«واع» بأربع لغات ويتصفحها مليونا شخصٍ يومياً

ريبورتاج 2022/03/23
...

  فجر محمد
 تصوير: رغيب اموري
ما أنْ تطأ قدماك مبناها حتى يلفت انتباهك طاقم العمل الذي يشتغل بروح الفريق الواحد، فالمحررون في وكالة الأنباء العراقية (واع) كانوا يراقبون ويتابعون وبشغف شاشات حواسيبهم لنقل آخر الأخبار والمستجدات، ولم تتوقف هواتفهم المحمولة عن الرنين وتسلم الإشعارات والرسائل والأخبار والتقارير من مختلف محافظات البلاد عبر شبكة المراسلين، (واع) التي تأسست في العام 1956 مرَّت بمحطات مختلفة من العمل واليوم مع وجود هذا الكم الهائل من الوكالات والقنوات الإعلاميَّة تمكنت من الوصول الى المتابع المحلي وحازت ثقته، وهذا وفقاً لأرقام سجلت بعدد المتابعين للوكالة.
يجري تدقيق الأخبار الواردة من شبكة المراسلين، والتأكد من مصداقيتها من قبل فريق العمل ومن ثم تصل الى حارس البوابة وهو مدير الوكالة ستار العرداوي، الذي بدا متفائلاً بتلك القفزة التي حصلت في عدد المتابعين وعدَّها في الوقت ذاته مسؤوليَّة كبيرة، ويقول العرداوي: «يواجه الإعلام الرقمي في يومنا هذا تحديات كبيرة أبرزها التأكد من صدق المعلومة الخبريَّة، وإيصالها الى المتابع بأمانة.. لذلك يقع على عاتقنا التواصل مع الجهات المسؤولة لتتمتع الأخبار بالمصداقيَّة المطلوبة».
 
سرعة الخبر
كان هاتفه المحمول يرنُّ من دون توقف ونحن واقفون معه لنتابع أحدث الأخبار، فقد كان الاتصال من بورصة الكفاح للتأكد من سعر صرف الدولار، رئيس تحرير (واع) عمار طارق كان مشغولاً بالإجابة على تلك الاتصالات التي لا تنقطع، ويبين طارق أَّن هناك أخباراً لها متابعون مستمرون، منها الاقتصاديَّة، فضلاً عن أحوال الطقس، وموضوعات أخرى لها روادها.
 
محطات مضيئة
لا يعرف عمل مراسلي المحافظات وقتاً محدداً أو ساعة للتوقف، فهم يرسلون كل ما هو جديد في التو واللحظة، فتارة تفتح ملفات المشاريع المتلكئة في محافظات البلاد وتارة أخرى تنقل الأخبار العاجلة، ووفقاً لمسؤول المراسلين علي الخرسان الذي واكب (واع) منذ تأسيسها، فإنَّ شبكة المراسلين لا تتوقف عن العمل ورفد الوكالة بالأخبار الحديثة، وبحسب الخرسان الذي يحرر الأخبار الرياضيَّة أيضاً، فإنَّ هناك مساحة للناشئين الرياضيين الذين يبرزون في أي رياضة كانت، إذ تُسلط عليهم الأضواء ويتم تشجيعهم.
 
الملف الرياضي
لا يخفى على المتابع شغف الجمهور العراقي وحبهم الشديد للرياضة، بمختلف أنواعها، بدءاً من كرة القدم والسلة وصولاً الى الطائرة، ويذكر مسؤول الملف الرياضي في (واع) ميثم الخفاجي أنَّه في مفارقة جميلة نشر موقع فريق برشلونة صورة للعلم العراقي في إحدى مباريات الفريق، كدلالة على حضور المشجع العراقي ودعمه المستمر للفريق، ولذلك يؤكد الخفاجي «أهميَّة الرياضة» ويتابع قائلاً: «يحظى هذا المجال في مجتمعنا بأهميَّة كبيرة، ولذلك فإنَّ متابعة الأخبار والنشاطات الخاصَّة بالفرق والأندية والدوريات المحلية لا يتوقف أبداً، كما يجري الاهتمام بالرياضة النسويَّة التي تعاني من الإهمال الشديد، وبحاجة الى دعم وإسناد حقيقيين».
ويشير الخفاجي الى أنَّ «للرياضة النسويَّة حضوراً واضحاً في إقليم كردستان العراق، كما أنها تحظى بالدعم هناك، والتقبل من قبل المجتمع في الوقت ذاته».
 
بيانات صحفيَّة
كان لوكالة الأنباء العراقية (واع) دورٌ متميزٌ في نقل الأخبار والبيانات الصحفيَّة المتعلقة بأزمة كورونا في الفترة الماضية، إذ يوضح مدير القسم الفني في (واع) وسام صفاوي أنَّ «مراسلي الوكالة كانوا يدخلون المختبرات التي تجرى فيها فحوصات مرضى كورونا، لإيصال المعلومة الحقيقيَّة والبعيدة عن التزييف وجلب الإحصائيات الصحيحة لعدد المصابين».
كما أشار صفاوي الى أنَّ «موقع ميتا (فيسبوك سابقاً) الخاص بالوكالة أصبح يستقطب عدداً كبيراً من الرواد والمتابعين».
 
