الزراعة: الأمطار والسيول وفرت خزيناً اروائياً للمحاصيل يكفي عامين

العراق 2019/04/08
...

بغداد / الصباح
 
 
كشفت وزارة الزراعة عن ان الامطار والسيول التي شهدتها البلاد اسهمت بتوفير الحصص المائية للمحاصيل لاكثر من عامين، في وقت اوعزت فيه وزارة التربية ومجلس محافظة بغداد بايقاف السفرات المدرسية الى المواقع الترفيهية والسياحية القريبة من نهر دجلة.
وفي غضون ذلك، طمأنت الادارتان المحليتان في ميسان وذي قار الاهالي بسيطرتهما على تصريف الموجات الفيضانية، في وقت طالبت فيه محافظة واسط من قيادة عمليات بغداد بدعمها بالكتل الكونكريتية لتدعيم اكتاف النهر.
الزراعة
وقال الناطق الاعلامي لوزارة الزراعة حميد النايف لمندوب "الصباح" طه حسين: ان الاجراءات التي اتخذتها وزارة الموارد لخزن مياه الامطار والسيول والفيضانات اسهمت بتأمين المياه لسقي الاراضي الزراعية لمدة تتجاوز العامين اي ما يقارب المواسم الزراعية الاربعة المقبلة. وبين ان هذه الامطار والفيضانات والسيول سنشهد آثارها الايجابية خلال الاعوام المقبلة، خصوصا انها انقذت البلد من مواسم الجفاف وما رافقها من قلة الانتاج الزراعي. واضاف النايف ان الامطار اسهمت بنمو النباتات العشبية في المناطق الصحراوية ما يعني توفر كميات كبيرة من الاعشاب لرعي الاغنام والمواشي وتشجيع مربي الحيوانات على زيادة اعدادها، فضلا عما تسهم به من ثبات للتربة وعدم حصول العواصف الترابية التي تشهدها البلاد خلال مواسم الجفاف. ولفت الى ان الوزارة وتزامنا مع تغيرات الخزين الستراتيجي من المياه, اعدت خطة لاجراء دراسات لتنظيم عمليات ري المزروعات وحث المزارعين على استخدام طرق الري الحديثة وتوفير منظومات الري بالتنقيط والرش باسعار مدعومة وبطريقة التقسيط المريح ما يسهم  بالتقليل من كميات المياه المستخدمة في سقي المزروعات ما يتيح للوزارة زيادة مساحات الاراضي والسماح بزراعة جميع المحاصيل بما فيها الشلب والذرة الصفراء والشعير التي تتطلب زراعتها كميات مياه مضاعفة لريها.
 
السفرات المدرسية 
الى ذلك، قال مدير العلاقات والاعلام بوزارة التربية فراس محمد حسن لمندوبة "الصباح" اسراء السامرائي: ان المديرية العامة للتربية الرياضية والنشاط المدرسي نسقت مع مجلس محافظة بغداد للعمل على تحديد الاماكن الخاصة بالسفرات المدرسية واختيارها بحسب كل مديرية.
واوضح ان الوزارة شددت على تحديد السفرات المدرسية الى الاماكن الاكثر امنا للحفاظ على سلامة الطلبة والتلاميذ، والتي يجب ان تكون بعيدة عن المراسي والحدائق الواقعة على ضفاف نهر دجلة او الاماكن السياحية القريبة من مجرى النهر.
بدوره، قال مدير تربية بغداد الكرخ الثانية قيس الكلابي لـ"الصباح": ان المديرية وجهت اعماما مع بدء الفصل الدراسي الثاني يقضي بمنع السفرات المدرسية الى الاماكن ومدن الالعاب غير المحددة من قبل مجلس محافظة بغداد.
واردف ان المديرية حددت حديقة الزوراء ومدينة العاب حي الاعلام للمدارس ضمن القواطع والمناطق التابعة للمديرية، مع التأكيد على عدم اقامة الاحتفالات والمهرجانات الا بموافقة المديرية لانها تحرص على تكثيف الدراسة كون الفصل الثاني اقصر من الفصل الاول من ناحية المدة وعدد الحصص. 
 
مجلس بغداد
من جانبه، افاد رئيس اللجنة الادارية في مجلس محافظة بغداد ماجد الساعدي لمندوبة "الصباح" وفاء عامر: بأن المجلس اصدر توجيها الى مديريات التربية بالابتعاد عن تنظيم السفرات المدرسية الى المرافق السياحية العامة والخاصة القريبة من نهر دجلة حفاظا على الطلبة من مخاطر ارتفاع منسوب المياه.
وبين ان الوضع في بغداد لا يزال تحت السيطرة ولم ترتفع مناسيب المياه الى درجة الخطورة، بيد ان ذلك الاجراء احترازي لحين استقرار الوضع في المحافظات المحاذية لبغداد.
 
