تلفريك جبل كورك.. وجهة السائحين نحو القمم

ريبورتاج 2022/03/07
...

 خالد إبراهيم 
 تصوير: نهاد العزاوي
يعد جبل كورك واحداً من الجبال والمناطق السياحية الرائعة والجميلة، التي يقبل عليها الناس من كل حدب وصوب، وذلك للتمتع بجمال المناظر الخلابة فيه، لا سيما في فصل الشتاء بالتزامن مع تساقط كميات كبيرة من الثلوج. ويعد تلفريك جبل كورك آلة سياحية رائعة في الشتاء، فمن خلاله يتمكن السائح من الوصول إلى أعلى قمة جبل كورك، وللحديث أكثر عن هذا الموضوع التقينا السيد بهزاد مصطفى وهو مهندس في تلفريك كورك والذي حدثنا قائلا:
يوجد التلفريك في أكثر من محافظة من محافظات إقليم كردستان، فيوجد في دهوك، والسليمانية في جافي لاند، وفي أربيل يقع في جبل كورك، ويعد ذا أطول مسافة، إذ يقوم بأخذ السائح أو الزائر من أسفل جبل كورك إلى أعلى قمة الجبل، وتزور هذا المكان أعداد كبيرة من السياح من مختلف المحافظات العراقية، وذلك بحكم قرب جبل كورك من عدة مناطق سياحية أخرى مثل بيخال وشلال كلي علي بيك وراوندوز إلى جانب زيارة أعداد كبيرة من السياح الأجانب، وسابقاً كان يزوره قرابة 3000 - 4000 شخص من خلال ركوب التلفريك والوصول إلى قمتهأما الآن فالأعداد قلت، إذ تصل يومياً إلى قرابة 1500 شخص من خلال كابينات التلفريك للوصول إلى أعلى قمة الجبل، وتم تأسيس هذا التلفريك في عام 2011.
 
حسن الضيافة والاستقبال
 يمتاز العراقيون جميعاً من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب بكرم الضيافة وحسن الاستقبال، لا سيما أهالي منطقة سوران، وعن هذا الموضوع أضاف مصطفى قائلاً: إن أهالي إقليم كردستان بشكل عام معروفون بكرم الضيافة وحسن الاستقبال، وهناك تنوع كبير في الأسر والعشائر في منطقة سوران وهذه المنطقة تعرف بالتنوع الاجتماعي، فتجد فيها مختلف العشائر والقبائل الكردية الأصيلة، وهذا زاد المنطقة زخماً اجتماعياًكبيراً، والجميع هنا في هذه المنطقة السياحية في جبل كورك يتميزون برقي الأخلاق والتعامل الطيب مع كل الأهالي والأسر العراقية القادمة من مختلف المحافظات العراقية الأخرى، ويقدمون كل ما بوسعهم من خدمات سياحية وتسهيلات إنسانية، وفي زمن كورونا توقف هذا المكان عن العمل ولم يستقبل أي زائر أو سائح، والآن نقوم بتطبيق الإرشادات والتعليمات الصحية وذلك من خلال تباعد المسافات ما بين الأسر والسياح، إلى جانب ارتداء الكمامات وهذا كله يصب في خدمة المواطنين والحفاظ على سلامتهم، بأن يكونوا بعيدين عن فيروس كورونا، وبالتأكيد نتمنى لكل الزائرين أن يقضوا أوقاتاً جميلة في جبل كورك.
 
حوض سوران
يعد حوض سوران منطقة سياحية بامتياز، كونه يضم العديد من المناطق والأماكن السياحية المميزة والرائعة، وعن هذا الموضوع التقينا السيد عبد الله عبد الرحمن وهو موظف في التلفريك والذي حدثنا قائلاً: أنا أعمل في هذا المكان السياحي وهذا المكان معروف لدى الجميع، وهو مكان يقصده الناس من كل بقاع المعمورة وبالأخص في فصل الشتاء، إذ تكون قمة جبل كورك مكسوة بالكامل بالثلوج، وفي الصيف تكون درجات الحرارة مرتفعة، والسياح يقصدون مصيف بيخال وشلال كلي علي بيك، وذلك لقربه من جبل كورك، إذ تكون درجات الحرارة في الشلال منخفضة، أما في جبل كورك فتكون السياحة مزدهرة شتاءً خلال ثلاثة أشهر تقريباً من السنة، ونقوم باستقبال السياح بحفاوة في قمة الجبل، ويستمتعون باللعب واللهو بالثلوج وصنع كرات الثلج ورجل الثلج وقضاء أوقات مليئة بالبهجة والسرور. 
 
تسهيلات
ويضيف «نحن دائماً نفكر بشكل مختلف ونعمل بشكل مختلف فنحن في مكان سياحي، ولهذا نحن ملتزمون بالأسلوب الراقي والتعامل الأخلاقي العالي والسلس، وتقديم الخدمات والتسهيلات السياحية الكبيرة لكل الناس والسياح من دون استثناء، فنحن ننظر لكل السائحين بشكل إنساني بحت من دون النظر إلى القومية أو اللون أو الشكل، فالسائح عندما يقصد هذا المكان يبتغي الترويح عن النفس وقضاء وقت مليء بالسعادة والفرح، ونحن بالمقابل علينا أن نقدم لهم كل ما بوسعنا لكي يستمتعوا ويعودوا إلى هنا مرات أخرى، وتبقى في النهاية الذكريات والصور التذكارية، فالناس تستمتع بمنظر الثلوج وكذلك متعة الوصول إلى قمة جبل كورك، وفي بعض الأحيان نواجه بعض الإشكالات البسيطة، خصوصاً في موسم الأعياد والعطل، إذ تكون هنالك ازدحامات كبيرة جداً، ولكن نحن لدينا موظفون وملاكات مهيأة للتعامل مع هكذا أعداد من السياح وتنسيق
العمل. 
 
السياحة الشتويّة
يزور مختلف مدن ومحافظات إقليم كردستان يومياً قرابة ٥ إلى ٦ آلاف سائح من مختلف المحافظات العراقية بغية الاستمتاع بجمال المناظر الخلابة والثلوج وخاصة في قمم الجبال والمناطق السياحية عموماً، وحول هذا الموضوع التقينا بالسيد نادر روستي المتحدث الرسمي باسم الهيئة العامة للسياحة في إقليم كردستان والذي تحدث لنا قائلاً: في إقليم كردستان أنواع مختلفة للسياحة ومنها السياحة الشتوية، وكما يعلم الجميع نحن في إقليم كردستان نحاول دائماً  تطوير وتعزيز ودعم القطاع السياحي ودائماً هنالك دعوات وتسهيلات للمستثمرين للاستثمار في هذا المجال، فهنالك مثلاً مشروع جبل كورك السياحي والذي يعتبر من القمم الجبلية العالية، وهو وجهة سياحية رائعة، وكذلك هنالك تجربة مثيلة رائعة أخرى وهي جبل زاوة في دهوك، وجبل بابلو وهناك مشروع آخر في السليمانية، وعن طريق ركوب التلفريك باستطاعة السياح الوصول إلى جبل كويزا والاستمتاع بجمال المناظر والقمم الجبلية العالية.