ترجمة: ليندا أدور
منذ أكثر من أربعة عقود، تسكن أسرة ويلزية في منزل وسط “دوّار مروري” (ساحة) بعد أن رفضت مغادرته لغرض إنشاء طريق دائري من حوله. كان ديفيد جون وإيريان هواتسون، هما أول من انتقل للسكن في “منزل الدوّار” العام 1960، الذي يقع في دينبيشير بويلز البريطانية ، قبل أن تنتقل ملكيته، بعدها لشاغلي المنزل الحاليين، الزوجين كلويد وأنوين هواتسون، وقد كانت المنطقة حينها مجرد حي سكني عادي، وسارت الأمور بشكل طبيعي لنحو عقدين، حتى جاءهم بلاغ من السلطات المحلية بأنه من المقرر إنشاء دوار
محله.
دفع رفض الزوجين المغادرة، السلطات الى إنشاء الطريق الدائري حول المنزل، لتعيش الأسرة منذ ذلك الحين وسطه، يقول كلويد هواتسون (64 عاما وزوجته 60 عاما): “ليس لدينا قلق بشأن الجيران المزعجين”، مشيرا الى أن معظم الناس، عندما يسمعون بأنه وأسرته يعيشان وسط الدوار، غالبا ما يتبادر الى أذهانهم سؤالان، الأول هو: كيف يصل الى منزله؟ وهو أمر من السهل القيام به عن طريق ممر يؤدي اليه من الطريق العام. أما السؤال الثاني فهو: هل الحياة بمنزل الدوار صاخبة وتعج بالضوضاء؟ يقول هواتسون: “إن الأمر يشبه السكن على أي طريق عام، فالأمور ليست بذلك السوء، لدينا نوافذ زجاجية مزدوجة، فلا نشعر بأي إزعاج حتى لو كانت الطريق من حولنا مزدحمة ومكتظة بالسيارات في أوقات الذروة، اذ عادة ما يحدث هذا لبضع مرات فقط في
اليوم”.
ربما من أكبر التحديات التي تواجه عائلة هواتسون بسبب موقع منزلهم الغريب هي مسألة توصيل وتسليم الطرود, لكون الأسرة تمتلك الرمز البريدي ذاته للمنازل المحيطة بها، اذ غالبا ما يستغرق الأمر بعض الوقت من سائقي التوصيل، ليدركوا أن الطرد يعود للأسرة التي تسكن وسط الدوار، “عادة ما نعطي موقع المنزل، لكن، ينتهي بنا الأمر لنخبر السائق بأننا لسنا قريبين وإنما نحن “وسط الدوار نفسه”، يقول هواتسون، مؤكدا بأنه لا يخطط وأسرته للانتقال من منزلهم الغريب والفريد من نوعه، فهم يحبونه كما هو، فهو منزل العائلة وسيبقى.