2023 ومسار الاحداث العالمية

آراء 2023/01/11
...

 ياسر المتولي 


انطوى عام من التوقعات والتحذيرات من نشوب حرب عالمية ثالثة وشهد العام 2022 أحداثا ومتغيرات عديدة، كانت تنذر بوقوعها، فهل ما زالت احتمالاتها قائمة؟.

وفي قراءتي للمشهد الجديد والمبنية على دراسات وتقارير لمراكز بحوث عالمية، ورؤى خبراء في علم الاقتصاد والسياسة، ان هذه الحرب إن وقعت لا سمح الله، فلا رابح فيها الكل خاسر. إن اهم سبب وراء هذه الحرب هو من يتسيد على الاقتصاد العالمي ويقود النظام العالمي الجديد. وكانت لنا قراءة سابقة وتوقعات بحدوث متغيرات في انتهاء مرحلة القطب الواحد المسيطر على الاقتصاد العالمي، وهذا موثق في كتابي الذي صدر عام 2020 الذي حمل عنوان اطر نظرية لنظام اقتصادي عالمي جديد.

الصراع مختزل بين القوتين اللتين تتصارعان على التحكم بمصير العالم، هما أميركا والصين وكل الاحداث الجارية بين دول العالم، بما فيها الصراع الروس الأوروبي والمتثمل بروسيا واوكرانيا، هي نتاج طبيعي لهذا الصراع الثنائي بين القطبين.

فالمخاوف الامريكية من التطور النوعي والكبير في مجالات التقنية والتكنولوجيا الصينية، التي فاقت كل التصورات هي التي 

استفزت الأمريكان وشعروا بخطورة هذه النتائج، وبدأت الحرب الناعمة والتجارية على أمل الحد من التنين الصيني الخارق. يتوقع الخبراء بان الحرب قادمة لامحال لكنهم في الوقت ذاته يتوقعونها تنتهي، سرعان ما تدرك القوتان من أن لا مناص من تقاسم النفوذ والجلوس على طاولة المفاوضات، لعدم جدوى هذه الحرب، كونها لا رابح فيها إنما الخسارة يتقاسمانها، فيضطران للجلوس 

والتفاوض.

ونحن في العراق نعدُّ النقطة أو الحلقة الأضعف على مستوى العالم، وحجم اثار هذه الحرب علينا كبيرا، رغم بعدنا عن مراكز الصراع وعلى الرغم من أن الثروات التي نمتلكها.

حان الوقت لأن نتحرر من التبعية الاقتصادية والاعتماد على القدرات والامكانيات الذاتية المتاحة للنأي عن الآثار 

الوخيمة.

يجب أن نغادر دعوات ومفردات الاصلاح والبدء ببناء البلد على اسس صحيحة، ونغادر الاستيراد خصوصاً في المجالات الزراعية، وهي محور الخصم المتمثل بالغذاء وهو السلاح الفتاك، الذي يهدد الشعوب ومن ثم الصناعة والتي تتطلب التكنولوجيا الحديثة،كما نحتاج إلى تامين الدواء ودعم مراكز بحوث الادويةً وكذلك الاهتمام بالتعليم، وهو الاساس ببناء راس المال البشري القادر على تحقيق النمو. اما الجانب الاخر الذي يجب التركيز عليه، فيتعلق بالبنية التحتية المادية والرقمية، بهذه الآلية والاسلوب نستطيع تجاوز مخاطر وآثار الصراع الدولي، والخلاصة أنَّ أميركا والصين ستتقاسمان النفوذ والتحكم بالاقتصاد العالمي وتنطوي نظرية القطب

 الواحد.

وعلينا أن نحتسب لمصلحة بلدنا وشعبنا في المستقبل في تعاطينا مع الأحداث العالمية.