عمر الحب بعد الزواج.. ثلاث سنوات!

استراحة 2023/01/08
...

الفكرة المأخوذة عن الحب، أنه مشاعر وأحاسيس وانفعالات وعواطف، وهذا ما شغل الشعراء وحتى الفلاسفة، وأولهم افلاطون، الذي وصف الحب بأنه (التمتع بالجمال بوصفه الحقيقة السامية)، وكل ما قالوه عنه يدخل ضمن مكوّن واحد، هو العامل النفسي.

غير أن هنالك مكوناً آخر للحب غفلوه، يدخل ضمن البيولوجيا والأعصاب، ويتعلق تحديداً بـ «الهرمونات».

المفاجأة، أو المفارقة «الم حلوه»، أن الدراسات العلمية الحديثة بخصوص المكونين (السيكولوجي والبيولوجي) تفيد بأن الحب بعد الزواج لا يدوم أكثر من ثلاث سنوات!. 

بل أن الدراسات النفسية توصلت إلى أن العدّ التنازلي لمشاعر الحب يبدأ بعد السنة الأولى من الزواج، وعزت الأسباب إلى: إشباع العواطف، ولادة الطفل الأول، مشاغل العمل، والملل والروتين اليومي، وأنهما حين يصلان للسنة الثالثة ويرزقان بطفلٍ ثانٍ، وتشتد عليهما متاعب الحياة الاقتصادية، يكون العدّ التنازلي للتعبير عن مشاعر الحب قد وصل نقطة الصفر.

والمدهش، أن الدراسات المختصة بالأعصاب والبيولوجيا، توصلت إلى النتيجة ذاتها، ولكن لأسباب تتعلق بالهرمونات. 

ذلك أن الإنسان الذي يعيش حالة الحب يقوم دماغه بإفراز مجموعة هرمونات (الدوبامين، الاندروفين، الفيرومون) التي تعمل على تسارع دقات القلب وتورّد الخدين وبريق العينين، وإن هذا الكوكتيل السحري، الذي ينشّط الجسد وينعش النفس، يأخذ بالانخفاض تدريجياً وينضب بعد الزواج بثلاث سنوات، وكأنه بطارية فرغت وانتهى عمرها!. 

هذه النتائج، وهي علمية، قد تثير «اليأس» لدى المحبين والعشاق الذين يبدو لهم الأمر وكأنه نتيجة حتمية.

 غير أننا نرى أن بطارية الحب التي فرغت بعد ثلاث سنوات، يمكن أن يعاد شحنها، بمشاعر حب تدوم بين الزوجين حتى لو بلغا التسعين!.

فقبلة في الصباح من الزوج على خدّ زوجته وهو ذاهب إلى العمل، مصحوبة بـ «مع السلامة حبيبتي»، تشحن البطارية وتنشّط دقات القلب، ورسالة نصية «مسج» منها إليه: «وصلت بالسلامة حبيبي؟» و: «اليوم راح اغديك برياني» تشحن بطاريته أيضاً. 

وحين يجلسان يشاهدان فيلماً ويمسّد شعرها بيده ويسمعها عبارات التودد والغزل، وتستجيب بأن تعزف له برموش عينيها موسيقى القلب، تشحن البطاريتين في كليهما وتجعلهما شغالتين طوال العمر.

  إنها أمور غاية في البساطة، لكن لها مفعول السحر، فلم لا نبدأ بهذا السحر الجميل، من اليوم! (ولا تقولي شدعي عليك دكتور قاسم.. سويتها كلها وما فادت.. لو: ششحن منّه فدوه اذا هو مطفّي من يومه!).