شروق ماهر
تصوير: نهاد العزاوي
تشهد أم الربيعين مركز محافظة نينوى، ثاني كبريات المحافظات العراقية عدداً من المواقع السياحية، وأبرزها مواقع المتنزهات الجميلة التي تنتشر بين الأزقة وعلى أطراف ضفاف دجلة، والتي يزورها الموصليون ويقصدها السائحون القادمون من المحافظات العراقية في فصل الربيع، للتمتع بأجواء الربيع الخلابة التي يكون لها طعم خاص في هذه المدينة.
والتي تكون مواقعها السياحية ومتنزهاتها على ضفاف دجلة ووسط النهر، حيث تقام فيها الدبكات والرقصات والأعراس لجميع الشرائح، إذ يجتمع المواطنون للتمتع بهذه الأجواء صيفاً وربيعاً، فضلاً عن الأكلات الشرقية والغربية وحتى الشعبية التي تتوفر في هذه المتنزهات الجميلة التي تعرف بها مدينة الموصل.
الدمار الأول
لم تترك هذه العصابات الإرهابية المتنزهات والمواقع الترفيهية والسياحية التي تعد المتنفس الوحيد لأهالي مدينة الموصل إلا ودمرت عشرات المواقع السياحية، وحولتها إلى ثكنات عسكرية تخدم هذه العصابات الإجرامية، ففي صيف شهر آب من عام 2015 شنت عصابات داعش حملة كبيرة استهدفت من خلالها ودمرت أكثر من 40 متنزهاً، بعد أن دمرت الزوارق الجميلة والكافتريات الواقعة وسط نهر دجلة، والمطاعم وصالة الألعاب التي حرمتها شرعاً، بعد أن سرقت أثاث هذه المتنزهات وحولتها إلى ثكنات عسكرية ومخازن للأعتدة والأسلحة والمذاكرة التي كانت تستخدمها قبل دخول القوات الأمنية العراقية وتحرير مدينة الموصل من قبضة هذه العناصر الإجرامية، التي دمرت المعالم السياحية في مدينة الموصل خاصة وعامة محافظة نينوى.
خطط
ومن خلال حملات الإعمار التي باشرت بها مدينة الموصل بعد التحرير، ولإعادة إعمار ما دمرته تلك العصابات الإجرامية، فقد كان لهذه المعالم السياحية والمواقع النصيب الأكبر لإعادة متنزهات الموصل وإحياء ربيعها، فقد انطلقت مديرية بلدية الموصل بحملة إعمار لجميع المتنزهات المدمرة والبالغة أكثر من 40 متنزهاً في المحافظة.
مدير بلدية الموصل المهندس عبد الستار الحبو قال في تصريح لـ»الصباح» إن «اللجنة العليا للإعمار في نينوى شملت إعمار المتنزهات المدمرة بالحملة الثالثة المنطلقة للإعمار، والتي شملت متنزهات سياحية ومواقع مدمرة، ومن ضمن المبالغ المحددة التي انطلقت مؤخراً والبالغة 800 مليار دينار عراقي».
وأضاف الحبو أن «الملاكات الهندسية شرعت بالعمل لإعمار أول عشرة متنزهات بعد انتهاء رفع الأنقاض عنها في مناطق موزعة بين المدينة القديمة والموصل الجديدة وأيمن الموصل وأيسرها، فضلا عن شمول متنزهات في غابات الموصل وتلك التي تطل على نهر دجلة».
مبيناً أن «مدة إعمار المتنزهات حددت خلال عام 2022، إذ سيشمل الإعمار متنزهات نواحي بعشيقة، وبرطلة، والقيارة، وحمام العليل، إضافة لمتنزهات قضاء تلكيف والبعاج وسنجار».
إعادة الحياة
يقول الشاب زكريا جمال (23عاماً) في حديثه لـ»الصباح» إن «انطلاق أو دمج إعمار هذه المتنزهات الجميلة يعد خطوة جميلة في نفوس الشباب، خاصة لانتعاش الواقع السياحي في غابات الموصل أولا، ناهيك عن أن مدينة الموصل تشهد عدداً كبيراً من المتنزهات الموزعة داخل الأحياء السكنية التي تخدم سكان المناطق، والتي تقصدها الأسر الموصلية مساء كل يوم في فصل الربيع والصيف، ولأن لها نكهة خاصة، حيث تجتمع أسر الحي أو المنطقة للترفيه، وتمتع الأطفال من خلال الألعاب الالكترونية والعامة المتواجدة في هذه المتنزهات التي تقع داخل الأحياء السكنية، لإعادة الحياة مجدداً في هذه المدينة التي حاول الأعداء المخربون من داعش تدميرها».
لكن الحاجة أم سالم ذات العقد السبعيني توجه شكرها لمجلس الوزراء، وتحديداً لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الذي أمر بإعمار هذه المتنزهات بعد الاطلاع عليها خلال زيارته إلى المدينة، فقد شاهد حجم الدمار فيها، وأمر بإعادة إعمارها لترفيه سكان الأحياء، وتحديدا الأشخاص من كبار السن الذين لا ملاذ لهم سوى هذه المتنزهات القريبة من منازلهم، ولإعادة شيء جميل من شبابهم ورفع معنوياتهم خلال خروجهم في هذه الأجواء
الجميلة».
للأطفال حصة أيضاً
المهندس المشرف على إعادة إعمار جزء من هذه المتنزهات داخل مدينة الموصل شامل السبعاوي، أكد خلال حملة الإعمار «أن تكون هناك نسبة لتمتع الأطفال وإعادة حياتهم التي سلبت خلال فترة داعش، فقد خصصت بلدية الموصل مواقع و جزءاً كبيراً من هذه المتنزهات لنصب الألعاب الالكترونية وألعاب الأطفال عامة، إذ سيتم نصب هذه الألعاب بعد انتهاء إعمار المتنزهات خلال وصولها لبلدية الموصل، لتكون للأطفال حصة ترفيهية أيضاً من مبالغ الإعمار المنطلقة لمدينة
الموصل».