مكتشفاتٌ مدهشةٌ خلال العام 2022

بانوراما 2023/01/25
...

  جاكي بالومبو  

  ترجمة: مي اسماعيل


قد نحلم يوما بالفوز بجائزة اليانصيب الكبرى؛ ولكن ماذا عن العثور على خاتم من العصور الوسطى في فناء الدار، أو أرضية من الموزاييك البيزنطي في مزرعتك؟ انضم الأشخاص العاديون الى علماء الآثار ومرممي الفنون في العثور على بعض أهم المكتشفات إبهارا هذا العام؛ كان منها- لوحة ذاتية للفنان “فان كوخ” كانت مختبئة خلف أخرى، ومدينة رومانية كبيرة ونفق سري قد يقود الى قبر كليوباترا المفقود.. فيما يلي بعض من تلك المكتشفات.. 

• منحوتات آشورية: عندما بدأ علماء الآثار أعمال اعادة التعمير لبوابة “ماشكي” الأثرية (بوابة الرب) في نينوى، التي دمرها مسلحو داعش؛ لم يتوقعوا العثور على منحوتات آشورية سليمة تحت الأنقاض. كشف فريق التنقيب عن سبع لوحات رخامية تصوّر جنودا آشوريين وأشجار نخيل ورمان وتين كانت يوما جزءا من قصر الملك “سنحاريب”؛ الذي حكم نينوى بحدود سنة 700 ق.م، وحيث بُنيت البوابة. قال عالم الآثار “مايكل دانتي”: “كان أمرا مثل الحلم؛ كنا جميعا مذهولين وعجزنا عن الكلام تقريبا؛ إذ لم يتوقع أحد أننا سنجد منحوتات لسنحاريب في بوابة المدينة”. 

• لوحة موزاييك بيزنطية في غزة: فوجىء مزارع فلسطيني أثناء عمله في قطعة أرض خالية من الاشجار في حقل زيتون بمخيم البريج للاجئين، حينما عثر على مساحة أرضية من قطع الموزاييك تعود للحقبة البيزنطية محاطة بجدار. تمثل اللوحة حيوانات ملونة وزخارف معقدة. يقول المزارع “سلمان النبهان”: “بحثت في الانترنت وعلمتُ ان تلك اللوحة تعود للحقبة البيزنطية. إنني أراها كنزا أو أعز من الكنز، وليست شيئا شخصيا؛ بل تعود لكل فلسطيني”. 

• هرقل يظهر من جديد: أجرى الآثاريون تنقيبات في موقع بمنطقة فيليبي شمال شرق اليونان، كشفت عن قطع كبيرة لتماثيل تصوّر البطل الأسطوري هرقل وهو شاب. يعود التمثال الكلاسيكي لحدود القرن الثاني الميلادي، وكان لقية مدهشة وغير تقليدية؛ كما يرى “آرتشي دان” استاذ الآثار البيزنطية بجامعة برمنغهام. ويُفترض كونه جزءا زخرفيا من نافورة، وحلية نادرة من تلك الحقبة؛ خاصة بسبب “جذوره الوثنية”. 

• قبر امرأة مهمة: عثر الآثاريون في شهر نيسان بمنطقة نورثهامبتونشاير البريطانية على مدفن لامرأة مهمة، يعود الى الحقبة الأنكلوسكسونية؛ أي قبل نحو 13 قرنا، في موقع يستعد لتشييد مجمع سكني فيه. كان من اللقى في المدفن قلادة من الذهب والعقيق والأحجار شبه الكريمة الأخرى، ومشغولات يدوية أخرى منها- صليب فضي كبير وفخار مزخرف. لم يستدل الباحثون على شخصية المرأة؛ لكنهم تأكدوا (من طبيعة اللقى التي عثروا عليها) انها كانت ذات نفوذ وثراء؛ ربما أميرة أو رئيسة دير. يضاف الاكتشاف الى نحو عشرة اكتشافات مشابهة حول انكلترا لنساء ذوي مكانة؛ احتوت بعضها على آثار مماثلة. 

• عقوبة التلاميذ المهملين: عندما جرى تأديب تلاميذ مهملين في مصر القديمة تعرضوا لعقوبة تكرار كتابة نص معين قبل ألفي سنة؛ لم يتوقعوا على الأغلب أن نكتشف جهودهم تلك اليوم. لكن الآثاريين كشفوا عن نحو 18 الف لوح فخاري يُعرف بتسمية “أوستراكا- ostraca” في موقع “أثريبس” بمصر، كان من بينها مئات القطع التي حملت رمزا واحدا مكررا على وجه اللوح وظهره. كانت تلك أدلة على عقاب التلاميذ المهملين بتكرار الرموز حتى يتعلموها؛ وفقا لباحثي جامعة توبنغن الألمانية الذين أجروا الحفريات. وضمت ألواحاً أخرى على إيصالات ونصوص مدرسية ومعلومات تجارية وقوائم أسماء. 