ميسان
وفي الشأن نفسه، اجرى نائب رئيس مجلس النواب، بشير حداد، زيارة الى محافظة ميسان، والتقى رئيس مجلس المحافظة منذر رحيم الشواي، وقائد عمليات ميسان وقائد الشرطة وعدداً من أعضاء مجلس المحافظة واعضاء مجلس النواب عن المحافظة وشخصيات ووجهاء ميسان.
وعقد حداد اجتماعا موسعا في مبنى مجلس المحافظة لمناقشة الأوضاع العامة والسبل الكفيلة لمواجهة السيول والفيضانات، ودعا الحكومة الاتحادية الى تسخير كافة الجهود والطاقات من قبل الوزارات والمؤسسات الخدمية لمواجهة الأزمة ومتابعة الاجراءات المتخذة من قبل خلية الأزمة والدوائر المعنية، مشدداً على أهمية إستمرار العمل والتعاون والتنسيق بين كافة الجهات في ميسان لمعالجة السيول، وتقديم الدعم والمساندة والتعويض للمزارعين والمواطنين المتضررين وفق الآليات والإجراءات المتبعة.
وخلال جولة نائب رئيس مجلس النواب في مناطق متفرقة من مركز ميسان، زار مبنى المحافظة والتقى محافظ ميسان علي دواي ووزير الهجرة والمهجرين نوفل بهاء ووكيل وزارة الموارد المائية وعدد من وجهاء وشيوخ المحافظة، واستمع الى شرح وعرض مفصل عن واقع المدينة والإجراءات المتخذة من قبل كل جهة لمواجهة ارتفاع مناسيب المياه والزيادة في الإطلاقات المائية لدول الجوار.
بدوره اكد مدير تربية ميسان رياض مجبل الساعدي لمراسل “الصباح” سعد حسن، ان مدارس القطاع الشمالي للمحافظة بأمان حتى الان ولم تتعرض اي منها للفيضان، مشيرا الى الايعاز بأخذ الاحتياطات التي تتلخص برفع سجل القيود لالادارة والمعلمين والدفاتر الامتحانية من المدرسة والاحتفاظ بها في مكان اخر، فضلا عن تواجد موظفي الخدمات والحراس الليليين لتبليغ الادارة بأي طارئ، علما ان القاطع الشمالي يتضمن 42 مدرسة.
هذا وتفقد رئيس خلية الازمات في ميسان، المحافظ علي دواي المناطق الشرقية التي تعرضت الى السيول القادمة من ايران للاطلاع ميدانياً على الإجراءات الخاصة بدرء خطر الفيضان.  
وقال دواي لمراسل “الصباح” ان الجهود الإلية والفنية والإدارية تعمل بشكل متواصل لحماية اهالي المحافظة وتطبيق خطة درء الفيضان والسيول، حيث تم زيارة منطقة مويلحة في ناحية المشرح وتأكدنا من ان الوضع جيد وامن، وتم توجيه دوائر الهجرة وجمعية الهلال الأحمر ببناء مخيم للساكنين في حوض النهر الذين تعرضت منازلهم للفيضان وتوفير الطاقة الكهربائية وخزانات المياه لهم. 
من جهته، اشرف قائد عمليات الرافدين اللواء علي ابراهيم المكصوصي ميدانيا على اعمال درء خطر الفيضان ومعالجة مياه الامطار والسيول في محافظة ميسان.
وذكر قائد العمليات لـ”الصباح” ان هناك جولة ميدانية تمت الى ناحية الخير وموقع العمل في قضاء علي الغربي لغرض متابعة اعمال كري الانهار ودرء الفيضانات، اضافة الى عمل اكتاف ترابية لمنع السيول من اجتياح المناطق ومراقبة مناسيب المياه في نهر دجلة وتعزيز الجهد الالي والهندسي والفني في جميع المواقع تحسبا لأي طارئ.
 
ذي قار
اما النائب الاول لمحافظ ذي قار عادل الدخيلي فقد جدد تأكيده على السيطرة التامة على موجة الاطلاقات المائية القادمة من محافظة واسط خلال اليومين الماضيين.
وقال الدخيلي لمراسل "الصباح" حازم محمد حبيب: ان خلية الازمة سيطرت بشكل كامل على زيادة الاطلاقات المائية القادمة من سدة الكوت التي تجاوزت 200 متر مكعب في الثانية, حيث تم تصريفها الى مناطق الاهوار والمصب العام.
واضاف ان خلية الازمة سجلت غرق بعض القرى في قضاء الفجر والرفاعي والدواية, عازياً ذلك الى وجود نبات الشنبلان في القنوات المائية ما عرقل مرور المياه بصورة طبيعية.
ولفت الدخيلي الى ان المحافظة استنفرت جميع آلياتها لرفع نبات الشنبلان وبناء سواتر ترابية في المناطق الضعيفة لتأمين الحماية للمواطنين الساكنين على ضفاف النهر، مطمئناً الاهالي بسيطرة خلية الازمة على مناسيب المياه.
 
واسط
وفي الشأن نفسه، قال محافظ واسط الدكتور محمد المياحي لمراسل "الصباح" حسن شهيد العزاوي: ان ادارته وجهت مطالبة رسمية الى قيادة عمليات بغداد بتزويدها باكثر من الف كتلة خرسانية من الكتل التي تم رفعها من شوارع العاصمة، وذلك لتدعيم اكتاف نهر دجلة لدرء مخاطر الفيضان نتيجة لارتفاع منسوب النهر الى درجة كبيرة.
واوضح ان المحافظة لا تزال تشهد تدفق كميات كبيرة من المياه في نهر دجلة ونتوقع ارتفاع منسوب النهر في الايام المقبلة الى درجة كبيرة جدا مما يتطلب من الجميع المساندة لتدعيم اكتاف النهر بالكتل الخرسانية، لان عملية تدعيمه بالاكياس الترابية لم تجد نفعا. 
واشار المياحي الى وجود العديد من الاماكن على امتداد نهر دجلة اصبحت معرضة للانهيار مما ينذر بحدوث كارثة في حال عدم تدارك الوضع، مشددا على قيادة عمليات بغداد بضرورة الاسراع بارسال الكتل الخرسانية لتدعيم اكتاف النهر المعرضة للانهيار.
واضاف ان الادارة المحلية ناشدت المحافظات غير المهددة بخطر الفيضانات بضرورة تقديم المساعدة العاجلة لمحافظة واسط، لانها تواجه تحديات كبيرة نتيجة لارتفاع منسوب نهر دجلة الى درجة كبيرة جدا.