دراسة: التدخين قد يُسبب الإصابة بالتراجع المعرفي

بانوراما 2023/02/22
...

 منصور شاهين

 ترجمة: ليندا أدور

هل أنت من مدخني السكائر ولا تزال في العقد الرابع من عمرك؟ إذن أنت معرض للإصابة بالتراجع أو التدهور المعرفي!، هذا ما كشفت عنه دراسة حديثة وإليك التفاصيل.

توصلت دراسة أجراها فريق من الباحثين من جامعة ولاية أوهايو (OSU)، شملت نحو 140 ألف شخص، ممن هم فوق سن 45 عاما، الى أن عشرة بالمئة من المدخنين بدؤوا، بمرحلة منتصف العمر أو أكبر، يعانون من فقدان الذاكرة والاختلال، وبأن المدخنين، بشكل عام، كانوا أكثر عرضة بمرتين للإصابة بمشكلات في الدماغ مقارنة بأقرانهم.

النساء أكثر من الرجال

تشير الدراسة الى أنّ الإقلاع عن هذه العادة السيئة يمكن أن يسهم في وقف حالة التدهور، فالمدخنون السابقون الذين توقفوا عن التدخين منذ أكثر من عشر سنوات، كانوا أكثر عرضة بنسبة 50 بالمئة للإصابة بمشكلات تتعلق بالدماغ. تجدر الإشارة هنا الى أن المشكلات المعرفيّة أو الإدراكيّة، تعد نادرة الحدوث لدى الأشخاص الذين هم في منتصف العمر، كون الدماغ لا يبدأ بفقدان وظائفه، في معظم الحالات، إلا بعد سن 65 عاما، وغالبا ما يتم ربط التدخين بالعديد من المسائل الصحيّة المهمة في مراحل لاحقة من الحياة، كأمراض الزهايمر والسرطان وأمور أخرى، علما أن النساء أكثر عرضة للإصابة بالتراجع المعرفي من الرجال.  

خلال أبحاثهم التي نشرت بمجلة مرض الزهايمر، أجرى الباحثون مسحاً لعينات نحو 140 ألف مشارك عن عادات التدخين لديهم، وحول ما إذا كانوا قد شعروا بأنهم يعانون من فقدان في الذاكرة خلال تلك الفترة. وجد الباحثون بأنَّ ثمانية بالمئة من الأشخاص الذين لم يدخنوا في حياتهم على الإطلاق، يعانون من تراجع معرفي.

في ذات الوقت، فإنَّ 16 بالمئة من المدخنين الحاليين، ذكروا بأنّهم يعانون من مشكلات في الدماغ وفقدان الذاكرة، كما أن العديد من المدخنين كانوا في سن أصغر من أن يعانوا من هذه المشكلات. بأعمار تتراوح ما بين 45 و 49 عاما، أفاد ما نسبته أقل من 10 بالمئة بقليل، من المشاركين بالمسح، عن مشكلات في الدماغ، في الوقت الذي أشار الباحثون بأن معظم المشكلات كانت تقريبا، بين المدخنين، وبأن معدل المسائل المعرفية، المصرح عنها، كانت متشابهة بين المشاركين ممن كانوا في عقدهم الخامس من العمر.


الصحة الإدراكيَّة في خطر

تناقصت، الى حد كبير، الاختلافات في التدهور المعرفي بين المدخنين وغير المدخنين مع التقدم بالسن، بالرغم، من أن، في تلك المرحلة، يصاب العديد من الأشخاص بحالات كالزهايمر والخرف ولأسباب مختلفة.

يقول الدكتور، جيفري وينغ، كبير مؤلفي الدراسة، وأستاذ علم الأوبئة بجامعة أوهايو، بأن: "الترابط الذي رأيناهُ كان أكثر أهمية في الفئة العمريَّة بين سن 45-59 عاما، وهو ما يشير الى أنّ الإقلاع عن التدخين في تلك المرحلة العمريَّة قد يعود بالفائدة على الصحة الإدراكيّة". لكن، بالرغم من أن ترك التدخين يمكن أن يخفف من بعض الأضرار، الا أن 12 بالمئة من المستطلعة آراؤهم الذين تركوا التدخين منذ أكثر من عشر سنوات مضت، أفادوا بوجود مشكلات معرفيَّة. يشار الى أنَّ الأشخاص الذين أقلعوا عن التدخين خلال العشر سنوات الأخيرة، كانوا عرضة أكثر للإصابة بنسبة 13 بالمئة، وهي نسبة أعلى قليلا من أولئك الذين أقلعوا عن التدخين منذ وقت 

طويل.

تقول جينا راجكزيك، طالبة الدكتوراه بجامعة أوهايو، وقادت البحث فيها، بأن: "يمكن أن تشير تلك النتائج الى أن الوقت منذ الإقلاع عن التدخين، ذو أهمية، وقد يكون مرتبطا بالنتائج المعرفية"، مضيفة "في الأعمار الصغيرة سنشهد تراجعا معرفيا قد يرتقي الى مستوى تشخيص الزهايمر أو الخرف". غالبا ما تبدأ علامات الحالة المدمرة للإصابة بالمرض بالظهور قبل عقود من تشخيص المريض به، ومن النادر أن يتم إبلاغ شخص في منتصف العمر، من قبل الطبيب بإصابته بالمرض. يذكر أن مرض الزهايمر هو السبب الرئيس لحالات الخرف في الولايات المتحدة الأميركية، اذ يقدر عدد المصابين به، ممن هم بسن 65 عاما فما فوق، بنحو سبعة ملايين شخص، ويتوقع أن يتضاعف هذا العدد خلال العشرين عاما المقبلة، اذ ستؤدي مديات العمر الطويلة الى حصول المزيد من الإصابات مع مرور الوقت، في ظل عدم وجود علاج معروف له، والعلاجات المتوفرة لإبطاء تقدم المرض 

شحيحة.


*صحيفة ديلي ميل البريطانية