المرجعية العليا تدعو الطبقة السياسية إلى الابتعاد عن الصراعات

العراق 2019/03/15
...

كربلاء المقدسة / الصباح
دعت المرجعية الدينية العليا، الطبقة السياسية في البلد، الى الابتعاد عن الصراعات والنزاعات على المواقع والمناصب، محمّلة هذه الطبقة حالة عدم الاستقرار والتأزم النفسي للمواطنين وضياع الفرص في تقديم الخدمات والفوضى، كما أكدت المرجعية العليا أنه «آن الأوان أن تفيق الطبقة السياسية من غفلتها وتنبذ المطامع».
وقال ممثل المرجعية العليا في كربلاء المقدسة، الشيخ عبد المهدي الكربلائي، في خطبة الجمعة التي ألقاها من داخل الصحن الحسيني الشريف، إن «انشغال الطبقة السياسية بالنزاعات والتجاذبات والاختلافات على المواقع والمناصب أدخل البلد في دوامة من عدم الاستقرار والتخلف عن بقية الشعوب وإهدار الطاقات والتأزم النفسي للمواطن‘ اضافة الى ضياع فرص تقديم الخدمات للمواطنين وتوفير فرص العمل والتطور له».
وأضاف الكربلائي موجهاً حديثه للسياسيين، «آن الأوان أن نفيق من غفلتنا ونفك قيد أسرنا لأهوائنا ومطامعنا وأن نأخذ من تجارب الماضي ومعاناة الحاضر وآمال المستقبل دروساً وعظة لما ينبغي علينا القيام به تجاه شعبنا ووطننا»، وأشار إلى أن «الاختلافات المجتمعية أو بين كيان سياسي وآخر أو بين عشيرة وأخرى، نقول إن النزاعات تؤدي الى فشل الجميع وتصارع الجميع»، مبينا ان «كل طرف يحاول أن ينتصر على الطرف الآخر ويهزمه وحينئذ سيحاول الاستعانة بكل الوسائل وبأي ثمن لكي ينتصر على الآخر من خلال إضعافه وهزيمته ولكل طرف له إمكانيات وطاقات ولكن النتيجة هو إضعاف الجميع».
وشدد الكربلائي، على «تجنب هذه الخلافات واللجوء الى التسوية والمصالحة التي نحتاج اليها في الاسرة والعمل وداخل المجتمع»، حاثاً «الكيانات السياسية على الإيثار في حل النزاعات فالكيان المؤثر له من الأجر العظيم وما هو أغلى وأثمن من الخسارة التي تحصل له في الدنيا وعند الله لا يضيع شيئاً»، داعياً الى «اللجوء الى الطرق العقلائية في حل النزاعات والخلافات والرجوع الى الشرع وسلطة القانون او الايثار لحل النزاعات»، مضيفاً «يجب ان تكون الاواصر قوية ومتماسكة وهذا يتطلب التنازل والتضحية».
ووجه ممثل المرجعية العليا خطابه الى العشائر والكيانات السياسية قائلاً: «ليس هناك منتصر من أي صراع وستهدر الطاقات وستضيع الفرص بدلا من ان تستثمر في خدمة الناس»، وشدد على «إشاعة روح التسامح والمودة والمحبة وتجنب التفكك الأسري وحالات الطلاق الكثيرة التي نشهدها اليوم»، داعيا الى أن «لا يصل الاختلاف في العمل الى حالة التقاطع والتشاحن والبغضاء ويجب العمل بفريق الروح الواحد».