مديريَّة مرور كربلاء.. مساعدات إداريَّة منتظمة

ريبورتاج 2022/03/16
...

 علي حسين عبيد
 تصوير: نهاد العزاوي
على الرغم مما يعلنه المواطنون من شكاوى بخصوص إنجاز معاملاتهم في الدوائر الرسمية المختلفة، وما يعلنونه من تذمر وعتب مرير على الموظفين، إلا أن ما لاحظناه في مديرية مرور كربلاء التي تقدم خدمات (تحويل ملكية السيارة/ منح إجازة السوق العمومي والخصوصي/ تجديد السنوية) وسواها من الخدمات المهمة، أمر يكاد يخلو من أية عقبات إدارية أو تعطيل متعمد في إنجاز المعاملات.

ومما تجب الإشارة إليه أن كادر عمل هذه المديرية المكوّن من الضباط والمراتب بمختلف رتبهم، يعدُّ من الكوادر المتمرسة على تقديم مختلف الخدمات للمراجعين، وهناك أقسام كثيرة يديرها عدد كبير من الموظفين (الضباط والمفوضين)، وما يجب أن نذكره هنا درجة التنظيم العالية التي لاحظناها في تمشية المعاملات الكثيرة. فعلى الرغم من كثرة المراجعين الذين يصلون في اليوم الواحد إلى المئات أو الآلاف، إلا أن سير العمل يتم بانسيابية كبيرة يُشكَر عليها جميع العاملين في هذه المديرية الخدمية الكبيرة، التي لم تكتفِ بالدوام الصباحي من الساعة الثامنة صباحا حتى الثانية ظهرا، بل هنالك دوام مسائي يستمر حتى وقت متأخر من النهار، كل هذا لكي تُنجَز معاملات المواطنين دونما تأخير أو تعطيل لأي سبب كان.
 
انسيابية واضحة
من أهم الأقسام الفنية التي تستقبل المراجعين في مديرية المرور هو (قسم البصمة)، وفي هذا القسم هناك ضابط مخصَّص لإعطاء (الاستمارة) للمراجع مجانا، وهذه الاستمارة خاصة بمنح اجازة السوق الجديدة أو تجديد الإجازة القديمة، واستمارة تجديد سنوية السيارة، وإلى جانب ضابط الاستمارة هناك ضابط يوزع المراجعين بين ضباط وموظفي (البصمة)، حيث يتم تحديد اسم الضابط أو الموظف الذي يستقبل المواطن، ويجري له خطوات البصمة التي تعد أهم مرحلة في إنجاز المعاملة، وهذه العملية تتم بانسيابية واضحة رغم الأعداد الغفيرة للمراجعين، مع ملاحظة عدم تفضيل مراجع على آخر، إلا عندما يكون المراجع كبيرا في السن أو يعاني من مرض أو عاهة، وأحيانا يتم التعامل مع النساء في طابور خاص بهنّ احتراما للمرأة وتقديرا لظروفها الصعبة في مراجعة دوائر الدولة. وقد التقينا الرائد محمد عامر عبد التميمي الذي يعد من أقدم العاملين في (قسم البصمة)، وسألناه عن طبيعة عمله، وعن كيفية انجاز هذا العدد الضخم من المعاملات الخاصة بمنح اجازات السوق أو تجديدها أو تحويل ملكية السيارة أو تجديد السنويات، فقال الرائد محمد التميمي: أهم نقطة في عملنا أن نضمن انسيابية العمل، وألا نغبن حقوق المراجعين من حيث الأولوية في الانجاز حسب أسبقية المراجعة. وعن أعداد المراجعين قال التميمي: هناك أعداد متزايدة لا سيما في الدوام الصباحي حيث نستقبل الكثير من المراجعين ونقوم بأخذ صورة للمراجع تظهر في إجازة سوقه وسنوية سيارته، مع أخذ بصمة السبابة لكلا اليدين، ثم يخرج من قسم البصمة إلى قسم التدقيق.
 
