{جسدها في الحمام} في البيت الثقافي

ثقافة 2019/03/16
...

بغداد/ الصباح
 
 
احتضن البيت الثقافي في بغداد الجديدة جلسة للشاعرة ابتهال بليبل، للحديث عن تجربتها الأدبية والصحافية، في مقر البيت ببناية الدار العراقية للأزياء، بحضور العديد من المثقفين. 
وتحدث الشاعر والإعلامي عقيل العلاق الذي أدار جلسة الاحتفاء عن مشوار بليبل الأدبي ومسيرتها المهنية في الصحافة التي ابتدأت منذ العام 2005. 
 وأشار العلاق في حديثه إلى أن نصوص ابتهال بليبل الشعرية تتناول موضوعة المرأة واحاسيسها ومشاعرها وحضورها الاجتماعي. 
كما تحدثت بليبل عن ميسرتها في الكتابة الأدبية والصحافية، وكذلك عن صوت المرأة والجوانب الانسانية والاجتماعية وكيفية تناولها في الكتابة. 
كما قد شاركت في قراءة العديد من النصوص الأدبية، منها :( لابدّ أنّنا وحيداتٌ تائهاتٌ/ باحثاتٌ عن أحلام عابثة/ تأتي معها كدماتٌ لا يلحظها أحد/ كنّا نرتدي القمصان الضيّقة/ ببساطة الأبيض والنيليّ/ لسنا عارضات أزياء/ نعاني الاكتئاب بسبب الحميّة القاسية/ مجرّد فتيات أو ربَّما جميلات/ بكعوب عالية/ لا تُسمع خطواتهنّ المتعثّرة بالمحدقين/ نتشاركُ شعوراً/ وننتظر عشاقاً لا يرتدون البِدل الرسميةَ/ واليوم، لم تعدْ تُهِمُنا: البدلُ الرسمية أو بناطيل الجينز/ ثمّةَ جثث تغطيها الثياب أمامنا/ الأشياء المهمّةُ عارية/ مثلنا عالقاتٌ في انتظارِ اللامعنى/ لكنَّنا نبقى وحيدات ولا ترتدي أجسادنا/ يقيناً، أيّةَ قمصان ضيقة). 
ومنها أيضا: (تعلمنا من بنات الثانوية/ أنّ نسقي رؤوسنا بالليمون/ كنا نخلطُ الماء الدافئ مع العصير المائل للصفرة/ ثم نرشه على خصلاتنا/ ونعرضّه لأشعة الشمس لتجففه ساعة/ أو ربما ساعتين/ هكذا، حتى تظهر علينا ايحاءات النضوج/ كأنها من فروض الأنوثة/ وعندما أهملتُ هذه العادة/ كان شعري بلونه البني الفاتح/ دنت عاملة الكوافير ليلة زفافي/ وسألتني: ـ كم مرة صُبغ شعرك؟ / ضحكنا باستغراب/عرائس يرغبن بتغيير لون شعرهنّ الأصليّ وصبغه بلونٍ آخر، أو” تخصيله بالبلاتيني”/ أدري أنّني كنت أضحك ألما/ كانت تسحب خصلات شعري من ثقوب الطّاقيّة البلاستيكية بقسوة سنارتها/ وعندما مشّطت شعري السنة الفائتة سحب المشط دون قصد خصلاتي/ في تلك اللحظة تخيّلت السنارة القاسية/ وكأنني أسحب خُصلة وأترك التّالية/ وهكذا حتى تغطّى جسدي بالشيب/ أما اليوم/ بعد أن أبدلتُ الليمون بالـ “كيمياوي” أصبحتُ اشتهي ألم 
السنارة).  وكذلك :( هذه الدبابة/ تقنصُ بمدفعِها مساحة الهدوء في رأسي/ وأنا... أصغي جيدا لأغنية “رديلي الفرح ردي”/ وأفكرُ... بمرايا غرفتي/ المرايا التي تسقط وتتشظّى دوما/ وبمصير الذي أستطاع صمتهُ أن يُسمعني “تايه ولعكَود تدور”/ وأنا... أحاولُ أن أبُعدَ عن رأسي/ فكرة الجدار الذي يربّي الشروخ/ وكيف يلقي بالمساميرِ بلا مبالاة/ هذا الجدار.. لا يمنعُ الصوت المخيفَ من الدخولَ إليَّ/ ليخبرني أنْ لا شيءَ هنا/ غيرَ المسامير.. / كأنّ يداً عاطلة تمسكُ بها، أو بيّْ/ اليد التي لو أمرّرها على شروخ قلبي/ لجَفلَ من “معضد باب يبجيني وأحنّ”/ يخبرني أنْ لا شيءَ سأسمعهُ/ سوى الزجاجِ المتكسرِ بعد ارتداد إطلاق القذيفة). 
وشهدت الاصبوحة توقيع المحتفى بها لكتابها الأدبي الاخير (جسدها في الحمام)، وهو عبارة عن نصوص نثرية وشعرية تهتم بالمرأة وبتأنيث الأشياء من حولها، وكذلك بالنسوية ومشاهدها المزعجة، ومواقف من نوع: الرجل والمرأة وقواعدهما، التابوات. 
جلسة الاحتفاء، تخللها العديد من المداخلات، وفي نهايتها قدم السيد عباس موسى نيابة عن مدير البيت الثقافي شهادة تقديرية للشاعرة ابتهال بليبل اعترافا بمنجزها الصحفي والادبي المتميز.