الموصل: شروق ماهر
بطقوسٍ شعبيَّة واجتماعيَّة يحيي آلاف من عامة الناس في قضاء تلعفر بالموصل مناسبة خضر الياس، اليوم الخميس ويستمر لمدة ثلاثة أيام، بمشاركة مختلف الطوائف، اذ تقصد أعداد كبيرة من مختلف الديانات والمذاهب المزار، لطلب المراد والتبرّك كتقليد شعبي وسنوي يقام كل عام.
المواطن مؤيد شهاب في قال لـ(الصباح) إن “عيد خضر الياس طقوسٌ شعبيةٌ خاصة تشمل توزيع الحلويات والمأكولات الشعبية، اذ تقام أمام المقام الواقع على تل عالية في قضاء تلعفر احتفالات وغناء ودبكات، وسباق للخيول وغيرها من طقوس يقدمها المحتفلون منذ عدة اعوام، فضلا عن إيقاد الشموع وغيرها من التقاليد المتوارثة، التي من شأنها أن تضيف الفرح والسرور وتجمع مختلف الأسر للتعارف في ما بينهم”. تشير السيدة ام حسين إلى أن “الآلاف من النساء ممن ترغب بتحقيق أمانيها تقصد المزار وتدعي من ثقب “المراد” للرب، فإذا نوى أحدهم تحقيق أمنية ما، يقف أمام الثقب ويغمض عينيه ويمد سبابته اليمنى، فإذا دخلت إلى الثقب فإنه يحصل على مراده، وهذا نوع من التقاليد والاعراف التي عرف به سكان القضاء خلال احتفالات خضر الياس في تلعفر .»
تضيف أم حسين أن العيد ننتظره في شهر شباط للخروج الى الحدائق العامة ونحضر مختلف الموائد، التي تجتمع حولها الأسرة، ونطلب من الله أن يعم الأمن والسلام والفرح على بلدنا العراق.
يذكر أن مزار خضر الياس يقع جنوب تلعفر، وهو عبارة عن تلة صغيرة خضراء، يوجد في قمتها مبنى صغير وقديم، تقصده سنويا الطوائف للاحتفال، اذ يتكون المزار من ثلاث غرف، بينها غرفة السر ويقصده التركمان المسلمون، والإيزيديون والمسيحيون في الثالث من شعبان من كل عام. في السنوات السابقة فجرت عصابات داعش الاجرامية هذا المزار، لكن سرعان ما تمَّ تأهيل وإعماره، بعد استعادة الموصل، ليمثل فسحة أمل وواحة يتجمع بها الناس للتعارف في ما بينهم واحياء تقاليدهم
المتوارثة.