الأجواء الرمضانيَّة تعود من جديد

ريبورتاج 2022/04/13
...

 زينب الشمري
 تصوير: نهاد العزاوي
يتميز شهر رمضان المبارك بنكهة خاصة لدى العراقيين، لما له من قدسية كبيرة في نفوسهم، إذ تتزين البيوت والمحال التجارية بالزينة، وتتجه الأسر للتبضع من أماكن معتادة، ويحرص العراقيون على إحياء عاداتهم التراثية في هذا الشهر الفضيل، ويتسابقون لإحياء بعض العادات والتقاليد الرمضانية التي ورثتها الأجيال خلال أيام رمضان، إذ تتشابه بعضها مع الموجود في بعض الدول العربية وهناك أخرى تختلف.
 
وقد تسبب تفشي فيروس كورونا في تغيير الأجواء الرمضانية التي ينتظرها العراقيون بعد أن أصبح التباعد الاجتماعي سيد الموقف، لكن ذلك لم يمنعهم من التمسك بإبراز العادات والتقاليد المتوارثة من الآباء والأجداد والتي لا تزال الأجيال تحافظ عليها رغم تطور أساليب الحياة.
 
صلة الرحم
تعتبر زيارة الأهل والأقارب من أبرز العادات والتقاليد المتوارثة خلال شهر رمضان المبارك لدى الأسر العراقية، إذ تزداد خلال أيام الشهر وتعتبر صلة رحم خاصة، وتمارس كطقس رمضاني، ويقضي غالبيتهم ساعات ما بعد الإفطار في منازل بعضهم البعض، وتصل أحياناً إلى أوقات السحور لتتخللها جلسات اللعب والسمر.
 
تبادل الأطعمة
ما يميز شهر رمضان في المنازل العراقية أنك ستجد على سفرة أي دار أطباقاً مختلفة ليست من صاحب الدار فقط وإنما تكون من صنع الجيران والأهل، إذ يتبادل الجيران والأقارب الأطباق الرمضانية والمأكولات فيما بينهم، ويرسل كل شخص من مائدته طبقاً إلى جاره أو أقاربه والعكس أيضاً، يكون هذا الطبق مميزاً على سفرتهم بعد استبداله بطبق آخر.
 
أجواء رمضان
رغم القيود التي فرضتها جائحة كورونا وتداعياتها الصحية التي قللت بعض الشيء من الطقوس الرمضانية المعروفة، هذا ما بدأ به الشاب عباس جبار (33 عاماً) حديثه ليقول: «اعتدت في كل شهر رمضان الخروج مع زملائي بعد الإفطار إلى الأماكن العامة، ونبقى لساعات متأخرة من الليل، ونقضي وقتنا في اللعب والسمر وتبادل الحديث»، وتابع «فيروس كورونا قلل من هذه العادات، لكن الآن الوباء بدأ يزول والأسرة العراقية معتادة على طقوسها الرمضانية الخاصة وتبادل العزائم والزيارات فيما بينها، وهذا ما يشعرهم بعودة الأجواء الرمضانية الأصيلة».
 
المحيبس
إخفاء الخاتم أو ما يعرف بلعبة (المحيبس) وهي اللعبة الأكثر شعبية في رمضان، إذ يعود تاريخها للعباسيين، وتشهد طقوساً خاصة وتجمع بين متعة المنافسة ولقاء أبناء الشعب بمختلف مكوناتهم وانتماءاتهم.
الشاب طه (27 عاماً)  أشار إلى أن «متعة شهر رمضان تكمن في لعبة (المحيبس)، هذه اللعبة التراثية التي أدمنت عليها، وأذهب مع زملائي بعد الإفطار لمقاهي الأعظمية ونستمر لساعات طويلة في اللعب، إذ تمتد لأوقات السحور»، وأضاف «أصبحت اليوم من لاعبي المحيبس البارعين، ومن أهم أعضاء الفريق»، مبيناً أنه توارث هذه اللعبة من أبيه وجده، منذ صغره.
 
جلسات أسرية
تقضي معظم الأسر وقتها بعد الإفطار بممارسة الشعائر الدينية وجلسات الأحاديث والتسامر، وشرب الشاي والتسلية ومشاهدة التلفاز وزيارة الجار لجاره.
مهيمن (34 عاماً) يقول إن «من أهم الأشياء التي أقوم بها في شهر رمضان قضاء وقت الإفطار مع أسرتي، وبعد الإفطار تبدأ الجلسات الأسرية المعروفة كمشاهدة البرامج وتناول الحلوى والأطباق المتنوعة»، مشيراً إلى أن «أجواء رمضان لها طابع خاص كالخروج مع الزملاء بعد الإفطار، والتجمع في المقاهي، والمشاركة في المسابقات، وهذه العادات لم تتغير وإلى الآن تتوارثها الأجيال».
 
عادات متوارثة
يكتسب شهر رمضان المبارك في العراق العادات المتجذرة في التاريخ والتقاليد الراسخة في الوجدان، والتنوع الثقافي في التفاصيل، ما ينعكس بشكل جلي على طقوس التعبد وموائد الإفطار، الحاج محمد (٦٧ عاماً)، تحدث لـ «الصباح» قائلاً «هناك عادات وتقاليد متأصلة بالمجتمع العراقي ومتوارثة عن الآباء والأجداد في الشهر الفضيل، مثل مساعدة الفقراء،  وتبادل أطباق الإفطار، والتجمع في الأحياء والأزقة في المناطق الشعبية، وإقامة المسابقات، وإطعام (المسحرجي) لذلك نحن لا نزال معتادين بشكل مستمر على هذه الطقوس الجميلة.