خوش ولد

ثقافة شعبية 2022/05/19
...

كاظم غيلان 
 
تتسبب الآراء الشجاعة الصريحة بمتاعب ومشكلات لا تخلو من الخطورة، تصل أحياناً لتصفية أصحابها، ولنا في ذلك أمثلة لا تحصى.
في وسطنا الثقافي وتحديداً في شعر العامية يحصل هذا وبنوع من أساليب مقرفة لمرتكبيها من تشويه وتسقيط وعداوات......الخ.
ومع بداية العصف الهمجي على هذا اللون الإبداعي في سنوات الحرب مع إيران أغدق النظام بمكارمه لتشجيع حفنة من المرتزقة وإشاعة نتاجاتهم الصارخة بالعنف والدم والحقد، حتى شهدت ترويجاً إعلامياً واسعاً من خلال الفعاليات التي تبثها شاشة التلفاز، وقتذاك ليس بمقدورك أن تعطي رأياً سلبياً لما وصل له المستوى الفني من انحدار وتفاهة، فالرأي لن يحسب أو يفسر فنياً، إنما يسارع كتبة التقارير لتحويل الرأي إلى شتيمة للنظام والتي من الممكن أن ترسل عنقك للمقصلة.
تخلصاً من ذلك الإحراج توصل أحد أصدقائنا الشعراء إلى (حل سلمي) يتلخص في استخدام صفة (خوش ولد) لكل من نجد في نتاجه هبوطاً، وراح هذا المصطلح يلاقي مقبولية بيننا بسخريته المبطنة الناقدة والذي من شأنه تخليصك قانونياً وعشائرياً.
أحد رموز ذلك القطيع بحت حنجرته، بل واتلفت بعض الشيء حبالها الصوتية جراء صراخه المستمر في  مديح القائد وبما ينظمه من  قصائد وأغانٍ فيها من المبالغات والعدوانية ما يصل بها إلى أعلى مستويات النبذ والقرف.
مع سقوط النظام رحنا نرصد هذا الـ( خوش ولد) وننتظر ما سيكتب، وإذا به وكما هو حال الذين استبدلوا جلودهم يدخل لعبة جديدة تلخصت في نظم المدائح لأي شيخ يزوره، ونشط جداً في الدورات الانتخابية لمجلس النواب، إذ جند طاقته في نظم المدائح لبعض المرشحين الميسورين مادياً ويسبغ عليهم ما لم يقال بحق رموز التاريخ العظيمة.
الظاهرة لم تكن غريبة بمرور السنوات فقد غدت (مهنة) للارتزاق غير المكلف باستثناء سقوط آخر قطرة من الجبين ليبقى (ناشفاً) جداً.
عدنا إلى صديقنا الذي ابتكر لنا مصطلح الخلاص لنسأله عن رأيه بهذا المتلون عاشق القائد الضرورة الذي ارتدى جلداً آخر بدلا من (الزيتوني) فاختصرها الصديق هذه المرة بعبارة : صار (كلش) خوش ولد.