خزين البلاد يرتفع ما بين (1 - 2) مليار متر مكعب

ريبورتاج 2022/04/07
...

 نافع الناجي
 تصوير: نهاد العزاوي
استبشر الفلاح «حسون» خيراً بهطول كميات من الأمطار على البلاد والنتائج التي أسفرت عنها، لا سيما في الحد من نسبة الملوحة التي كانت مرتفعة، يقول حسون واصفاً نتائج تلك الأمطار «خير من الله المطر هذا العام، وعندنا الشجر والعشب دفع (بمعنى ارتفع)، والمياه المالحة تحسنت وصارت عذبة والزراعة في تحسن وانتعاش بهذا الموسم».
إيرادات مائية
أسهمت الإيرادات المائية بتعزيز الخزين المائي الذي ارتفع، بنسبةٍ بلغت مليار متر مكعب، إضافة إلى كميات أخرى من المياه ستوفرها الثلوج بعد ذوبانها في غضون الأشهر الثلاثة المقبلة، والتي ستصل بحسب توقعات وزارة الموارد المائية لنحو ملياري متر مكعب.
ومع كل شحّةٍ في موارد المياه، تبرز إلى السطح جدلية إنشاء السدود فهي إذا ما نفذت في مواقعها الصحيحة وضمن ستراتيجية سليمة ومخطط لها بشكل علمي، تعد الجزء الأهم في إدارة الموارد المائية، لا سيما أن العراق يعتمد في 70% من إيراداته على تلك القادمة من الخارج، ما يحتّم عليه أن ينظّم خزن هذه الإطلاقات من خلال السدود والاستفادة منها في مواسم الجفاف كفصل الصيف. 
 
حسن الاستخدام
بلغ الخزين المائي قمته في العام 2019 بكميات وصلت إلى 40 مليار متر مكعب، وهي أعلى كمية يتم خزنها منذ حوالي ربع قرن، وقد هطلت كميات كبيرة من مياه الأمطار والسيول خلال الشتاء الحالي، فغمرت غالبية الأراضي الصالحة للزراعة وعززت الخزين المائي للبلاد، في الوقت الذي تؤكد فيه مديرية الموارد المائية في المنطقة الجنوبية حسن استعدادها لاستقبال واستغلال تلك الكميات من المياه، بما يلبي حاجة المحافظات الجنوبية، نافية وجود أي هدرٍ باتجاه البحر. 
رئيس المهندسين جمعة شياع غيدان، مدير الموارد المائية في البصرة قال: إن «جميع كميات الأمطار المتساقطة، تم خزنها في خزانات بحيرة الثرثار أو الحبانية أو سدة الموصل»، وأضاف «لدينا وفرة في الغطاء الثلجي، وإن شاء الله نستفيد منها في فصل الربيع لإنجاز الخطة الصيفية
الموضوعة». 
 
إنعاش الأهوار
وتعتمد أراضي المجتمعات القاطنة بجوار ضفاف الأنهار على مياه تلك الأنهار لإرواء وسقي البساتين والمزروعات وسائر الاستخدامات التقليدية الأخرى، لاسيما مناطق ومسطحات الأهوار التي أنعشتها كميات الأمطار التي هطلت مؤخراً، بحسب مختصين أكدوا لـ «الصباح» أن الإطلاقات المائية دفعت امتداد المياه المالحة من مجرى نهر شط العرب باتجاه الخليج. 
الخبير علاء البدران، المختص بشؤون المياه والزراعة أوضح أن «المياه التي ترد قبل سدة العمارة، حتماً ستكون من حصة الأهوار، حيث يتم التحكم بتصريفها إلى مناطق الأهوار التي تعاني من شبه جفاف»، مضيفاً أن «شط العرب هو النهر الوحيد في البصرة لكنه مرتبط مع البحر، وبالتالي فمياهه مرتبطة بظاهرتي المدّ والجزر وكلما يتغذى بمياه عذبة جديدة، فمصيرها الذهاب إلى البحر». 
 
مطالبات
ولا تزال المطالبات متواصلة باستكمال سد مكحول وتأهيل سد دربندخان وباقي السدود العاملة في البلاد، فضلاً عن إنشاء سدٍ على مياه شط العرب لتخليص البصرة من الجفاف الفصلي ومعالجة مشكلة الملوحة، فضلاً عن الحد من هدر المياه العذبة وإيقاف تقدم اللسان الملحي القادم من الخليج.
فبسبب السدود التركية والإيرانية انخفضت مناسيب نهري دجلة والفرات بشكلٍ كبير، وبات العراق اليوم بأمس الحاجة لبناء السدود والخزانات التي تضاعف الخزين المائي، وبات الأمر يستدعي استغلال الامتداد النهري للرافدين بالنظر لحاجة البلد إلى استكمال الموازنة المائية، بحسب الدراسات الستراتيجية التي تفضي إلى أهمية إنشاء سد مكحول وتعزيز الطاقة الخزنية بثلاثة مليارات متر مكعب. 
 
سد مكحول
يعد سد مكحول أول المبادرات الفعلية التي تبنتها وزارة الموارد المائية في خطة مدروسة تحاول من خلالها إبعاد المخاوف التي أثيرت في قلوب سكنة المناطق المحيطة بهذا
السد. 
يقول الخبير المائي عون ذياب عبد الله، المستشار بوزارة الموارد المائية: إن «هذا السد الذي تمت المباشرة به في العام 2000 وشهد بعض التوقفات، يعد من السدود الستراتيجية المهمة».
 وأضاف «رسمت وزارة الموارد المائية خارطة طريق وخطة لإنجاز سد مكحول وسدود أخرى في المرحلة المقبلة، فخزان سد مكحول يمثل آخر منخفض طوبوغرافي في نهر دجلة يمكن التخزين فيه بكمياتٍ
كبيرة.  وسبق أن أجرينا دراسات عديدة حول التحليل الجيومتري لخزان السد والمناطق التي سوف يغمرها والمخاوف الجيولوجية والمستقرات السكانية التي ستنغمر عند مناسيب
مختلفة». 
لعل أهم ما يميز بلاد الرافدين هو نهراها العظيمان الممتدان من الشمال حتى الجنوب، واللذان إن استغلا بالصيغة الصحيحة لأثري العراقيون بفائدةٍ كبيرةٍ تسمح ببناء سدود
إضافية.