مصاعب
وعن الصعوبات التي يواجهها في عمله، أكد الرائد التميمي أنه وزملاءه بالعمل يقومون بما يلزم تجاه المواطنين، ومع مرور السنوات أصبحت لديهم خبرة كبيرة في إنجاز المعاملات بدقة وسرعة أكبر، مع تأكيده على كشف أية حالات تحاول أن تتجاوز القوانين الرسمية المعمول بها. 
وقد أكد  حجم المسؤولية الكبيرة التي يتحملونها في حال حدوث أي خطأ لأي سبب كان، كذلك أكد استمرارهم بهذا العمل المتعِب بشكل يومي، حيث يواصلون العمل في إنجاز المعاملات لساعات متواصلة يصعب معها أخذ استراحة حتى لو كانت قليلة، بسبب كثرة المراجعين
لهم. ولا بدَّ من القول إن ما يقدمه هذا الضابط المتميز (رائد محمد عامر عبد التميمي) من جهد منظَّم وكبير ويسير بطريقة تسرّ المراجعين، لأنه لا يوجد تفضيل لشخص على آخر إلا في حالات ذكرناها سابقا مثل كبر السنّ أو المرض، ولا بد من الإشارة إلى أن قسم (البصة) يتعامل مع المراجعين بطريقة متحضّرة، لذلك نلاحظ التزام الجميع بضوابط العمل في هذا القسم الذي قام بتهيئة مقاعد جيدة وكثيرة، كي ينتظر فيها المراجعون لحين وصول دورهم في إنجاز معاملاتهم، إنها جهود كبيرة يستحق الرائد محمد عامر عبد التميمي عليها كل الشكر
والتقدير.
 
ضمان الحقوق
في قسم التدقيق الذي يمثل المرحلة الثانية بعد قسم (البصمة)، التقينا  ضابط التدقيق (المقدم جليل كامل السيلاوي)، وكانت هناك أعداد كبيرة للمواطنين تقف عند باب قسم التدقيق، وكل يحمل معاملته من أجل تدقيقها، حيث يتم استلام المعاملات حسب الأسبقية ويتم وضعها معاملة تحت أخرى، ثم تتم المناداة على اسم المراجع فيقوم المقدم جليل بطلب مستمسكاته الرسمية، وتتم مطابقتها مع أوراق معاملته ويدقّقها جيدا، وفي حال التطابق وعدم وجود نقص أو مشكلة يتم التوقيع والختم عليها، ثم يذهب المراجع إلى غرفة مجاورة يتم فيها تثبيت رقم وتاريخ المراجعة لضمان حقوق المواطن في هذا الشأن.
وقد تحاورنا مع (المقدم جليل كامل السيلاوي) وسألناه عن طبيعة عمله وعن الم    صاعب التي قد تواجهه، فأشار إلى الزخم المتزايد للمراجعين، خصوصا طلبات إجازة السوق الجديدة، (وقال مازحا: الناس صارت عدهم فلوس هواي) وتجديد سنويات السيارات ومعاملات أخرى، تستغرق ساعات الدوام كلها، وحين سألناه عن الرتابة في العمل وإلحاق الضرر النفسي به وبالموظفين الآخرين، قال المقدم السيلاوي: لقد اعتدنا هذا العمل منذ سنوات طويلة، ولم نعد نضجر أو نشعر بالتعب، وأكثر ما يفرحنا هو التزام المراجعين بالأولويات والأسبقيات وتفهمهم لتطبيق التعليمات والقوانين الرسمية، كما أننا نطمح بسماع كلمة الشكر من المراجع لأننا نسعى لراحته وإنجاز معاملته، وكلمة الشكر في الحقيقية تجدد النشاط فينا وتشجعنا وتحفزنا على تقديم المزيد من الخدمات، التي يستحقها المواطن العراقي دون منّة من أحد.
 
التزام
بعد الخروج من قسم  التدقيق تأتي المرحلة التي لا يحبّها المواطن!، ويتثاقل منها، ونقصد بها مرحلة دفع الرسوم، التي قد يتذمر منها بعض المواطنين، في حين هي مورد مهم لخزينة الدولة، وهذا جانب مهم معمول به في جميع دول العالم لتعظيم موارد الدولة، وبعد أن يقوم المراجع بدفع الرسوم والحصول على وصولات تحمل قيمة المبالغ المدفوعة يتوجه إلى القسم الأخير، وهو (قسم طباعة إجازات السوق وسنويات السيارات)، وهنا أيضا لاحظنا التنظيم التام والعمل الدؤوب، والتزام المراجعين بالأسبقيات حيث يتم استلام إجازات سوقهم وسنويات سياراتهم بكل شفافية وهدوء وانتظام.