الصباح: نافع الناجي
بعد عزوف الشباب عن مزاولتها وسعيهم للوظائف الحكومية، حذّر مختصون بالشأن الفني والتراثي من اندثار وضياع الحرف الشعبية واليدوية التقليدية العراقية، بسبب الإهمال الحكومي لشريحة الحرفيين، وعدم إيجاد سوق شعبية تدعم الصناعات اليدوية، فضلا عن تقنين دخول السلع المستوردة من حيث الجودة وتضارب الأسعار مع المنتج
المحلي.
واشتهرت العديد من الأسواق الشعبية القديمة على مدى عقود من الزمن بمحال المهن التقليدية منها النجارة والخياطة وصناعة أواني النحاس والمفروشات والغزول، وغيرها من المهن التي لم يتبق منها اليوم إلا القليل، ورغم إغراق السوق العراقية بالبضائع المستوردة، تظل بعض الأسواق مثل سوق الصفافير مثلاً وشارع النهر والاسترابادي وسوق النجارين والحدادين والكتب، تلقى رواجاً من قبل السيّاح والمتبضّعين.
يقول الحاج قاسم صاحب متجر في سوق الصفافير ببغداد :"لدينا مهن جميلة وثرية، يأتي الينا السيّاح الأجانب يبحثون عن التذكارات لشرائها، مثل الأواني النحاسية والسجاجيد المصنوعة يدوياً وعشرات المنتجات الأخرى".
وأضاف: بحسب قيمتها الشرائية، هناك فئة قليلة من تستطيع أن تشتري هذه الأشياء النفيسة المصنوعة بشكل حرفي ويدوي متقن، فالناس تتجه الآن للصيني والمنتوجات المستوردة التي هي أقل جودة وأقل عمراً، ولكن لرخص ثمنها.
وبغية الحفاظ على بعض الحرف الشعبية القديمة من الاندثار تسعى جهات مدنية بين آونة وأخرى الى تنظيم مهرجانات وبازارات لعرض المنتج المحلي التقليدي، لإثبات وجوده في الأسواق وتحقيق موارد مادية لإصحاب وأرباب تلك المهن، مع تنامي الدعوات لحث الحكومة على حماية تلك المهن من الانقراض ووقف زحف المنتجات المماثلة المستوردة الرديئة الصنع. كما طالب بعض الحرفيين بتكوين مشغل او متحف يختص بعرض منتجات الحرف والصناعات الشعبية، التي ما زالت تقاوم في السوق المحلية لكنها توشك على الاحتضار.