاً كان كل شيء يصنع بشكل يدوي أما الآن كلها تصنع عن طريق المكائن والكومبيوتر، فلا تشعر 
بقيمتها.
 
ندرة
 يردف خالص «استطعت أن أجمع آلاف القطع منذ عشرات السنين، فأنا من مواليد 1956 ولدت في قلعة أربيل وفي الخمسينيات كان السياح والجانب يزورون منزلنا في قلعة اربيل، وهو بيت والدي وهو بيت تراثي كبير الآن أصبح مركزا ثقافيا، اليوم أملك ملايين القطع كما لدي قطع نادرة لا تقدر بثمن، وقسم من الأشياء في انتيك اربيل هي ليست للبيع فأنا احتفظ بها، كما ولدي مخطوطات نوادر وأنتيكات وعملات عراقية ملكية، فلا استطيع خلال دقائق وساعات أن أسرد كما كبيرا من الأنتيكات النادرة.
يأتي يومياً الزوار في الفرعين في القلعة، وبالاخص الاجانب والقنصليات والشركات السياحية، وكذلك السياح من الجنسيات الدول العربية، وهم يقولون إن لديكم كنزا وثروة لا تقدر بثمن، ولدي تكاليف باهظة في الحقيقة من الإيجار والعمال من أجل المحافظة على هذه الانتيكات والتحفيات، ودائماً أحرص على أن تبقى هذه المواد ليستمتع بها السياح والزوار، عندما تأتيني الدعوات أشارك في بقية المحافظات بغداد والنجف الاشرف، فعندما تاتينا الدعوات من قبل الحكومة او من الجمعيات والمؤسسات، سابقاً كنا خلال السنة تاتينا دعوات من بغداد للمشاركة في معرض بغداد الدولي او معرض التراث الشعبي العالمي، وكانت الحكومة تخصص سيارة نقل كبيرة ويقومون بحمل المواد الى جانب توفير الفنادق للمشاركة بهذه المحافل الدولية، وشاركت في العديد من المعارض في تركيا وبغداد واكثر مشاركاتي هي في معرض أربيل الدولي، فكل معرض كان يفتتح في معرض بارك سامي عبد الرحمن أشارك فيه، وكانت المدارس والمؤسسات الحكومية في المناسبات الوطنية يقومون بالاستفادة من المواد الموجودة في الانتيك، وكذلك الأفلام السينمائية والدراما والمسلسلات كنت اقوم بتجهيزها للتمثيليات والمعارض والمهرجانات، وفي الختام أطلب من الجميع ممن يملك المواد والتحفيات القديمة، خصوصاً من التي تبقت من الورثة من آبائهم واجدادهم، ألا يفرطوا بها، بل يحتفظون بها في مكان في المنزل اي ان يخصص كل شخص في منزله مكانا للانتيكات، فالأشياء الحالية ليست لها قيمة وروحية ومن لا يستطيع أن يحتفظ بها فأنا استطيع شراءها والمحافظة عليها، فالأشياء القديمة والتحفيات والانتيكات تعيش معي، كما وأشعر بقيمة هذه المواد، وأنا الآن بعد كل هذه السنوات أملك الخبرة في تقييم هذه المواد، ولدي خبرة ايضاً في الآثار والقطع النادرة القديمة والمخطوطات، فمن خلال خبرتي أستطيع أن أعرف ما إن كان أصليا  او تزويرا أو
تقليدا.
 
كرم
وهناك الكثير من الهوات الذين لديهم حب وشغف الانتيكات والمواد الفولكلورية، اذ التقينا السيد فرمان حمد والذي حدثنا قائلاً: في الحقيقة في كل دول العالم وكل مدينة او محافظة تشتهر بتراثها، وأربيل هي غنية جداً بالانتيكات، فأستطيع القول إن الأجانب يندهشون ويستغربون من كثرة التحف النادرة والانتيكات القديمة، فهناك العديد من القطع الأثرية النادرة في أنتيك أربيل، فهناك قطع تجاوز عمرها 200 او 300 سنة او اكثر، ونحن في الحقيقة في اربيل معروفون كعاصمة سياحية بوجود هكذا انتيكخانة، ودائماً مدينة اربيل هي مكان لجذب السياح وذلك لكرم الضيافة الموجود في المدينة، وكذلك أهل أربيل لا يفكرون من القادم هو كردي او عربي او أجنبي، فصدرونا مفتوحة للكل وأنتيك اربيل فيه مكانان يحملان من التميز والإبداع الشيء الكبير، ويحتوي على آلاف القطع النادرة التي ليس لها مثيل في أي مكان آخر.