متحف أرشيف الموسيقى الكرديَّة .. إرث فني يقبع فوق قلعة أربيل

ريبورتاج 2022/04/13
...

 خالد ابراهيم
عند زيارتك لمدينة أربيل لا بد لك من زيارة القلعة التاريخية، وبمجرد زيارة هذا المكان ستجد العديد من المتاحف القديمة، ومن بين هذه المتاحف، متحف وأرشيف الموسيقى الذي يضم آلاف البكرات والكاسيتات لمختلف أنواع الموسيقى، والأغاني الكردية، والعربية، والتركمانية، والفارسية، وغيرها العديد من الأغاني والألبومات لمختلف الفنانين المحليين والعرب والعالميين، وقد أصبح مكاناً يقبل عليه الناس، لا سيما السياح عند زيارتهم المدينة وقلعتها التاريخية، فهو مكان جميل، وخصوصاً للاطلاع على هذا الأرشيف الموسيقي والغنائي، وكذلك التقاط الصور التذكارية.
حب الموسيقى
عشقه للموسيقى والأغاني وجمعها جعله يعمل وعلى مدى أكثر من ستة عقود في جمع الكاسيتات والبكرات، وهو صاحب الفكرة السيد أمجد أسعد مجيد، الذي بدأ بسرد أحداث بداية هذا المتحف وقد تحدث لنا عن المتحف قائلاً: «نحن نمتلك أول تسجيلات في كردستان عام 1952، إذ كان خالي الكبير يمتلك هذه التسجيلات، وكنت أعمل معه آنذاك وكان عمري ٨ سنوات، وفي عام 1976 قمت بإنشاء تسجيلات خاصة بي في وسط المدينة، وبعدها انتقلت إلى منطقة الإسكان في أربيل، وبعدها قررت الحكومة الاحتفاظ بالأرشيف الذي امتلكه ووضعه في قلعة أربيل، وأنا أعشق عملي وقد امتزج مع روحي ودمي، فكل الكاسيتات الموجودة قمت بتسجيلها بيدي، ولا أقوم بالتفريط بأي كاسيت او استبداله، وذلك لأنها عزيزة ومهمة جداً لدي فهي مثل أولادي، ولا أستطيع إحصاء وعد الكاسيتات، إذ لدي آلاف البكرات والكاسيتات، تبدأ من البكرات الكبيرة التي هي قبل الكاسيتات، فسابقاً كانت بكرة، فالكاسيت يعتبر جديداً، إذ دخل لأربيل عام 1969، ولدي أرشيف كبير جداً يعود إلى أزمان وعهود قديمة جداً، لأغانٍ تركمانية قديمة وكردية وعربية وأغانٍ أخرى لدول الجوار، وقمنا بنقل هذا الأرشيف الموسيقي إلى هنا قبل أربع سنوات فوق القلعة، وقد أمر محافظ أربيل السيد نوزاد هادي بإنشاء هذا المكان، وذلك للحفاظ على الأرشيف الموسيقي والغنائي الكبير، وكي يكون متوفراً للجميع، وأنا بمجرد النظر إلى هذا الأرشيف الكبير أشعر بارتياح، والناس والسياح بشكل عام يقبلون على هذا المتحف، فكل الأهالي من بقية المحافظات من الموصل وبغداد والبصرة يزورون
المكان».
 
الأرشيف ونوال الزغبي
ويضم المتحف أرشيفاً كبيراً بمختلف الكاسيتات ولجميع الفنانين المحليين وغيرهم، ليضيف سعد قائلاً: نحن نمتلك أرشيف الأغاني العراقية بالكامل تقريباً، وكذلك الموشحات الدينية، والأغاني الفارسية، فليس هناك أي موسيقى أو أي أرشيف غنائي غير موجود هنا، بل هناك كم هائل وكبير من هذا الأرشيف، وأيضاً لدينا زوار من مختلف دول العالم، ومن الطرائف قبل مدة دخلت عليّ امرأة وقالت أعطني «كاسيت» لنوال الزغبي هل لديك؟ فأجبت نعم، فقالت وبسعادة أنا نوال الزغبي، إذ كانت في زيارة إلى مدينة أربيل».
 
تاريخ عريق
ولمدينة أربيل تاريخ عريق، إذ تضم العديد من المتاحف والأماكن التاريخية القديمة، وحول هذا الموضوع تحدث لنا أيضاً السيد معروف الملا وهو كاتب وباحث وقد استطرد قائلاً: «إن مدينة أربيل مذكورة منذ الحضارة السومرية وحتى الآن، أي ما يقارب 6000 إلى 5000 سنة، لأن الحضارة السومرية هي أول حضارة بالعالم وليس في الشرق الأوسط، حضارة ميزوبوتاميا بلاد ما بين النهرين، ومن ضمنها مدينة أربيل، والآشوريون استطاعوا السيطرة على المدينة، وكانت المنطقة ومدينة أربيل دينية، أي قبل المسيحية أيضاً كان فيها أربعة آلهة، ولهذا في اللغة الآرامية يطلق على أربيل (اربى) أي أربعة الهة أي اربئيلوا، باللغة السريانية او اللغة الآرامية تعني الإله، وكانوا آنذاك يعبدون أربعة آلهة.
 وكانت الحضارة الآشورية مركزها نينوى، إذ دمرها المدينيون مع البابليون، وتمكنوا من تدمير الحضارة الآشورية سنة 612 قبل الميلاد، ولهذا المدينة لديها تاريخ عريق، وتضم عدداً كبيراً من المتاحف، واليونسكو تقوم بترميم القلعة، وهذه المتاحف من ضمن قائمة التراث، والمتاحف هي سمة المدينة العريقة، ومنها مدينة أربيل التي تضم متاحف قديمة وكثيرة، وفي القلعة تضم متاحف عديدة، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على أن مدينة أربيل منطقة أثرية، وتضم أشياء تراثية جداً
وثمينة.