• صورة مخفية لفان كوخ: ظهرت أخيرا لوحة شخصية اخرى للفنان “فان كوخ” كانت مخفية تحت لوحة أخرى لإمرأة قروية رُسمت فوقها. وقع مرممو اللوحات الفنية في اسكتلندا على الاكتشاف حينما أجروا فحصا بالأشعة السينية للوحة عائدة الى سنة 1885؛ ليكتشفوا صورة الفنان الذاتية تحت طبقات من الورق المقوى والصمغ. وبينما يكشف الفحص بالأشعة السينية عادة كيف عمد الفنانون الى تعديل تكوين لوحاتهم؛ كان وجود لوحة شخصية مغايرة تماما للفنان الهولندي بمثابة مفاجأة كبرى. من المعروف عن “فان كوخ” إعادة استخدام اللوحات القماشية توفيرا للمال؛ وفقا لهيئة المعارض الأسكتلندية، حيث وقع الاكتشاف. وصفت “فرانسيس فاول” كبيرة أمناء الفن الفرنسي بالهيئة الحدث قائلة: “ لحظات كهذه نادرة للغاية”. يبقى أن نرى إمكانية فصل الصورة الذاتية بأمان عن اللوحة أم لا؛ إذ يواصل القائمون على الترميم دراسة العمل. 

• ماسة وردية ضخمة: أعلنت شركة لوكابا الاسترالية للتعدين هذا الصيف اكتشاف أكبر ماسة وردية منذ ثلاثمئة سنة. أطلق على الماسة اسم “لولو روز”، ووزنها 170 قيراط. عُثر عليها في انغولا، واحتفلت بها الحكومة باعتبارها اكتشافا “تاريخيا”. تُحقق الماسات الوردية؛ وهي نادرة الوجود قياسا بأخواتها البيضاء؛ عائداتٍ باهظة في المزادات. بيعت ماسة “ويليامسون الوردية” المصقولة بوزن (11.15) قيراط بسعر نحو ستين مليون دولار في تشرين الاول. 

• مدينة رومانية واسعة في انكلترا: كشفت أعمال انشاء خط سير لقطار سريع قرب نورثهامبتونشاير واحدا من أهم مكتشفات العام؛ بقايا مستوطنة رومانية للتجارة. ضم الاكتشاف طريقا ونحو ثلاثين منزلا دائري التصميم، اضافة لمعامل صغيرة وأفران وآبار، وقطعا من الفخار والمجوهرات ومواد التجميل، وأكثر من ثلاثمئة قطعة عملة رومانية. بسبب طبيعة الاكتشاف، يسود الاعتقاد ان تلك المنطقة (المعروفة اإسم “الأراضي السوداء”) كانت.. “منطقة تجارية مزدحمة وصاخبة”؛ كثرت فيها يوما الصناعات والمراكز التجارية ودور الاثرياء. 

• كنزٌ آخر من سانغتشيندوي: منذُ ان وقع مزارع صيني صدفة على قطع أثرية (منذ نحو قرن من الزمن)؛ أصبحت تلك المنطقة الصينية مصدرا ثريا للكنوز الفنية التاريخية. آخر المكتشفات ضمت نحو 3155 قطعة؛ منها: صندوق على شكل صدفة السلحفاة ومذبح للقرابين. يعمل فريق آثاري في ستة مناطق بالموقع، فكشف عن تلك القطع مع قناع ذهبي ومنحوات من العاج وسكين من حجر اليشم (jade). تحاط حضارة سانغتشيندوي “Sanxingdui” بالغموض؛ إذ لم تترك سجلات مكتوبة ولا بقايا بشرية. لكن كثيرين يعتقدون انها كانت جزءا من مملكة “شو- Shu” القديمة؛ التي حكمت أعالي نهر يانغتسي حتى سقوطها بحدود سنة 316 ق.م.  

• نفق الى قبر كليوباترا؟: يُعتبر اكتشاف قبر الملكة كليوباترا (آخر ملوك البطالمة بمصر. المترجمة) حلما هائلا للآثاريين؛ ويعتقد فريق باحثين من جامعة سان دومينيك انهم ربما توصلوا الى مدخله! فأعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية أن الفريق عثر على نفق طوله نحو 1300 متر، على عمق يزيد عن عشرة أمتار تحت الأرض، في موقع قرب معبد بمدينة “تابوزيريس- Taposiris Magna” المدمرة، خلال عملية بحث واسعة النطاق عن موقع دفن الملكة القديمة. كشفت الحفريات حتى الآن عن نحو 1500 قطعة شملت- تماثيل وعملات. يقود النفق الى البحر المتوسط وهياكل غارقة تحت مياهه.. والتنقيب ما زال مستمرا!  



موقع “سي أن أن” الاميركي