دقة
لن يكون الخبر مصدراً للاهتمام والمتابعة ما لم يتميز بالدقة، ففي يومنا هذا تحاول المنصات الالكترونيَّة والقنوات الفضائيَّة، علاوة على الوكالات، الوصول الى أعلى درجات الدقة في طرح المعلومة.
وتعتقد المحررة في «واع» هدير عماد أنَّ الخبر الذي يُنقل لا بُدَّ أنْ يتحلى بالدقة والمصداقيَّة، وهذا ما يتم التأكد منه من قبل العاملين في الوكالة.
 
هموم المواطن
وظيفة الصحافة الأولى والأهم هي أنْ تنقل هموم المواطن وتتحدث باسمه، وتبحث عن حقوقه، لذلك فإنَّ الأخبار التي تمسُّ حياته وتؤثر فيه بشكلٍ مباشر هي الأكثر متابعة، ووفقاً للمحررة هبة عامر فإنَّ التغطيات الصحفيَّة التي تنشر في (واع) تمتاز بقربها من المواطن، وتشير المحررة الى أنَّ هناك العديد من المصادر الصحفيَّة ترفضُ الكشف عن أسمائها، أو تعطي معلومة غير قابلة للتصديق، لذلك يقوم الصحفي في واع بالاستفادة منها ويوصلها بطريقته الخاصة الى المواطنين.
 
محاربة الشائعات
قد تجد وأنت تتصفح مواقع التواصل الاجتماعي، الآلاف من الأخبار والتقارير والفيديوهات الصحفيَّة التي قد تحمل في طياتها شائعات، وتبتعد عن المصداقيَّة والوضوح، لذلك فإنَّ المناخ الذي تعمل به (واع) كما يقول مدير الوكالة ستار العرداوي: «مليء بالتحديات، ويتطلب جهوداً عالية المستوى، فضلاً عن التنسيق مع المؤسسات المعنيَّة، التي ما زال تعاونها مع الوكالة دون مستوى الطموح، كما أنَّ وجود الجيوش الالكترونيَّة يفرض تحدياً آخر، لا بُدَّ من مواجهته بحزم».
 
تنوع
لم تعد القوالب الصحفيَّة الثابتة تثير اهتمام المتلقي، بقدر تلك التي تتميز بالغرابة والتفرد أيضاً، فالشكل الذي يظهر به الموقع الالكتروني للوكالة، أصبح اليوم عاملاً مهماً لوصول الرسالة الإعلاميَّة والأخبار والتقارير الى متابعيها، وفي الآونة الأخيرة ظهر الانفوغرافك الذي هو نوعٌ من التواصل المرئي، المصمم في القسم الفني للوكالة علي جواد كاظم شرح أهميته قائلاً: «هو فنٌ يساعدنا على كسر جمود المعلومة، حتى وإنْ كانت سياسيَّة فهو يمنحها الجاذبيَّة لتكون أكثر قرباً للمتابع، وليس هذا وحسب بل الألوان المستخدمة أيضاً التي تخضع للدراسة والتدقيق، فاذا ما كان الموضوع يخصُّ المرأة يؤخذ اللون البنفسجي وهكذا يتم الاختيار وفقاً لطبيعة وجديَّة القضايا المطروحة».
 
الطاقات الشابة
اصبح بمقدور الإعلام اليوم أنْ يتحرك في فضاءٍ وافقٍ واسعين، فضلاً عن وجود طاقات إعلاميَّة شابَّة ترفد هذا المجال دائماً بالأفكار والرؤى الحديثة، ومن وجهة نظر مدير واع ستار العرداوي فإنَّ هذا الفضاء الرحب، وفر للمعلومة الصحفيَّة حريَّة التنقل والوصول الى الجمهور وتفاعلهم معها أيضاً.
والوكالة اليوم تتوجه لمتابعيها بأربع لغات كما بيَّنَ العرداوي وهي العربيَّة والانكليزيَّة والكرديَّة والتركمانيَّة، فضلاً عن وجود مواقع لها في منصات التواصل الاجتماعي، وفي الوقت الحاضر تخطى عدد المتابعين حاجز المليوني مشترك عبر تلك المواقع.
 
صقل المواهب
يعدُّ العمل في الصحافة أمراً شاقاً ويتطلب مجهوداً كبيراً، ولهذا ينصح مدير (واع) الشباب الصحفيين المقبلين على العمل اليوم بضرورة تطوير الذات وصقل المواهب، فضلاً عن التعرف على ثوابت العمل المهني والالتزام بها، وأنْ يكونوا قادرين على مواكبة السرعة والحداثة في نقل المعلومة الصحفيَّة، وفي ما يخص فريق العمل في الوكالة فهم على قدرٍ عالٍ من المسؤوليَّة والانضباط.