جهود حكومية لتحصين أكتاف نهر دجلة ودرء مخاطر الفيضان

العراق 2019/04/07
...

بغداد/ الصباح


تتواصل في المحافظات الجهود الحكومية لدرء مخاطر الموجات الفيضانية وابعاد خطرها عن المواطنين من خلال اتخاذ اجراءات عاجلة لتحصين اكتاف مناطق حوض نهر دجلة خشية تسرب المياه الى المناطق السكنية، فضلا عن تقديم المساعدات للاسر المتضررة التي كانت تقطن على اطراف النهر.

وتأتي تلك الجهود في وقت كشفت فيه مديرية الدفاع المدني عن ابطال اعداد من المقذوفات الحربية التي جرفتها السيول في محافظات البصرة وميسان وواسط من قبل فرق مختصة.
 
صلاح الدين
ذكر النائب الاول لمحافظ صلاح الدين اسماعيل خضير الهلوب لمراسل "الصباح" سمير عادل ان وفدا كبيرا برئاسة وكيل وزير الداخلية زار المحافظة والتقى خلية الازمة للاطلاع على الاجراءات المتخذة على طول نهر دجلة.
واوضح ان المشكلة الاكبر تتمثل بالتجاوزات الحاصلة على حوض النهر واشكالها المتعددة منها، بحيرات الاسماك ومقالع الحصو والمزارع ومساكن المواطنين. 
واضاف الهلوب ان الوفد ناقش موضوع السدود التي توقف تنفيذها بعد العام 2003 واكمال الجسور المدمرة او التي خططت الحكومة لتنفيذها، منها الشرقاط والفتحة في قضاء بيجي وجسر اخر في تكريت وتحويلة سامراء وجسر الزركة. 
بدوره، قال وكيل وزارة الداخلية لشؤون الامن الاتحادي، نائب رئيس اللجنة العليا لادارة اعمال الدفاع المدني في العراق الفريق المهندس محمد بدر ناصر لـ"الصباح": ان رئيس الوزراء وجه لجنة الطوارئ بزيارة المحافظات بداية من واسط ثم ميسان والبصرة وديالى وحاليا نقوم بزيارة الى صلاح الدين للاطلاع على الواقع الخدمي وتأمين جهد الدولة للحفاظ على ارواح المواطنين، حيث تمت مشاهدة مناسيب المياه في سدة سامراء ونصب مخيمات الايواء. 
فيما اشار مدير عام الدفاع المدني اللواء كاظم سلمان بوهان لـ"الصباح" الى اخلاء العوائل الساكنة في حوض النهر بالتعاون مع قيادة الشرطة واللجنة الفرعية في صلاح الدين، وان فرق الدفاع المدني في حالة استنفار تام في عموم البلاد.
ولفت الى جرف السيول بعض المقذوفات والقنابل في محافظات البصرة وواسط وميسان وهناك فرق متخصصة تعاملت معها وابطلت مفعولها ونقلتها الى مكان امن لغرض اتلافها.
بينما افاد مدير دائرة الهجرة والمهجرين في صلاح الدين فزع محمد حسن بتوزيع 1000 سلة غذائية بين الاسر المتضررة من السيول مع نصب ثلاثة مخيمات ايواء كنقاط استقبال اولية للعوائل التي تم اخلاؤها من حوض النهر الاول في قضاء الشرقاط والثاني في اطراف قضاء بيجي والثالث في منطقة القادرية، مشيرا الى ان هذه المخيمات لم يسكنها احد لهذه اللحظة  وانما تم اعدادها تحسبا لأي طارئ.
 
كركوك
وفي كركوك، قال المحافظ راكان سعيد في مؤتمر صحفي حضرته مراسلة "الصباح" نهضة علي: ان الدوائر الخدمية ضمن خلية الأزمة ناقشت موضوع السيطرة على الفيضانات وإيجاد المعالجات السريعة للحالات الطارئة واطلاقات مياه سدي دوكان والدبس.
واشار الى ان هناك جهودا لسحب المياه من المناطق التي تأثرت في ناحية التون كوبري وستتم زيادة عدد مضخات السحب وان هناك خطة لتوزيع المساعدات للعوائل في الناحية المذكورة وتمت تهيئة اماكن خاصة لايوائهم. 
سعيد لفت الى نية المحافظة إطلاق حملة كبرى لتنظيف مجرى نهر الخاصة واطلاق كمية من المياه من سد الخاصة جاي الذي يوجد فيه حاليا 10 بالمئة من طاقته الاستيعابية.  
من جهته، اكد مدير دائرة الموارد المائية شهاب حكيم لـ"الصباح" ان اطلاق المياه من سد الخاصة جاي اجراء تجريبي يراد منه الاستفادة من كميات المياه الزائدة والمتوفرة حاليا، منوها بان الدائرة اتخذت الاجراءات اللازمة لاستيعاب كميات المياه وخاصة في مشروع الري. 
 
