خالد ابراهيم
انطلق في مدينة اربيل مهرجان يعنى بالموروث والفولكلور الكردي الشعبي على حدائق بارك شاندر وسط مدينة اربيل، بحضور بهي كبير للفنانين والمهتمين بالشأن الغنائي والفني والفولكلوري والتراثي، الى جانب حضور جماهيري واسع للأسر والشباب والذي يعدون متذوقين للفن الرصين، والذين كان يقدم سابقا وخصوصا خلال الليالي والأمسيات الرمضانية المباركة.
ويهدف القائمون على هذا المهرجان الى المحافظة على التراث والفولكلور الشعبي الكردي، وللتعرف اكثر عن هذا الموضوع التقينا السيد ريناس كرمانج المشرف على مهرجان الفولكلور الكردستاني، والذي تحدث لنا قائلا: الهدف من هذا المهرجان هو الحفاظ على الموروث الكردي وابقاؤه حيا، والذي بقي الى يومنا هذا من الآباء والأجداد، فسابقا كان على نمط وطريقة رصينة جميلة، ولكي نحافظ على هذه الرصانة والجمال، حاولنا اقامة هكذا مهرجان لكي نحافظ عليه من الاندثار، ولكي يبقى متواصلا ولا ينساه الجيل الجديد، وايضا لكي يبقى حيا وبشكل جميل، ودائما نحاول ان تبقى هويتنا الفنية والتراثية بشكل حي ومتواصل، وأن تصل الى العالم اجمع، وأن نعرّف الجميع بهذا الموروث والفولكلور الكردي الرصين، في السنوات السابقة كانت تقام هكذا مهرجانات، ولكن بسبب جائحة كورونا توقفت، ولكن هذه السنة انطلق المهرجان بالتزامن مع شهر رمضان المبارك، وكنا نتمنى أن يستمر بشكل سنوي ولكن الجائحة أثرت في مفاصل الحياة وابتعدنا عن هذا المهرجان الحيوي بسبب التباعد الاجتماعي، ولكن هذه السنة ومن خلال محافظة اربيل والسيد محافظ اربيل الجميع أصّر على اقامة وانطلاق المهرجان، وان شاء الله سيستمر المهرجان في السنوات القادمة.
فقرات متنوعة
يتضمن المهرجان العديد من الفقرات والبرامج الثقافية والفنية والغنائية والفولكلورية الرصينة والجميلة، وحول هذا الموضوع أضاف كرمانج قائلا: هناك فقرات متنوعة رائعة مثل عرض الأفلام القصيرة بشكل حي لكل الحاضرين من الأسر الكريمة والشباب ومن مختلف الفئات العمرية، اضافة الى عروض من الاقوال والخطابة القديمة لآبائنا واجدادنا، والتي تعتبر منهاج حياة لأنها تتمثل بالعبر والحكم والأمثال والأقوال الرصينة، وايضا انطلاق العديد من المسابقات ما بين الشباب، وفي الحقيقة تقبل أعداد كبيرة للمشاركة الفاعلة في هذا المهرجان وخصوصا من الشباب، وهذه الشريحة في الحقيقة متعطشون للحفاظ والتعرف على الفولكلور والموروث الشعبي الكردي لآبائنا وأجدادنا، والشباب محبون للفن والثقافة والليالي والأمسيات الغنائية الرصينة، والتي كانت تقام وتعقد هذه الجلسات سابقا في ليالي شهر رمضان من قبل الآباء والأجداد سابقا وقبل مئات السنين وبقيت ولله الحمد الى يومنا هذا.
للتعرف اكثر عن نشاطات وفقرات وفعاليات هذا المهرجان ايضا التقينا السيد امير حسن حيران وهو رئيس اللجنة العليا لمغني الحيران الكردستاني والذي تحدث لنا باسهاب قائلا: لقد هدفنا من خلال انطلاق هذا المهرجان، هو التجديد والمحافظة على الفولكلور والموروث الكردي العريق، والذي بقيّ لنا من آبائنا وأجدادنا، ولله الحمد تمكنا من اقامة هذا المهرجان بهذا الشكل الجميل، والذي يتضمن العديد من الفقرات والفعاليات والانشطة المتنوعة الرائعة والجميلة، وكذلك العديد من المسابقات المتنوعة.
الحيران
وينتشر نوع من انواع الفنون الغنائية الكردية الرصينة، وحول هذا الموضوع أضاف السيد امير قائلا: على سبيل المثال هنالك فقرات للأغاني الفولكلورية الكردية، والتي نسميها بالحيران، وهي تعتبر من الفنون الغنائية الكردية الرصية، وهي محببة لنا ومستمرة من قبل فنانينا وخصوصا في الامسيات والجلسات، ويتضمن المهرجان ايضا فقرات لإلقاء الحكم والمواعظ والقصص، التي توارثناها من آبائنا واجدادنا والنصائح التي كان يقدمها اجدادنا خلال جلساتهم وامسياتهم، بالاخص خلال شهر رمضان المبارك آنذاك، وكذلك الفقرات الغنائية للعتابة والموال والقوريات وهو فن رصين، وتعقد يوميا في الليل و بحضور جماهيري كبير، وفي مدينة اربيل وكل القرى والمناطق والاقضية المحيطة بها، في الحقيقة الاهالي متعطشون ومحبون للفولكلور الكردي، ويحاولون دائما للمحافظة على هذا الموروث، ونحن دائما نسعى للمحافظة عليه وان يبقى مستمرا للاجيال القادمة، وهذا المهرجان انطلق بمبادرة كريمة من قبل السيد محافظ اربيل، وكل الفقرات التي تقام هنا نهدف من خلالها تعريف الجيل الحالي والجيل المستقبلي، بهذا الموروث والفولكلور الذي يعتبر تاريخا غنيا عريقا رصينا.