ساحة الاحتفالات تفتح أبوابها

العراق 2019/04/08
...

بغداد / محمد اسماعيل
 
 
تناهت أنغام الغناء العراقي الاصيل، من أطراف ساحة الاحتفالات: «جي ما لي والي.. بوية اسم الله» و»بوية إنعيمة يا نعيمة» تطرب الروح والذائقة، مساء أمس.. الاثنين، بمناسبة افتتاح ساحة الاحتفالات وبيت الاكيتو.. عيد الحصاد البابلي، برعاية رئيس الوزراء د. عادل عبد المهدي، وحضور وزير الثقافة والسياحة والاثار د. عبد الامير الحمداني.
تحت رسومات فضائية ساحرة الالعاب الضوئية، تجول د. الحمداني في قاعات السينما والموسيقى والمحاضرات والمسرح والتشكيل ومتحف «بيت أكيتو» التي توزعت بين أطراف الساحة، فيما انتشرت لوحات تشكيلية ومنحوتات وفرق تعزف الحداثة والاصالة معا، تلاه عرض لرقصات استعراضية قدمتها الفرقة الوطنية للفنون الشعبية، التابعة لدائرة السينما والمسرح، وفرقة المربعات، في دائرة الفنون الموسيقية، وسط أركان «الاحتفالات» وهي تزدهي من جديد بخضرة المستقبل الآتي.. مشرقا إن شاء الله، يرافقه وزراء وسفراء وشخصيات رسمية وثقافية.
 
 سلام وطني
بعد السلام الوطني، وقراءة سورة الفاتحة، ألقى وزير الثقافة د. الحمداني، كلمة، نقل فيها تحيات رئيس الوزراء د. عادل عبد المهدي: «نفتتح باسمكم هذه الرئة الثقافية، في العاصمة بغداد، باعثين من خلالها رسالة سلام وفرح ملون الى العالم، بان بغداد عاد لها بهاؤها والقها، وستكون هذه الساحة رئة ثقافية لبغداد التي عاد إليها الامل، وعادت اليها الحياة» مؤكدا: «نؤمن ونعتقد بان الحضارة قائمة في العراق الذي بنى العالم المشرق، مقاوما قوى الظلام، وهو نفسه قادر على ان يجعل الحياة أجمل، وان يصنع الحياة بالثقافة والفن الراقي، باعتباره جسرا رابطا بين ثقافات الامم، في وقت واحد، نبحث عن الفن الاصيل في المسرح الجاد».
وأضاف: «نبحث عن منصة عراقية.. وطنية.. ذات ثقافة عراقية، يمكن ان يستظل بها الجميع» متابعا: «نحترم الانتماءات الفئوية كافة، على منصة وطنية عراقية، نؤمن بها ونلوذ بها ونحميها».
وأشار الحمداني، الى اننا: «بعد عقود من الحروب، لم يبق الا ان نلتزم الحوار الثقافي باعتبار الثقافة جسرا رابطا وفضاءً رحبا، مشتغلين على المشاريع الثقافية، التي تبني الانسان وتعتني به» مبينا: «صحيح ان المعركة ضد الارهاب حسمت عسكريا، لكنها بدأت فكريا، وفي نهج وزارة الثقافة ان نحارب «داعش» بالادب والموسيقى والمسرح».
وعد وزير الثقافة: «في المسرح سأركز على المسرح الجاد، ولدينا خطة، كما افتتحنا اليوم مسرح وسينما المنصور، سنفتتح ايضا مسرح الرشيد في قابل الايام، بدءا بحملة اعمار شاملة» موضحا: «أكيتو.. هذا اليوم العراقي الاصيل الحميمي، هو جزء من تاريخنا.. انه عشرة ايام من الحصاد، وهو يوم  للرؤية العراقية، هذا اليوم سيوحد كل العراقيين باعتباره يوما وطنيا».
 
 شهرزاد الثانية
عزفت الفرقة الوطنية السمفونية «شهرزاد الثانية» والقى منظم الحفل عبد السلام طه، محاضرة بعنوان «العراق في التاريخ» استعرضت مراحل الحضارات العراقية المتعاقبة، وقيمة الاكيتو.. كعيد للحصاد، في مطلع السنة البابلية.
وحاضر الباحث الموسيقي ريتشارد دمبرل، عن موسيقى بلاد الرافدين، عادا الاشورية أصل الموسيقى في العالم، ثم قدم معزوفات حية على القيثارة البابلية.
استعرضت الدار العراقية للازياء، التابعة لوزارة الثقافة، العصور الحضارية العراقية، من خلال عرض مشوق للازياء المتقنة تاريخيا وجماليا، برؤى وأيدي مصممي الدار وورش الخياطة فيها، والعارضين.. إناثا وذكورا.
 