ميسان
وفي الشأن نفسه، اكد مشرف خلية الازمة، رئيس لجنة الري والزراعة في مجلس ميسان ميثم السدخان لمراسل "الصباح" سعد حسن، ان المحافظة اخلت عوائل قرية اميلحة بامان لمخيمات مجهزة من قبل الهلال الاحمر العراقي، مبينا ان مؤخر سدة الكوت اطلق امس 50 م٣ ومن باب الحيطة تم تدارس كيفية احتواء هذه الكمية وهي تحت السيطرة تماما. 
هذا وقدم منتسبو مركز الطوارئ في مديرية الدفاع المدني بميسان جهودا خيرة وانسانية لمساعدة العوائل التي تضررت بفعل السيول.  
كما استنفرت دائرة صيانة مشاريع ري وبزل ميسان جهودها وآلياتها في غلق جميع المنافذ وإنقاذ العوائل في قرية (مويلحة).
واعلن مدير صحة ميسان الدكتور علي محمود العلاق لـ"الصباح" الاستنفار والتوجه الى المناطق المنكوبة من السيول لتفقد الاهالي، حيث تم تزويد مركز امويلحة الصحي بالأدوية والمستلزمات الطبية والإشراف على نصب خيمة المفرزة الطبية من قبل جمعية الهلال الأحمر. 
من جهته، اكد المتحدث الرسمي باسم مجلس محافظة ميسان المهندس امير نصر لـ"الصباح" سرعة تدفقات موجة السيول ونهر دجلة باتجاه المحافظة، حيث تصل كمية اطلاقات المياه الى 650 مترا مكعبا/ثانية.
ونوه بحراجة الوضع في مناطق جنوب العمارة خصوصا بمناطق الهدام ومشارف اهوار العودة والمناطق القريبة من حوض دجلة في ناحية المشرح.
ولفت الى ان اطلاقات مائية تصل الى (1000) متر مكعب / ثانية من سد سامراء ستصل الى المحافظة خلال اربعة ايام يضاف لها كمية (200) متر مكعب / ثانية من قناة الجباب فتصبح الكمية (1200) متر مكعب لكل ثانية وهي كمية كبيرة وتشكل خطورة بالنسبة للمحافظة، لذا ستلجأ وزارة الموارد المائية الى فتح هور المصندك الذي من المتوقع ان يستوعب هذه الكمية. 
 
ذي قار
الى ذلك، كشف محافظ ذي قار يحيى الناصري لمراسل "الصباح" حازم محمد حبيب، عن زيادة تصاريف المياه من سدة الكوت باتجاه نهر الغراف، حيث وصلت كميات المياه الواصلة الى 200 متر مكعب بالثانية، مضيفا ان المحافظة تتابع بشكل مستمر اجراءات تصريف هذه الكميات باتجاه هور ابو زرك.
وزاد ان العمل مستمر في خلية الازمة للسيطرة على هذه الكميات لاغمار جميع مساحات الاهوار الجنوبية.
من جهته، افاد مدير مجاري ذي قار محمد هاشم لـ"الصباح" بتصريف 400 الف متر مكعب من مياه الامطار الغزيرة التي هطلت على المحافظة خلال الساعات الماضية بمشاركة 300 عامل و70 الية تخصصية. 
 
واسط
وفي واسط، اعلن المحافظ الدكتور محمد جميل المياحي خلال مؤتمر صحفي حضره مراسل "الصباح" حسن شهيد العزاوي المباشرة بفتح هور المصندك لتصريف مياه نهر دجلة بعد ارتفاع مناسيبه في مقدم سدة الكوت للحد الاقصى، وذلك لدرء خطر الفيضان عن محافظتي واسط وميسان.
واضاف ان مديرية الموارد المائية تمكنت من معالجة وردم مواقع في نهر دجلة عند المنطقة الشمالية وتحديدا في قضاء النعمانية شملت حي الخطيب في الجسر القديم ومواقع كورنيش النعمانية والكرادة والغبيشي والروضان وابو الجكاير والبريصات.
واوضح ان عددا من الدوائر الساندة منها بلدية الكوت باشرت اجراءات احترازية من خلال تهيئة مئات الاكياس وتعبئتها بالتراب ورصفها على جانب نهر دجلة عند مقدم سدة الكوت تحسبا من عبور مياه النهر الى المناطق السكنية خصوصا في مناطق الكفاءات والخاجية والخليج والمعلمين والحيدرية. 
 
كربلاء
وفي السياق نفسه، قال مدير اعلام قيادة شرطة كربلاء العقيد علاء الغانمي لمراسل "الصباح" علي لفته: ان قيادتي عمليات الفرات الاوسط وشرطة المحافظة حذرتا من خطورة السباحة في المسطحات المائية ودعتا العوائل الى عدم السماح لأبنائهم بذلك. 
وبين ان قائدي عمليات الفرات الاوسط وشرطة كربلاء قاما بجولة ميدانية في بحيرة الرزازة للاطلاع على عمل الشرطة النهرية واللقاء بالسائحين الوافدين الى المسطحات المائية ومخاطبتهم بضرورة اقتناء أدوات السلامة للحفاظ على ارواحهم، والتشديد على اصحاب الزوارق لتوفير شروط السلامة والأمان.