حقائق مذهلة عن جزيرة ناورو

بانوراما 2022/05/10
...

 غريغ ديكنسون
 ترجمة: شيماء ميران 
في السابع من آذار الماضي، واجه لاعبو لعبة ووردل (وهي لعبة كلمات على الويب) حيرة من أمرهم حيال إيجاد حل للعبة، يقدم اللغز مختصرا عن دولة ما، ويعطيك خمسة تخمينات عن موقعها في العالم، ومع كل تخمين خاطئ، يقدر المسافة التي تبعدك عن الجواب الصحيح بالكيلو متر وبأي اتجاه يجب أن تبحث.
 
وتضمنت الأجوبة الاخيرة أوكرانيا، نيوزلندا، فنلندا، لكن في التاريخ المذكور أعلاه، اختار لاعبو اللعبة جزيرة أكثر تخصيصا وهي ناورو. هي دولة ضمن جزر المحيط الهادئ البعيدة، سكنها الميكرونيزيون (مجموعات عرقية مختلفة موطنها ميكرونيزيا من أوقيانوسيا في المحيط الهادئ (والبولينيزيون) مجموعة لأكثر من الف جزيرة مبعثرة في المحيط الهادئ) قبل ثلاثة آلاف سنة تقريبا. وقد ضمتها ألمانيا عام 1888، وحكمتها بريطانيا واستراليا ونيوزلندا تحت انتداب عصبة الأمم بعد الحرب العالمية الاولى. ثم استحوذت عليها اليابان في العام 1942، قبل أن تعاد إلى سلطة (بريطانيا واستراليا ونيوزلندا) بموجب اتفاقية الأمم المتحدة حتى عام 1966، حتى استقلالها الكامل بعد عامين من ذلك. وكونها عضوا في الكومونولث، كانت ناورو محطة لجولة الملكة في جنوب المحيط الهادئ عام 1982، والتي وضعت الملكة ضمن ناد حصري نوعا ما. وكانت وجهةً لاكثر من مئتين سائح سنويا في الفترة التي سبقت الجائحة.
تبلغ مساحتها ثلاثة عشر كيلو مترا مربعا تقريبا، أي أنها أكبر من دولتي الفاتيكان وموناكو، وبالفعل لا توجد مساحة شاسعة، ولا تحتوي على مناطق محمية او مواقع تراث عالمية أو أنهار، لكن فيها طرقا بمسافة ثلاثين كيلو مترا تقريبا فقط.
ووفق كتاب حقائق العالم السنوي الذي تصدره وكالة المخابرات المركزية الأميركية، يعاني 61 بالمئة من سكان ناورو البالغ عددهم عشرة الآف نسمة من البدانة المفرطة. يليها بذلك عدد كبير من دول جنوب المحيط الهادئ منها دول جزر كوك ومملكة تونغا وساموا وبالاو وكيريباتي، وتأتي الكويت بالمرتبة الحادية عشرة واميركا بالمرتبة الثانية عشرة. 
 
افلست رغم الثراء
يبدو أن مشكلة البدانة المفرطة واضحة في جنوب المحيط الهادئ، إذ يزيد وزن البالغين أربعة أضعاف المعدل العالمي. ويزعم البعض أن سكان الجزر يميلون من الناحية الجينية إلى زيادة الوزن، بينما أشار تقرير عام 2014 إلى أن مستوطني المستعمرات علّموهم العادات الغربية لتناول الطعام مثل قلي السمك بدلا من أكله نيئا.
بلغ اجمالي الناتج المحلي لدولة ناورو، قبل ثلاث سنوات، 118 مليون دولار، وهو ما لا يساوي شراء حتى مدافعين لمانشستر سيتي. ومع هذا، مُدَّ خط سكة حديد ضيق في العام 1907 لمسافة ما يقارب أربعة كيلومترات، لغرض نقل الفوسفات المستخرج، والذي يعد العمود الفقري لاقتصاد الجزيرة على مدى عقود.
كانت واردات ناورو من الفوسفات غنية جدا، ما جعلها تحقق أعلى نصيب للفرد من اجمالي الناتج المحلي لفترة وجيزة في الستينيات. وللأسف استُنفدت هذه الاحتياطات الى حد كبير.
كان اول زائر غربي لجزيرة ناورو هو صائد الحيتان البريطاني جون فيرن، الذي رست سفينته هناك في العام 1798. 
وكان متأثرا بالجزيرة جدا فأطلق عليها اسم الجزيرة الساحرة، ورغم أنها محاطة بالشعب المرجانية والتي حالت دون إنشاء ميناء فيها، لكن جعلت منها مكانا للغوص والغطس، ومع أن تعدين الفوسفات قد أثر في الكثير من الحياة البحرية فيها.
كتب جونثان ليو عام 2016 لصحيفة التلغراف موضحا: "بحلول نهاية القرن، كانت جزيرة ناورو مفلسة من الناحية العملية. إذ دُمر مركز الجزيرة بأكمله بسبب قطاع التعدين حتى أصبح غير قابل للاستخدام. 
ووصلت البطالة فيها الى تسعين في المئة. واستفحل الفساد وغسيل الأموال، ودمرت تغيرات المناخ صناعتها في مجال صيد الاسماك. 
واستمر الوضع هكذا حتى قدمت الحكومة الاسترالية لها في العام 2001 كيسا من النقد لاستضافة مركز معالجة طلبات اللجوء في الخارج، ولم يكن أمامها خيار إلا الموافقة. وربما أصبحت ناورو معروفة كجزء مساعد في الجدل حول الهجرة في استراليا".
في العام 2015، حُظر موقع الفيسبوك داخلها بشكل مؤقت على خلفية حماية المواطنين من المواقع الإباحية، وحسبما ذكر مراقبون أن الغرض هو التضييق على المعارضة السياسية، ثم رُفع الحظر لاحقا. ولم تتمكن ناورو من التخلص من عقوبة الإعدام  حتى عام 2016.
 
محمية من دون جيش
ووفق كتاب ديفيد كريستال الذي يوضح أن الانكليزية لغة عالمية، ونظرا للعلاقات الوثيقة التي تربطها مع استراليا ونيوزلندا وبريطانيا، لن يكون مفاجئا معرفة بان ناورو واحدة من خمس واربعين دولة، نصف سكانها على الاقل يتحدثون اللغة الانكليزية، رغم ان، اللغة الناوروية الرسمية والمنطوقة في اغلب المنازل هي لغة جزر المحيط الهادئ المتميزة.
تعد ناورو واحدة من 36 دولة وإقليما لا تملك جيشا، ورغم أنها تملك قوة شرطة، لكن استراليا هي المسؤولة عن سلامتها وأمنها.
اما رياضتها الوطنية فهي رفع الاثقال، إذ تقدمت على زيمبابوي وسيرلانكا وهونغ كونغ بعد فوزها بعشر ميداليات ذهبية في ألعاب الكومنولث. في الوقت الذي تتزايد رياضة سباعيات الركبي شعبية.
بحسب صندوق النقد الدولي لم تسجل في جزيرة ناورو اية اصابة بكوفيد-  19، وأكد: "ان الاجراءات المبكرة والحاسمة نجحت في منع تفشي الفايروس هناك، وحتى كانون الثاني الماضي لم تسجل اية اصابة". كما خلت جزر مايكرونزيا وتوفالو وبيتكيرن وسانت هيلانا من أية اصابة ايضا.
 
عن صحيفة التلغراف البريطانية