آراء ميدانية
ويرى وكيل وزارة الثقافة الشاعر جابر الجابري: «هذا يوم مهم؛ لاننا امام منجز عملنا عليه أشهرا طويلة، الى ان اصبح من ابرز وجوه بغداد والعراق.. ان تكون ساحة الاحتفالات العنوان الثقافي الاول، في العاصمة وان يتحول الى منتجع ثقافي، وفني وابداعي» متمنيا: «اردنا ان تنقل حتى مبنى وزارة الثقافة والسياحة والاثار، الى ساحة الاحتفالات؛ كي تكون العنوان الابهى والاجمل والاروع، متمنيا على الاعلاميين ان يشجعوا على ذلك ويدعوا الى نقل وزارة الثقافة الى هذا الصرح».
بارك الزميل د. علي عويد.. مدير عام دائرة الفنون العامة، في وزارة الثقافة: «مبارك للعراق افتتاح هذه المدينة الثقافية» وبدوره قال: «سعداء اليوم بهذا الافتتاح، وان تدشن القاعة الرئيسة وقاعة النقاش بنشاطات لدائرة الفنون».
وواصل: «سنتعاون مع دائرة السينما والمسرح، على تفعيل مرافئ الساحة، انها تتوفر على عناصر قيام مرحلة ثقافية مهمة في تاريخ العراق المقبل؛ لما فيها من قاعات ومسارح وفضاءات جميلة، تشكل متنفسا حقيقيا للمثقفين وعامة الناس، يعيد الهيبة الثقافية للبلد».
وبحسب العائدية الادارية قالت د. عواطف نعيم.. المدير العام لدائرة السينما والمسرح: «سنتخذ منها منطلقا للعائلة العراقية، كي تشاهد مسرحا راقيا وسينما معبرة وفعاليات فنية مرهفة».
وعما تعنيه هذه المناسبة للنائبة ميسون الدملوجي، قالت: «شيء جميل، ان هذا الصرح موجود، في وسط بغداد، الان هناك شيء من الاستقرار، بدأ ينمو ويزداد، فاسحا المجال للابداع والثقافة الطبيعية، التي تتلازم مع بغداد التي ستأخذ مداها، وهي بحاجة لبنى تحتية كهذه من قاعات وصالات ومسارح وسواها» كما لفتت الدملوجي الى ان: «هذه في قلب بغداد، وكانت مهملة بالكامل، والان عادت الى الاسرة الثقافية».
وأفادت: «طموحنا رؤية ابداع كبير يشغل هذه القاعات.. كل في ميدانه، لا سيما من قبل الشباب، الذين فاقوا من سبقهم تحديا وابداعا وعطاءً».
وألمح مدير عام قصر المؤتمرات فلاح العاني، الى ان: «العراق ما زال يتقدم، وسيبقى، لن تثنيه أية محنة عن مواصلة تقدمه».
الى ذلك قال عضو هيئة امناء شبكة الاعلام العراقي الشاعر د. علي الشلاه: «لا بد من ان تعود المرافق الثقافية، الى اداء واجبها في خدمة الثقافة وتفعيل الحراك الثقافي، في البلد.. خطوة بالاتجاه الصحيح، نأمل ان تعود وزارة الثقافة الى مكانها، ويعود مركز بغداد للفنون الى الفنانين التشكيليين وتعود المرافق التي تعمل كلها، في تفعيل السينما والمسرح في العاصمة بغداد، وان تكون الشوارع والاماكن والشواخص التي لها تاريخها، في الثقافة العراقية مرة اخرى عاملا مضافا لتفعيل المشهد الثقافي».
وقال امين عام اتحاد الادباء والكتاب في العراق د. ابراهيم الخياط: «لاول مرة يتم الاحتفاء والاحتفال بعيد اكيتو رسميا.. بل الافضل حولت ساحة الاحتفالات الى بيت اكيتو، وهذا يعني ان هذا العيد يمثل العراقيين جميعا وخير بلاد الرافدين.. حصاد الزرع».
 
 بهجة فنية
الفنان جلال كامل، رجح استقرار الفن وتفوقه بايجاد منافذ للمتلقي العراقي نحو الجمال، يتجسد بمثل ساحة الاحتفالات.
وذكرت الفنانة نسرين عبد الرحمن، ان جيلا من المثقفين الشباب، نشأ في الماضي، بين اركان تلك المرافئ الثقافية، وجيلا قادما سينشأ فيها.
وعبر الفنان طه المشهداني، عن سعادته برؤية بغداد تستعيد ما انفرط من تشكيلاتها الثقافية، عائدة الى ما فاتها، فيما أكملت الفنانة هناء عبد الله: «العراق نابض بالحيوية الثقافية المتجددة، لا تنطفئ جذوة الابداع فيه، وكلما مر يوم عادت له روحه العظيمة».
ومضى الفنان مازن محمد مصطفى الى القول: «بعد مدة من عدم استطاعة الدخول الى هذا الصرح العائلي نشهد هذا الانجاز الرائع».
المؤرخ التراثي والشاعر والاعلامي عادل العرداوي، قال: «هذا المنشأ تابعته منذ نفذته شركة يابانية في الثمانينيات، لحساب امانة بغداد، كان مزدهرا والان بمناسبة عيد اكيتو، نامل ان يدوم ازدهار اجنحته وقاعاته وحدائقه، تستثمر في الرياضة ومراثوناتها والحفلات الموسيقية الشعبية».
د. صالح الصحن يراها فرصة جميلة ان يلتقي رموز الثقافة في مسرح وساحة غادرناها منذ 15 يوما مسجلا اعلى معاني الشكر والتقدير داعيا لاتساعها في المحافظات، الثقافة خيار لا بد منه.
وأفاد الفنان محمد الشامي: «عدنا الى هذا الصرح الجميل، بيت اكيتو، بمرافق ساحتها وفرقها وكل ما نتمنى، هو ان تتصاعد وتيرة الانجاز».