لعل الانجازات اللافتة في حياة الشعوب المتحضرة تجري وفق انساق تعاونية، وبحهود استثنائية من قبل مواطنيها في دعم أوطانهم في أعمال تطوعية «خصوصا في الازمات» وتتجلى في أروع صورها عندما تكون عن رضا وقناعة بالدور، الذي يقومون به من دون مقابل او انتظار إشادة أو تثمين، وهذه الاعمال تسهم في بناء علائق مجتمعية جديدة وتحفز في الوقت نفسه الاخر المتردد من جدوى مشاركته، ليأخذ دوره الايجابي في العمل في المعنى والتوصيف وتختزل الزمن على نحو مفيد.
وردت لصفحة «الباب المفتوح» رسالة من المعلم محمد صادق جراد من قضاء الخالص في محافظة ديإلى، تحمل صورة مضيئة تشير فيها إلى اتساع رقعة الأعمال التطوعية في بناء وترميم المدارس، بمشاركة واسعة في قضاء الخالص.
وهذا ما يتم بالفعل عبر تفعيل الشراكة المجتمعية والتعاون بين المدرسة والمجتمع، وهي تجربة ناجحة جعلت المجتمع يشعر بالمسؤولية، ويمارس دوره في دعم المؤسسة التعليمية، من خلال التبرع والتطوع للمشاركة في ترميم وتحسين الأداء في
المدرسة. حيث يدرك الجميع الحاجة الملحة لهذا التعاون بسبب قدم الأبنية المدرسية وتهالكها، وحاجتها للتجديد، بانتظار حملة وطنية واسعة لبناء المدارس على مستوى
العراق.
ومن جانب آخر تشهد الحملات التطوعية شكلا ايجابيا اخر لبناء البيوت للفقراء والمتعففين في قضاء الخالص بمشاركة واسعة، لنكون امام تجسيد للتكافل الاجتماعي وامام حالة ايجابية للتعاون بين أفراد المجتمع العراقي، قضاء الخالص قدم أنموذجا لأهمية العمل التشاركي، ما يضع الجميع امام مسؤوليات الوطنية في بناء وطن معافى، لتأسيس دولة المواطنة بصيغ حضارية، عوضا عن التذمر والانتقاد